تمكن من المنتخب الألماني من انتزاع ثلاث نقاط صعبة للغاية من نظيرة البرتغالي بعد مباراة عصيبة كادت تنقلب فيها الأحداث في أكثر من مرّة ، المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والدروس التكتيكية التي سنلخصها لكم في السطور التالية : مفارقة خططية : الألمان لعبوا بخطة 4-2-3-1 والبرتغال 4-3-3 لكن المفارقة أن الأداء الدفاعي كان برتغاليا والهجومي كان ألمانيا " على الأقل حتى ما بعد الهدف " علماً أن خطة الألمان ذات طابع دفاعي أكثر. استراتيجية برتغالية واضحة عابها قلة الثقة بالنفس : الاستراتيجية البرتغالية كانت واضحة، دفاع قوي وهجمات مرتدة سريعة بالاعتماد على المساحات التي سيتركها الألمان في الخلف نتيجة اندفاعهم للأمام استناداً على سرعة رونالدو بالدرجة الأولى وناني في الثانية وكوينتراو في الثالثة ، لكن هذه الاستراتيجية عابها الحذر الشديد من تلقي أي هدف مما جعل الفريق يقدم أقل من نصف إمكانياته والدليل هو ما حدث بعد الهدف حيث تسيد البرتغاليون الملعب وكادوا أن يحرزوا أكثر من هدف نتيجة تنويعهم لمصادر اللعب وعدم قصرها على رونالدو وحسب . تنظيم ألماني عالي المستوى : الأداء الألماني كان منظماً للغاية حيث تم نقل الكرة بشكل سليم بين الخطوط الثلاثة من نوير حتى ماريو غوميز ، الألمان ركّزوا بشدّة على جهة كوينتراو المميز هجومياً والضعيف دفاعياً خاصة من ناحية التغطية فكانت معظم الكرات الخطرة نتيجة عمل ثلاثي من أوزيل إلى مولر وبعدها يتم عكس الكرة إلى داخل منطقة الجزاء ، لكن عاب الأداء الألماني الضعف في عمق الدفاع حيث بدا هذا الأمر في عدة مناسبات خاصة في الكرات المرفوعة التي لعب الحارس نوير دور قلبي الدفاع في أكثر من مناسبة . خطوة جيروم بواتينغ صحيحة جداً : حسناً فعل يواكيم لوف بوضع جيروم بواتينغ على الجهة اليسرى بدلاً من لام حيث أنه لا يتقد للأمام كثيراً مما سمح له بتضييق الخناق على رونالدو ، كما أن قوته البدنية الكبيرة نتيجة لأصوله الإفريقية سمحت له بمجابهة النجم البرتغالي بأفضل طريقة ، كما سمح وضع لام على اليسار بالتقدم بحرية دون ضغوط تواجد رونالدو خلفه وبالتالي مساندة رفاقه الهجومية . رونالدو يفتقد لصانع ألعاب خلفه : لم يكن رونالدو بالفاعلية التي يعرفها الجميع عنه مع ريال مدريد لكونه كان هو الصانع للألعاب والممول للفريق في حين أنه في الريال يكون مدعوماً بصانع ألعاب دائماً هو مسعود أوزيل مما يمنحه راحة أكبر، افتقاد البرتغال لصانع الألعاب جعل العبء كبيراً على رونالدو . المنتخب الألماني كان أكثر إصراراً على الفوز ولذلك ناله ، أما البرتغال فلم تقدم كامل إمكانياتها وبدت أقل ثقة بالنفس ولذلك خسرت ...لكن الأكيد أن المجموعة الثانية ستكون أكثر تعقيداً مما ظننا بكثير .