بقلب جريح وعيون دامعة غني المطرب الكبير هاني شاكر فأبدع وأجاد واستحق تصفيق الحضور الذي إستمر لدقائق كان الحضور يتوقعون ذلك ويترقبونه.. فهو أول حفل كبير يواجه فيه الجمهور منذ رحيل ابنته دينا.. ارتدي رابطه عنق سوداء وأهدي أغنياته إلي روحها.. المصورون وقفوا علي مقربة من المسرح يتوقعون أن يحظوا بلقطة لفنان في موقف شديد الانسانية يغني ليسعد الجمهور وقلبه جريح.. ينفعل ويغالب دموعه وهو يغني لها »بعدك ماليش« ويزداد تأثره وانفعاله وهو يغني »نسيانك صعب أكيد« .. كانت قد اعتادت أن ترافقه في حفل مهرجان الموسيقي العربية تجلس في الصف الأول.. تشجعه وتصفق له.. هذه المرة جاء بدونها لكن طيفها لم يفارقه.. بل أنه جاء تنفيذاً لوصيتها.. كانت قد أوصته آلا يعتزل الغناء وصيه.. بدت واجبة التنفيذ وان كانت صعبه كيف تمنح السعادة للآخرين وأنت حزين.. ان فاقد الشئ لا يعطيه لكن روح الفنان تغلبت عليه.. ووقف يغني لها.. صوته مختنقاً بالدموع التي تترقرق في عينيه.. لكنه يبتسم فقد جاء ليسعد الجمهور انها لحظه صعبه لا شك في حياة هاني شاكر لكنه كسر بها الحاجز النفسي الذي رافقه منذ رحيل ابنته الحبيبة.. حين طاردته شائعات الاعتزال.. وبدا هو مستسلماً لها لا يريد أن يؤكدها ولا يستطيع أن ينفيها لكن مطرب الحب عاد أخيراً لفنه بهذا الحفل الغنائي الجميل ولعل تصفيق الجمهور والحب الذي أحاطه به كفيل بأن يجعله يستعيد علاقته بفنه وأن يجد في مسانده جمهوره وفي حفيديه من أبنته السلوي.. لقد ظهر هاني في برنامج »صوت الحياة« بقناة الحياة فكان شديد الحنو والتعاطف مع المتسابقين.. ان انسانية هاني ورقيه لا تقل عن موهبته الكبيرة.. في ختام كلمتها خلال حفل افتتاح مهرجان الموسيقي العربية قالت د. رتيبة الحفني رئيس المهرجان »لا أريد أن أطيل عليكم« لكنها في الحقيقة أطالت أكثر مما ينبغي وأسهبت في الحديث أكثر مما يجب وبدت كما لو أنها تتحدث في مؤتمر صحفي وليس في حفل افتتاح .. فأخذت تعدد انجازات الدورة الجديدة للمهرجان بالتفصيل الممل مع أن الحضور كانوا يحملون جميعاً العدد الأول من مجلة المهرجان التي تتضمن كل التفاصيل التي ذكرتها فأفقدت حفل الافتتاح ايقاعه .. ان آفه المهرجانات الفنيه عندنا هو الإستطراد في الكلام .. بينما في كل المهرجانات العالمية تجري المراسم ب »سلام« ودون »كلام » . لا أريد أن أنتقص من جهد د. رتيبة الحفني التي احتضنت المهرجان منذ دورته الأولي ولعلها تفخر الأن بما حققته علي مدي 21 سنة .. وبما أطلقه هذا المهرجان البديع من أصوات غنائيه »سليمة« و »موهوبة« تتصدي لموجات الاسفاف ومطربي الميكروباص الذين فرضوا ذوقهم علي الاجيال الجديدة .. ان مشهد الجمهور وهو يصطف في طوابير طويلة أمام شباك التذاكر بالأوبرا حتي يحظي بتذكرة دخول حفلات المهرجان يؤكد أن الفن الحقيقي هو الأبقي والأكثر تأثيراً والأطول عمراً . أجمل ما في حفل الافتتاح هو هذا الاوبريت الرائع الذي استعرض فيه المهرجان أبداعات الموسيقار الكبير رياض السنباطي التي غناها كبار المطربين والمطربات في عصره وأجاد في أدائها مطربو الأوبرا محسن فاروق وأمجد عطافي وريهام عبد الحكيم ومي فاروق ورحاب مطاوع وحسناء وتامر عبد الغني وأيات فاروق بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار ومشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة وجري الربط بين فقرات الأغاني بفيلم تسجيلي عن الموسيقار الكبير تحدث فيه عن أهم المحطات الموسيقية في مشواره وتضمن شهادات عدد من كبار الموسيقيين .. بالمناسبة .. اختار المهرجان تكريم 13 فنان واعلامي في دورته هذا العام وهو عدد كبير يفقد التكريم خصوصيته وتميزه .. كما أنه جري تقديمهم علي المسرح بشئ من عدم الاعتناء فلم يتم ذكر »جمله واحدة« عن أي من المكرمين ولم يتم وضع صورة علي المسرح لأي منهم أو استغلال الشاشات الثلاث علي خلفية تكريمهم فقد كنت أتمني مثلاً أن ينطلق صوت الموسيقار والمطرب الراحل محمد نوح وهو يغني »شيدي حيلك يا بلد« قبل أن تصعد أسرته إلي المسرح وهكذا بقية الموسيقيين.. بصراحه لقد جاء التكريم جافاً وبارداً لا يليق بعطاء هؤلاء الفنانين . بوعي كبير يساند وزير الثقافة د. صابر عرب المهرجان ويدعمه من منطلق شعوره بأن الفن والثقافة في خطر، مؤكداً أن الشعر والموسيقي كانا دائماً مقياساً لمدي تدهور أو ازدهار الأمم .. أما التميز الكبير لدورة هذا العام فتقف ورائه د. أيناس عبد الدايم التي لا ترضي عن النجاح بديلاً .. يحيي الفخراني وسميحه أيوب أمال ماهر ، غادة عبد الرازق، شوقي الماجري، منذر رياحنة .. أسماء نجوم فازوا في استفتاء الأردن الذي شارك فيه 500 من النقاد علي مستوي الوطن العربي.. المفارقة أن هؤلاء النجوم كانوا قد فازوا بنفس الجوائز في استفتاء أخبار النجوم الذي أقيم الشهر الماضي..