الزمالك تعلم من درس جورماهيا .. ونهضة بركان يملك «ميزة» لم نجدها فى منافسينا السابقين أتمنى استمرار جروس .. وشائعات رحيله بدأت منذ قدومه لدى عتاب على عامر حسين واتحاد الكرة يجب أن يساند الزمالك بشكل أفضل
عندما تجلس مع إسماعيل يوسف، أحد نجوم نادى الزمالك الكروية السابقة، عضو مجلس الإدارة الحالي، فإنك بطبيعة الحال تجلس أمام تاريخ سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، ومازال «تيجانا» الكرة المصرية كما تلقبه جماهير الكرة، يواصل تسطير هذا التاريخ سواء من خلال زرع ما تعلمه فى الماضى داخل قلعة الزمالك فى الأجيال الحالية، أو نقل خبراته المتراكمة فنيا وإداريا .. ومع وصول فريق الكرة الأول بنادى الزمالك إلى أهم محطات بطولة الكونفيدرالية والتأهل إلى نهائى البطولة، كان لابد من التعرف على أسباب النجاح هذا الموسم من أحد رجال الإدارة وأحد أصدقاء اللاعبين ومنبع كسبهم الخبرات .. وإلى الحوار،، البداية لابد وأن تكون مع الكونفيدرالية والتأهل للنهائى .. فماذا تقول؟ أولا أنا سعيد جداً بالوصول إلى نهائى البطولة وعلى حساب فرق من أقوى فرق القارة، وأعتقد أن هذه البطولة هى الأصعب خلال تاريخى حتى منذ كنت لاعبا، والسر وراء ذلك هو البداية السيئة التى بدأ بها الفريق مرحلة دورى المجموعات، حيث حصدنا نقطتين فقط من 3 مباريات، وبطبيعة الحال عندما تشاهد هذه النتائج تتأكد أن الفريق أصبح قاب قوسين أو أدنى من وداع البطولة. ومع ذلك كنت على ثقة بمواصلة المشوار ولديك ثقة فى الفريق .. من أين أتيت بهذا اليقين؟ لن أخفى عليك بأن روح الحب والتفاهم والاحترام الموجودة بين اللاعبين أحد أهم أسباب استعادة الروح والثقة والمعنويات، وهذا جعل كل مباريات الفريق التالية نوعا من التحدى الخاص، وهذه الروح هى التى أوصلتنا لنهائى للبطولة وهى التى ستمهد لنا طريق اللقب. لديك ثقة كبيرة فى الحصول على اللقب؟ ثقتى فى المولى عز وجل أولا فى عدم ضياع جهد من يخلص فى عمله، ثم ثقتى فى اللاعبين والجهاز الفنى بلا حدود، ومن يفهم فى تفاصيل كرة القدم سيجد أن الفريق ظهرت به علامات تؤكد أنه سيصل لأبعد نقطة فى البطولة وسيكون رقماً صعبا بها بل وسيحصل عليها، ويكفى أنك تتحول من المرشح الأول لوداع البطولة فى الجولة الرابعة لمرحلة المجموعات إلى متصدر المجموعة ثم الوصول للنهائى على حساب فرق قوية جدا. ولكن أعتقد أن ما حدث ليس نتيجة عمل اللاعبين وحدهم فلابد من عمل خارج المستطيل الأخضر كان له دور .. حدثنا عنه! لا يخفى على أحد فى مصر الدور الكبير الذى يقوم به رئيس النادي، والدعم اللامحدود الذى يمنحه للجهاز الفنى وتحفيزه اللاعبين بشكل متواصل، ونقطة التحول الرئيسية عندما قرر رئيس النادى تخصيص طائرة خاصة للفريق فى رحلة أنجولا لمواجهة بترو أتليتكو والفريق لا يملك سوى نقطتين، وهذا القرار كان له مفعول السحر لدى اللاعبين. دائما ما كان الزمالك يتأثر بالنقد اللاذع ، لكن تلك المرة تحول إلى حافز .. كيف؟ صحيح كان فى الماضى الفريق يتأثر بأى انتقادات ويتراجع أكثر، لكن للحق فإن إغلاق الفريق على نفسه من خلال وجود أمير مرتضى المشرف على الكرة أحد أهم أسباب النجاح، وكان هذا عاملا للتركيز فى العمل فقط، بالإضافة إلى الدور الكبير الذى يلعبه رئيس النادى بدعمه اللامحدود، لذلك لم نتأثر بأى نقد، بل اعتبرناه حافزا لنا. الجماهير فوجئت بأداء أمير مرتضى ودوره مع الفريق.. فما رأيك؟ هو أخى الصغير وكادر إدارى رائع له مستقبل واعد، واسانده بكل قوة وأقف خلفه وأنقل له كثيرا من خبراتي، ومثل هذا الكادر نسعى للحفاظ عليه ونشكره على ما يقدمه للفريق. الزمالك أصبح مختلفا .. كان فى الماضى يتأثر بأبسط مشكلة لتتحول إلى أزمة .. فما سبب التغيير؟ هذا صحيح ولكن هذا تأثير ما قلته بإغلاق الفريق على نفسه، وأصبحت المنظومة أكثر احترافية بسبب الدعم الكامل من رئيس النادى سواء لى أنا شخصيا أو لأمير المشرف على الكرة، وأصبحت الأخبار لها مصدر واحد والجميع لديه دور وعمل مستمر فأغلقنا الباب أمام أى اختراقات، وللحق كنا نحتاج هذا النظام. متى شعرت بأن الفريق سيواصل مشوار الكونفيدرالية رغم البداية السيئة؟ بعد مباراة أتليتكو الأنجولى وتحديدا هدف أوباما، فلولا هذا الهدف ما استكملنا المشوار، وشعرت وقتها بأن القدر يخفى لنا ما هو أفضل، وتأكد الشعور بعد الفوز على أتليتكو فى أنجولا، ولكن نحن لا نعتمد على الإحساس فقط ، فهناك عمل دءوب ومتواصل من الجميع. ومتى شعرت بصعوبة المهمة وأن الفريق سيودع البطولة؟ ستصدقنى إذا ما أكدت لك أن هذا الشعور لم يراودنى أبداً. هل الفريق استفاد من درس البطولة العربية؟ لن أتوقف عند هذه البطولة كثيرا، ولكن الدرس القاسى كان من خسارة جورماهيا الكيني، التى تعلمنا منها ومن بعدها لم يخسر الفريق أى مباراة خارج ملعبه بعد أن عدل جروس اسلوبه التكتيكى خارج الأرض. ما هى الرسالة التى قلتها للاعبين وأثرت فيهم بشكل إيجابي؟ الكل كان يقول على الفريق إنه «حصالة» المجموعة بسبب النتائج السيئة، فقلت لهم :حصالة المجموعة سيفوز بالكونفيدرالية. ننتقل إلى اتحاد الكرة .. ماذا تنتظر منه لدعم الفريق فى نهائى الكونفيدرالية؟ أولا هناك لوم وعتاب لعامر حسين رئيس لجنة المسابقات، الذى دائما ما يتحدث عن الزمالك بصورة سلبية، فقبل تخطى قبل النهائى أمام النجم الساحلي، كان فى كل حواراته يتحدث عن احتمالية خسارة الزمالك ويؤكد أن وقتها سنكمل مباريات البطولة، وهذا أمر لم يكن يصح من مسئول كبير فى اتحاد الكرة، فنحن فريق يمثل الكرة المصرية وكان أحرى به ان يدعم الفريق حتى فى تصريحاته، لأن هذه الأمور كانت تؤثر بالسلب على اللاعبين ولا يحدث فى أى مكان بالعالم أن يتمنى مسئول خسارة فريق يمثل بلده فى بطولة قارية. وماذا تنتظر من اتحاد الكرة الآن؟ كنت أتمنى أن يوافق على تأجيل مباريات الزمالك قبل السفر إلى المغرب وخوض نهائى الكونفيدرالية، فلعب 3 مباريات فى 6 ايام انتحار، بدليل ان الفريق عندما حصل على راحة مناسبة قبل لقاء النجم، نجحنا فى تخطى هذه المواجهة الصعبة، فالبطولة مهمة جدا للزمالك والكرة المصرية. وما رأيك فى منافس الزمالك فى نهائى الكونفيدرالية؟ فريق نهضة بركان المغربى من الفرق المنظمة جدا، ولديه ميزة لم يملكها أى من منافسينا السابقين فهو لديه «هداف» وهذا يمثل عبئا ويمنح المنافس قوة وافضلية، وقد درسنا المنافس جيدا ومستعدون له، وأكدنا للاعبين أن النهائى سيكون معركة شرسة. بصراحة .. هل تتدخل فنيا فى عمل جروس؟ أحيانا يتحدث معى المدرب حول بعض الأمور الفنية ووقتها أقول له رأيي، لكن لم يحدث أن فرضت رأيي، فرئيس النادى منحه صلاحيات مطلقة والرأى الأول والأخير للمدير الفني، فقط يسجل رئيس النادى اعتراضه على بعض الأمور وهذا حقه ولكن فى الوقت نفسه يمنح المدرب صلاحياته كاملة. إلى أى مدى أنت راض عن جروس كعضو مجلس إدارة؟ بنسبة كبيرة جدا، فأى مدير فنى له إيجابيات وسلبيات، وجروس يملك إيجابيات أكثر ونتائجه ومشواره مع الفريق تتحدث عن نفسها، وصل مع الفريق لنهائى الكونفيدرالية وينافس على الدورى والكأس وحصل على السوبر المصرى السعودي. وهل المدرب باق للموسم القادم؟ أتمنى ان يجدد تعاقده ليواصل عمله مع الفريق ويحصد ثمار ما زرعه هذا الموسم. ولماذا كثرت فى الفترة الأخيرة شائعات رحيله وعدم رغبته فى البقاء؟ لو لاحظت فإن شائعات رحيل جروس بدأت منذ الأسبوع الثانى لتوليه المسئولية، وكنا نستغرب هذه الشائعات ونضحك عليها، ونركز فقط فى فريقنا وعلى العمل المطلوب ولا نلتفت إلى مثل هذه الأخبار الساذجة. لكنك حرصت ومعك أمير مرتضى على نفى خبر رحيله فى الفترة الأخيرة .. لماذا؟ حرصنا على النفى كان لطمأنة الجماهير وتهدئتهم بعد أن شعروا بخوف من رحيل المدرب فى هذا التوقيت الحساس. ولو خيرتك بين التتويج بالدورى أو الفوز بالكونفيدرالية .. فماذا تختار؟ من الصعب أن نفرط فى أى منهما، فى الكونفيدرالية وصلنا للنهائى وحرام أن نخسر النهائى بعد هذا الجهد الكبير من الجميع، وفى الدورى نعمل منذ شهر يونيو الماضى على إعداد أو تكوين فريق ومررنا بضغوط كبيرة وصعوبات وجدول مرتبك وأجواء متوترة وتعديلات عشوائية، والدورى هذا الموسم غال جدا على الفريق ومن الصعب التفريط فيه.
