أسبانيا طريقة صعبة.. إيطاليا تكتيك مناسب.. إنجلترا تنظيم غير متوقع.. فرنسا مشاكل دفاعية بعد أن قمنا أمس بتحليل الجولة الأولى من مباريات المجموعتين الأولى والثانية، نكمل اليوم بتحليل مباريات الجولة ذاتها فى المجموعتين الثالثة والرابعة. فى الثالثة.. نبدأ بالإسبان ملوك كرة القدم حاليا الذين ظهروا بتشكيل غريب جدا لديل بوسكى باعتماده طريقة اللعب دون رأس حربة، وهى طريقة يصعب جدا على اللاعبين تنفيذها فى ظل فقدان المهارة التى يمتلكها ليونيل ميسى وألكسيس سانشيز فى برشلونة، لذلك اختلف أداء الإسبان فى الخط الأمامى بوجود فابريجاس رأس حربة بالتناوب مع باقى لاعبى الخط الأمامى، ديفيد سيلفا وأنييستا، صحيح نسبة الامتلاك كانت للإسبان، ولكنها اصطدمت بكثافة عددية كبيرة جدا للطليان، ديل بوسكى لعب بطريقة 3 فى خط الدفاع، دائما موجود مدافع أطراف بالتناوب ولاعب ارتكاز أمامه لا يتقدم إطلاقا وسداسى أمامى لديهم قدارت خاصة فى التمرير القصير والاختراق من العمق واللعب على قصر قامة لاعبى الخط الأمامى ولكنهم للمرة التانية وجدوا حصارا أو كماشة إيطالية بأكثر من 8 لاعبين ولو كانوا ملوك التمرير فى ظل وجود 14 لاعبا فى الثلث الأخير يصعب كثيرا على المساحات التى يجيد الإسبان خلقها. الطليان: تكتيك عالٍ ومناسب جدا لتكتيف الإسبان فى منطقة معينة وعدم إعطائهم الفرصة للاستحواذ للدخول فى الخط الأخير، وعدم الاختراق الذى يتميز به الإسبان، وأيضا عدم ترك فرصة لهم لامتلاك الكرة والتمرير. برانديللى الإيطالى قرأ مفاتيح لعب الإسبان قبل المباراة بشكل تكتيكى أكثر من رائع ونفذه لاعبوه بشكل فنى قدير جدا. ماذا فعل برانديللى؟ أولا أوجد طرفى متقدمين فى وسط الملعب لهما دور دفاعى فقط لا غير، مادجو ناحية اليمين، وجيكرينى ناحية اليسار، ومنع التقدم لهما إطلاقا لوقف سيلفا وأنييستا، ثانيا ملء منطقة الوسط بثلاثى متقاربين على خط واحد لعدم ترك مساحة ووقف التمرير الكثير فى العمق الدفاعى، ونجح بشكل كبير عدا كرة الهدف فقط، ثالثا اكتساب أكثر وقت ممكن لمزيد من ثقة لاعبيه وإرهاق إسبانيا ذهنيا، رابعا اللعب على الهجمة المرتدة، وكان مردودها ممتازا بهدف دى ناتالى، خامسا اللعب بثلاثى دفاعى أمامهم ثلاثى وسط ليست بينه أى مساحة للتضييق على الخصم، وتم تنفيذها باقتدار، لذلك نجح الطليان فى فرض أسلوبهم والتحكم فى رتم المباراة بهدوء شديد وتنفيذ طريقة لم يلعب بها الطليان طوال تولى برانديللى لهم خلال عامين هى طريقة 3-5-2 لوقف الإسبان، وهذا القرار اتخذ قبل المباراة بيومين فقط مع اعتماد دانيل دى روسى لاعبا ثالثا فى الدفاع. كرواتيا: السرعة هى سلاح الفريق فى كل شبر فى الملعب، الهجمات من الطرفين من أقوى ما يمكن، تعديل للمدير الفنى بيلتش، سيرنا مُدافع أيمن، وهو لاعب وسط أساسا، كارلوكا لاعب قلب دفاع وهو لاعب أطراف، الاعتماد على أكثر من صانع لعب مما أتاح له فرصة استغلال أخطاء قلبَى دفاع أيرلندا، الفريق الكرواتى من المنتخبات القليلة التى تلعب بطريقة 4-1-3-2 بوجود رأسَى حربة، فهى طريقة هرمية مقلوبة لداخل الملعب، لاعب الارتكاز فوكوجيتش، وأمامه ثلاثى لديهم قدرة على خلق مساحات: مودريتش وراكتيش وبرزيتش، والإمداد لرأسى الحربة ماندو زيكيتش وجيلافيتش المتحركين فى كل مكان. أيرلندا: تراباتونى فعل كل شىء، ولكن هذه هى إمكانيات فريقه، اللعب بالطريقة الإنجليزية الكلاسكية 4-4-2، بوجود طرفَى ملعب: الأول أمامى يجيد الكرات العرضية لرأسى الحربة دول وكين، استخدام مهارة الضربات الثابتة وهو ما نجح فيه خلال هدف التعادل، وتبقى المشكلة