أصبح قدر أى مدرب لفريق كرة القدم الأول بنادى الزمالك، أن يعمل تحت الضغط المتواصل، فالجميع يأتى ثم يرحل، غالبيتهم دون أن يحقق للفريق ما تنتظره الجماهير وإدارة النادي، أو حتى على الأقل نصف الطموح الذى يملكه الجمهور، وأحياناً كثيرة لا يكون التقصير من جانب الأجهزة الفنية، ولكن لأن النادى يمر بمراحل متعددة من المتغيرات فدائماً هناك ظروف خارجية، سواء عدم الاستقرار الإدارى أو التغيرات فى اللاعبين ورحيل البعض والتعاقد مع آخرين، وأصبح كل مدرب يأتى للقلعة البيضاء يعيش حالة من الترقب لمستقبله، وللحق فإن مجلس الإدارة لا يتعجل قرار الإقالة فى الفترة الأخيرة، ويكون مضطرا له فى غالبية الأحيان بضغوط الجماهير التى لا تستطيع الصبر على رؤية فريقها يخسر بطولة تلو الأخري، حتى أصبح بعيدا عن ترشيحات أى بطولة يشارك بها. ولآن الزمالك ليس بالفريق الصغير فدائماً تحرص إدارة النادى على التعاقد مع أفضل المدربين ودعم الفريق بأقوى الصفقات. ولأن أحد يختلف على موهبة وقدرات إيهاب جلال المدير الفنى للزمالك، كما لا يستطيع أى مشجع للفريق أن ينكر التضحيات التى قدمها إيهاب جلال من أجل تولى مهمة قيادة القلعة البيضاء بعد أن فضل الرحيل عن إنبى وتولى مسئولية القلعة البيضاء. ولأنه كما اتفقنا أن تفوق ونجاح المدربين مع الزمالك لا يتوقف فقط على أداء المدرب ولكن بالتوازى مع بعض الظروف المحيطة بالفريق، وعلى رأسها توفيق لاعبيه، فأن مصير جلال أصبح على المحك، خاصة مع قرب انتهاء الموسم دون أن يحقق ما وعد به عند تولى المسئولية، فقد وعد بالوصافة ولقب كأس مصر والمنافسة فى الكونفيدرالية، والآن أصبح المركز الثانى صعبا نسبياً والعودة للمشاركة فى دورى أبطال إفريقيا أمل يتضاءل ليظل الفريق فى دائرة الكونفيدرالية فى النسخة المقبلة بعد أن ودع النسخة الحالية مبكراً جداً، ولم يعد يتبقى له سوى لقب كأس مصر للمنافسة عليه. وشاء القدر أن يبدأ إيهاب جلال مهمته مع الزمالك بمواجهة الأهلى عندما خسر بثلاثية نظيفة فى ختام الدور الأول، والبعض من الجماهير أصبح يتساءل «هل ستكون النهاية أيضاً أمام الأهلي» فى ختام الموسم؟! فبعد الخسارة أمام الإسماعيلى تقلصت فرص الفريق فى الحصول على وصافة جدول ترتيب المسابقة لمصلحة الدراويش، ولم يعد يتبقى سوى مواجهتى الاتحاد ثم الأهلى «ولعب اليوم مباراة مؤجلة أمام المقاصة من الجولة 28»، وهو ما دعا إيهاب جلال إلى أن يؤكد أن هدفه الوحيد فى الوقت الحالى هو الفوز بلقب كأس مصر وتحقيق انتصار معنوى على الأهلى فى ختام الموسم، ولو نجح جلال فى هذا الهدف، سيتأكد بقاؤه مع الفريق فى الموسم المقبل، ولو لم ينجح فقد يكون هناك قرار بإقالته، ووقتها سيكون جلال قد بدأ وانتهى من نفس المواجهة أمام الأهلى أو أن تحكم إدارة النادى صوت العقل وتجدد الثقة فى الجهاز الفنى بغض النظر عن النتائج التى حققها مع نهاية الموسم، ليبدأ مشوار الموسم المقبل وهو على دراية كاملة بإمكانات الفريق وقدراته ويستطيع أن يبدأ ولديه خلفية واضحة، وعلى الأقل لن يكون هناك وقت تهدره إدارة النادى فى حال التعاقد مع مدرب جديد سيكون وقتها فى حاجة إلى وقت لدراسة الفريق والتعرف على إمكاناته. وإيهاب جلال مدرب كفء ويستحق الصبر والحصول على اطول فترة من الدعم، خاصة أن نتائجه مع الفريق جيدة بالنظر إلى ما يمر به النادى من أزمات إدارية ومالية، تؤثر بلا شك استقرار وتركيز الجميع. وقاد إيهاب جلال الفريق فى 14 مباراة خلال مسابقة الدورى فاز فى 9 وتعادل مرتين وخسر 3 مرات أمام الأهلي، المصرى والإسماعيلي، وخسر مباراتى دور ال32 فى بطولة الكونفيدرالية، وربما هى النقطة السلبية الأكثر تأثيراً فى مشوار جلال مع الزمالك، خاصة أن الفريق كان مرشحا للمنافسة على اللقب بحكم تاريخه وقدراته مقارنة بالفرق المشاركة فى النسخة الحالية.