يتميز الإيطالي كارلو أنشيلوتي والإسباني رافاييل بينيتث بنجاحهما دائما في فرض الإيقاع الخاص بهما على الفريق الخصم مهما كانت قوة وكفاءة خط وسط هذا الخصم، فيستخدم كلاهما ما يمتلك من حيل وأفكار لينجح في تقليل كفاءة المنافس والوصول بهم حيث يريدا. ما يفرق بين المدربين هو أن أنشيلوتي لم يعتمد على تغيير خطته حتى ينجح في فرض أسلوبه، بل قام بتثبيت خطة واحدة استخدمها لاعبوه طوال البطولة وكان كل ما يفعله المدرب الإيطالي هو أن يبدل بين اللاعبين داخل نفس المنظومة لتتغير معهم التكليفات الخاصة بكل مركز في الخطة. وكان لهذا الثبات الشكلي والخططي لميلان الفضل الأكبر في نجاح الروسونيري في أخذ المبادرة على الفرق المنافسة نظرا للانسجام الكبير بين أفراد الفريق الإيطالي. أما بينيتث فيعتمد في كل مباراة على خطة مختلفة عن التي سبقتها وذلك لأنه يفضل لعب دور صاحب رد الفعل عن إحداث الفعل نفسه، وجاء نجاح مدرب الحمر بسبب قدرته على قراءة المباريات وتغيير واجبات لاعبيه وخطط الملعب لتتناسب مع المطلوب منها. وإذا نظرنا بشكل أعمق لطريقة لعب ميلان خلال الموسم كله سنجد أن أنشيلوتي اعتمد على طريقة 1-5-4 ويستخدم فيها الطرق الإيطالية التقليدية مثل استعمال لاعب ارتكاز وحيد وتكليف أحد ظهيري الجنب بلعب دور قلب الدفاع الثاني ليتحول أحد قلبي الدفاع إلى ليبرو لإحداث عمق، واستخدام محوري وسط من أمام الإرتكاز ليكون لهم دور شامل في وسط الملعب بين الضغط والتحرك على الأطراف ومساندة الظهيرين. ولا تختلف تلك الطريقة عندما يلعب أنشيلوتي للدفاع عنها عندما يلعب للهجوم ولكن ما يختلف هو اللاعب المكلف بأداء الدور نفسه ليسهم هذا اللاعب بقدراته في تطويع الخطة هجوما ودفاعا. فعندما يلعب ميلان لمهاجمة الفريق المنافس يكلف ماسيمو أمبروزيني باللعب كارتكاز دفاعي أول ويشرك من أمامه دينامو خط الوسط جينارو جاتوزو كلاعب وسط يكون دوره الأساسي هو الضغط على لاعبي وسط الفريق المنافس وقطع الكرت منهم قبل بداية الهجمة، كما يمنح أنشيلوتي دورا خاصا لأندريا بيرلو إذ يعتمد عليه في صناعة اللعب ولكن من موقع لاعب الارتكاز الثاني وذلك لقدرة النجم الإيطالي الكبيرة في لعب كرات طولية متقنة لمن يتحرك خلف رأس الحربة سواء كان كاكا أو سيدورف خاصة وأن الأخير يتمتع بسرعة كبيرة تؤهله لاستقبال تمريرات بيرلو الطولية من وضع الحركة، وهو ما يصعب من مسؤولية اللاعب الذي يراقبه.
.. أم سيكون ليفربول هو صاحب المبادرة الهجومة وباعتماد أنشيلوتي على سيدورف في لعب دور المهاجم المتأخر يمنح بذلك الفرصة للبرازيلي الرائع كاكا بالعودة أكثر لخط الوسط والهروب من الرقابة الفردية عليه. أما في الحالة الدفاعية، يحتل بيرلو دور لاعب الارتكاز الأول بدلا من أمبروزيني الذي يلعب دور الرقيب على صانع ألعاب الفريق المنافس ويتحول جاتوزو من لاعب الوسط الضاغط إلى مساك في خط الوسط حيث يقيد بلاعب معين يتحكم معه في كل مكان في الملعب دون إهمال دوره كمساند لماسيمو أودو جناح ميلان الأيمن، ويترك جاتوزو دور لاعب الارتكاز المتقدم لسيدورف وبذلك يلعب كاكا بجانب رأس الحربة الوحيد وذلك لمحاولة الضغط على ظهيري حنب الفريق المنافس. وكما ذكرنا مسبقا، يعتمد أنشيلوتي على طريقة دفاع المنطقة وهو ما يظهر في تمركز مدافعي فريقه، حيث يلعب باولو مالديني قائد الفريق كرقيب لرأس حربة الخصم ويلعب أليساندرو نيستا دور المدافع المتأخر ليكون عمقا دفاعيا للروسونيري. وفي حالة رغبة أنشيلوتي في الهجوم بكثافة عددية كبيرة فغالبا ما يستبدل أمبروزيني بمهاجم إضافي ليلعب بطريقة 2-1-2-1-4 والذي اخترعها أريجو ساكي عندما كان مدربا لفريق ميلان الإيطالي في أوائل التسعينات. وعلى الجانب الآخر، ربما لا يمكننا التأكد من الفكر الذي سيستخدمه بينيتث لمواجهة ميلان، ولكن حجم المباراة وتاريخها يجعلا من الصعب على المدرب الإسباني فكرة أن يجرب أسلوبا جديدا قد يفشل في قيادة الحمر لبداية قوية أمام ميلان. لذا من الطبيعي أن نرى في المباراة النهائية طريقة لعب نفذت من قبل خلال البطولة، وعندما نتحدث عن الشكل التكتيكي لليفربول يتبادر للأذهان موقعتي الفريق الأحمر مع برشلونة الإسباني ثم مع تشيلسي الإنجليزي في قبل نهائي البطولة. وإذا حللنا الشكل الذي لعب به بينيتث أمام الهولندي فرانك ريكارد في لقاء دور الثمانية من البطولة، سنجد أن بينيتث قد استخدم طريقة 1-2-3-4 التي كان شقها الدفاعي هو الغالب على أداء لاعبي الحمر، إذ اعتمد بينيتث على وجود لاعبي ارتكاز صريحين وهما شابي ألونسو وقائد الفريق ستيفن جيرارد ومن خلفهما المالي محمد سيسوكو، ويكون الهدف من استخدام الأخير هو رقابة أبرز مفاتيح لعب الفريق المقابل، كما يعتمد بينيتث في تلك الحالة على لاعبي طرف ويكون أحدهما ظهير ل