وداعا السويد وأوكرانيا، فعلا يوم حزين لكل متابعى البطولة الأوروبية، سنفتقد أهم وأجمل عنصر، بعيدا عن كرة القدم وهى الجمال السويدى والأوكرانى، تتذكرون معى لاريسا ريكلمى أجمل حسناوات بارجواى فى كوبا أمريكا، العالم كله أصابه الحزن بعد خروج باراجوى لعدم وجود لاريسا فى المدرجات، وأعتقد أننا جميعًا دون مبالغة ومن غير كذب سنحزن كثيرا لخروج الدولتين، ليس لأنهما صاحبتا مدارس خاصة فى كرة القدم أو لا سمح الله كانتا مرشحتين لنيل اللقب، ولكن سنفتقد لمسة الجمال التى كانت تحيط بالعشب الأخضر فى المدرجات، إنهما حقا صاحبتا جمال خاص. نعود إلى كرة القدم التى تشغل بال الجميع من الصغير إلى الكبير، رغم أن مصر تمر بمرحلة حرجة فى حياتها الجديده والانتقال إلى حياة مدنية لم نتعود عليها منذ قديم الزمان، ولكن ومع كل هذا، الجميع متابع وشغوف ومترقب لهوية المنتخب الذى يحمل اللقب القادم للأميرة الأوروبية، خصوصا بعد أن تأهل الكبار دون أى مفاجآت لندخل فى دوامة المباراة الواحدة التى تختلف تماما عن أسلوب تجميع النقاط، وهى عند المدربين لها أسلوبها وتكتيكها، وتحتاج إلى ريموت كنترول من الخبرة والتحكم والقدرة على التأهل للأداور التالية. إنجلترا 1-0 أوكرانيا: الشوط الأول كان للنسيان، أكثر من 20 لاعبا يلعبون فى حيز 20 مترا، الفريقان بالكامل على قرب منتصف الملعب وباقى الملعب فارغ لحارسَى المرمى، وكان هناك حذر وخوف وترقب، فاللعب بطريقة الملاكمة والخطف، وبعد ذلك التأمين، شوط يُعَدّ من أرقى الأشواط التكتيكية من قِبل المدربَين ومن أسوأ الأشواط الفنية بالنسبة إلى الجماهير. أولا، أوكرانيا بدأت المباراة دون الهداف تشفتشينكو للشك فى إصابته، وعدّل بلوخين فى خط دفاعه للخوف من رونى وويلباك، وأشرك رازتيسكى فى قلب الدفاع على حساب ميخاليك، خصوصا أن الأخير لا يجيد ضربات الرأس والإنجليز الأفضل فى العالم فى الضربات الثابتة. ثانيا، بلوخين أشرك جارمش فى الوسط من البداية لمساعدة الوسط الدفاعى ورقابة جيرارد. ثالثا، استطاع أن يمتلك وسط الملعب من استحواذ وانتشار ورقابة وتضييق مساحات، وضغط على كل خطوط الإنجليز. رابعا، على الورق، بلوخين كان يلعب برأسَى حربة، ولكن فى الملعب وتكتيكيا لعب بطريقة دفاعية بحتة، واعتمد على طرفَى ملعب هما يارميلنكو وكونبلى يانكا المتحركين فى العمق الدفاعى الإنجليزى واعتماده على توماشوك كلاعب ارتكاز وحيد، أمام 4 مدافعين بطريقة 4-1-4-1 ورأس الحربة ميلافيسكى وكان قريبا منه ديفتش، ولأن الخطوط كلها كانت قريبة ومتلاحمة شاهدنا أداءً غير طبيعى دون خطورة على المرميين إلا فى الكرات الثابتة. هوجسون رد على بلوخين، ولعب بطريقة 4-4-1-1، ولأول مرة رونى مع ويلباك، وأشلى يونج فى الشمال، وميلنر فى اليمين، ورباعى دفاعى ثابت لم يتغير من بداية البطولة من خلفهم. أولا، التنظيم سمة من سمات الإنجليز فى كل خطوطهم. ثانيا، التنويع فى الأداء، خصوصا رونى وويلباك وأشلى يونج بثلاثى هجومى ظهر أكثر فى الشوط الثانى بعد الهدف وتحرك الأوكرانيون للتعويض. ثالثا، القوة الدفاعية على الأطراف من أفضل مميزات الإنجليز الأساسى أو البديل. رابعا، اللعب على الكرات العالية لأىٍّ من اللاعبين رؤوس الحربة. خامسا، الأفضل فى الضربات الثابتة من تيرى وليسكوت، ولكن تبقى مشكلة وحيدة، وهو رِتْم اللقاء الذى لم يستطيعوا التحكم فيه للنقص فى عنصر