اخبار اليوم السابع رحل عن عالمنا بعد صراع طويل نسبياً مع المرض، وحياة حافلة بالنضال ضد نظام «مبارك» ومن بعده نظام «الإخوان»، لم يفارقه فيها الأمل يوماً بالخلاص من نير الاستبداد والظلم والفساد. اخبار اليوم السابع هو الدكتور عزازى على عزازى، من مواليد محافظة الشرقية، مدينة فاقوس، فى أكتوبر عام 1957، تخرج فى كلية الآداب جامعة الزقازيق، وعمل بالصحافة، وكان أول صحفى يشغل منصب محافظ، فى أعقاب ثورة 25 يناير. اخبار اليوم السابع لكنه كان أقرب إلى الفنان المرهف منه للصحفى أو المسئول أو رجل السياسة، هكذا كان يبدو عندما يجلس فى كافتيريا نقابة الصحفيين مع أصدقائه من الأدباء والشعراء، حيث اعتاد الجلوس، ليتجاذبوا أطراف الحديث فى الشأن العام وهموم «المحروسة» التى تبدّلت عليها الأنظمة وزادتها هموماً على هموم. اخبار اليوم السابع لذلك عندما بدأ «عزازى» عمله كمحافظ للشرقية أبهر الجميع بأدائه، وربما كان أول محافظ يقود المواطنين فى مظاهرة، ويفتح ديوان محافظته للجمهور، أو بالأحرى ينتقل بهذا الديوان إليهم فى كل شبر من ربوع المحافظة المترامية الأطراف. اخبار اليوم السابع وحين جاء الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى إلى سُدة الحكم، كان «عزازى» أول محافظ يقدم استقالته، رافضاً أن يخالف مبادئه وقناعاته التى كانت، ومنذ وقت مبكر، تعتبر «الإخوان» جماعة فاشية إرهابية معادية للوطن وتقدم الإنسانية. اخبار اليوم السابع كان لا بد أن تترك هذه الشخصية المرهفة بصماتها عميقة على كل من التقى به أو تعامل معه، من تلامذته وأصدقائه ورفاق دربه، وربما كان ذلك واضحاً فى الكلمات التى نعاه بها حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، المرشح الرئاسى المحتمل، حين قال: «يا رب، إن عبدك وسيدى عزازى بين يديك، وأنت الأحن الأكرم، فاللهم تقبله راضياً مرضياً، وشفّع فيه الحبيب، واجمعه بمن يحب فى الفردوس الأعلى، واجزِه خيراً عنى». اخبار اليوم السابع ظل «عزازى»، حتى تمكن منه المرض، يناضل فى صفوف «التيار الشعبى» وجبهة الإنقاذ الوطنى، التى كان متحدثاً رسمياً باسمها، ضد فاشية الإخوان ونظامهم، وكان أحد المبشِّرين ب«موجة المصريين الثورية» فى 30/6 التى خلصت مصر من حكمهم. اخبار اليوم السابع وينتظر رفاق «عزازى» وتلامذته ومحبوه وصول جثمانه أخيراً من الصين حيث كان يعالج، على متن أول طائرة قادمة إلى مصر، والتى من المنتظر أن تصل فى السادسة صباح السبت المقبل، حيث تُشيع الجنازة ويجرى دفن الجثمان فى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية. اخبار اليوم السابع لكن «عزازى» سيبقى بالتأكيد حياً فى عقول وقلوب كل من عرفوه، وسيخلّد فى ذاكرة الوطن، ضمن أبنائه الأبرار المخلصين. بواسطة: Mahmoud Aziz