الكبرى فى عدم مجاراة سرعة المنافس، ثانيا لا يوجد صانع لعب للفريق وهو ما قلل كثيرا من نزول رأسى الحربة إلى الخلف للتسلم، ثالثا قلبا الدفاع دان وليدجد أقل بكثير من قوة البطولة، خامسا وهو الأهم، عدم إشراك لاعب مثل ماكلين، الوحيد القادر على الصناعة والسرعة والاختراق. المجموعة الرابعة: تنظيم وجرأة فردية، فالإنجليز لعبوا مباراة إلى حد ما لم يتوقعها الجمهور الإنجليزى ولا المحبون للأسود الثلاثة لعدم ثقتهم بالمدير الفنى روى هوجسون، وللأمانة فالرجل فاجأ الجميع بفريق منظم جدا، مزيج من الخبرة والشباب، طريقة لم يتوقعها أحد، الكل كان يتوقع طريقة 4-2-3-1 برأس حربة وحيد، ولكن وضحت أيضا قراءته لخط الدفاع الفرنسى، ولعب بالطريقة المعروفة قديما، وصاحبها فابيو كابيللو 4-4-1-1 باعتماه على ويلباك رأس حربة وبجانبه آشلى يانج للمساعدة فى خط الوسط، وهو ما سُمى برأس الحربة الثانى الذى يلعب بعرض الملعب، فى معظم أوقات اللقاء وسط الملعب الصغير الممتاز شامبرلين لوقف جبهة يمنى قوية لفرنسا من الأمام، وقد كان، وساعد كثيرا آشلى كول وأرغم الهجوم الفرنسى على الدخول إلى العمق، وهذا ما كان يلعب عليه هوجسون بوضع لاعبى الارتكاز جيرارد وباركر أمام ليسكوت وتيرى، ونجح بنسبة كبيرة جدا باستثناء هدف التعادل. الجبهة الثانية لعب فيها لاعب فتح مساحة كبيرة لجلين جونسون، المدافع الأيمن، خصوصا أنه يلعب كثيرا كلاعب عمق دفاعى وهجومى، وهو نجم المان سيتى جيمس ميلنر، لهذا خرج الإنجليز بأقل خسارة بالحصول على نقطة أمام الفرنسيين. فرنسا: أخطأ لوران بلان فى أول ظهور له فى البطولة بوضعه لاعبا يجيد المساحات والانطلاقات لسرعته ومهارته وتحديد دوره كلاعب ارتكاز، وهو نجم تشيلسى مالودا، وهذا أثر كثيرا على قوة المنتخب الفرنسى فى طريقة 4-3-3، حيث شعرنا كأن المنتخب الفرنسى يلعب ب10 لاعبين، ثانيا فرنسا لديها مشكلات دفاعية كثيرة جدا، خصوصا قلبَى الدفاع مكسيس وعادل رامى، ولا بد من إيجاد لاعب ارتكاز ذاتى يجيد التأمين والتغطية التى لا يجيدها مالودا، وأحسن فعلها ديارا، ولكن لاعب بمفرده صعب جدا فى المباريات القادمة. فرنسا أحسنت الاختراق والتسديد لوجود أكثر من عنصر مهارى، وهى الحسنة الوحيدة لبلان بوجود رباعى أمامى أكثر من رائع: ريبرى ونصرى وكاباى وبنزيمة، مع باتريس إيفرا الوحيد المتحرك من الخط الخلفى للكرات العرضية. معلومة مهمة غابت كثيرا عن كل السادة المحللين فى مباراة فرنساوإنجلترا ظهر بها فى أرضية الملعب أكثر من 16 لاعبا يلعبون فى دورى واحد، هذا ما أدى إلى لقاء تكتيكى بحت من حفظ اللاعبين بعضهم لبعض داخل أنديتهم فى إنجلترا. أوكرنيا: حتى الآن هى مفاجأة البطولة مع بلوخين، فالأداء الهجومى كانت السمة الأساسية لفريق برأسَى حربة أحدهما سريع وقناص هو أندريه تشفشينكو والآخر يمتلك قدرة على فتح الثغرات هو أندريه فورنين، مما أتاح الفرصة للأوكران للتوغل فى العمق واللعب على الهجمة المنظمة، خصوصا من وسط الملعب الكثيف جدا بلاعبَى ارتكاز. السويد: يشبه إلى حد ما الفريق البرتغالى والاعتماد على لاعب واحد اسمه زلاتان إبراهيموفيتش، وهو فعلا ترمومتر الفريق فى كل خطوطه والدليل صناعته أخطر الكرات وتسجيله هدف منتخب بلاده، هامرين أداؤه مع فريقه كان فقيرا للغاية فلم يجد حلولا من خارج الخطوط. هامرين لعب بطريقة 4-2-3-1، ولكنها لم تنفذ بالشكل الكافى لتواضع مستوى لاعبى الوسط فى الناحية الهجومية، وأيضا لأن لاعبَى الارتكاز إيلم وكالستروم أدوارهما الدفاعية أكثر بكثير من النواحى الهجومية، لذلك كان فى الخط الأمامى عدد قليل جدا