اللاعب المهارى فى الخط الأمامى كباقى منتخبات الصفوة. سادسا، وهو الأهم أن لديهم بديلا على الأطراف قوى جدا فى سرعة نقل الهجمة والتحرك إلى الأمام، حيث يضم لاعبَين صغيرين فى السن هما شامبرلين وثيو والكوت. سابعا، الأدوار الدفاعية لدى الإنجليز أفضل بكثير من النواحى الهجومية مع إمكانية تحسينها بعودة رونى. الفريقان فى الشوط الثانى، خصوصا بعد الهدف كانت هناك مساحات كثيرة بعد المجهود البدنى المبذول منهما فى الشوط الأول، أيضا لأن الأوكران أرادوا تعويض الهدف. أوكرانيا لعبت الكل فى الكل بعد نزول تشفتشينكو، ولكن الإنجليز من أفضل الفرق المنظمة جدا دفاعيا ب8 لاعبين، كحائط برلين، والإنجليز يستحقون الصعود لأنهم فريق منظم جدا، وخروج الأوكران كان فى لقاء فرنسا السابق الذى هزموا فيه بهدفين دون رد. فرنسا 0-2 السويد: لعبت فرنسا بالتشكيل الأمثل لها لتأمين النواحى الدفاعية بوجود ديارا، وميا فيلا، ولأول مرة الاثنان يوجدان كلاعبَى ارتكاز فى مباراة رسمية. لوران بلان تعديله الوحيد كان بزيادة لاعب ارتكاز ثانٍ فى قلب وسط الملعب، وكان من المفروض أن يكون التأثير إيجابيا، أيضا شارك حاتم بن عرفة من بداية اللقاء فأثّر كثيرا على سرعة الأطراف، المميز بها المنتخب الفرنسى كذلك عنصر الانسجام فى الثلث الأمامى من خلال أربعة لاعبين، ريبيرى وبن زيمة ونصرى وكابى، صحيح حاتم بن عرفة يمتلك المهارة ولكن كابى لديه حلول دفاعية وهجومية وسرعة وتسديد وانسجام واللعب الجماعى لخدمة الفريق على عكس بن عرفة الذى يلعب على الفانتازيا فقط لا غير دون رابط فى الملعب. فرنسا افتقدت الأطراف خصوصا الجبهة اليمنى، وعانت من تواضع مستوى بن زيمة، على عكس ما يقال إن كريم بيتحرك كويس علشان كده فرنسا الوسط بيحرز، على حد علمى رأس الحربة عمله ووجوده لإحراز الأهداف والوجود داخل الصندوق مع التحرك. فرنسا تحتاج إلى خط دفاع بالكامل يجيد الدفاع والهجوم فهى لديها قلبان دفاعيان الأسوأ من بين منتخبات الصفوة عادل رامى وفيليب مكسيس، كما أنها لا تمتلك البديل الكفء فى النواحى الدفاعية التى تساعد الفريق على التمكن من التحكم فى الخط الأخير. لوران بلان بدأ المباراة بطريقة 4-1-2-2-1 وهى طريقة أقرب إلى 4-3-3 وتحتاج إلى أطراف الملعب ولاعبى وسط لديهم سرعات خاصة هجوميا ودفاعيا، وأعتقد أنه بالتشكيل الذى بدأ لم يوجد الطريقة الخاصة. وفى المقابل لعبت السويد للخروج على الأقل بشرف، وبدأت تظهر على الفريق ملامح اللعب الجماعى والأداء المتناسق مع التأكيد على وسط فرنسى يتمتع بالمهارة والسرعة. هامرين عدّل من أدائه فى الشوط الأول ولعب على التأمين بثلاثى ارتكاز بهرامى وكاليستروم وسفينسون، وهو ما أمّن اللقاء بالنسبة إلى السويد، وفى الشوط الثانى شاهدنا سرعة وحيوية من ويلى هامسون البديل وأيضا لارسون فقد تفوقا على طرفَى فرنسا، بالإضافة إلى السيطرة على الوسط بالسرعة الفائقة والاعتماد على أفضل هدافى العالم فى كل مكان فى العالم. زلاتان إبراهيموفيتش أكد أنه فعلا اللاعب القائد فى كل خطوط الفريق. السويد لعبت أكثر على العمق الدفاعى لفرنسا وبالفعل أحرز هدفين شرفيين، الأول هو الأجمل فى البطولة بين زلاتان، وهذا هو الفارق بينه وبين كريم بن زيمة، والثانى أحد أسرع اللاعبين فى البريميرليج لارسن لتخرج السويد ويخرج معها أجمل مقطوعة فى الجمال ما بين زلاتان وجماهير زلاتان!