صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، كتاب "كيف خسرت إسرائيل :الأسئلة الأربعة" ،من تأليف ريتشارد بن كريمر،ومن ترجمة وتقديم ناصر عفيفي. يقع الكتاب في 255 صفحة من القطع الكبير،وعلى مدار أربعة فصول،تحدث المؤلف عن «أسطورة الدولة اليهودية» وتتبع تطورها منذ إقامتها على أرض فلسطين سنة 1948 مشدداً على أن الإسرائيليين أصبحوا ضحايا توسعهم واحتلالهم الضفة الغربية وغزة سنة 1967، بحيث فقدوا روحهم. طرح الكاتب أسئلته الأربعة على النحو التالي: ما سبب اهتمام أمريكا بإسرائيل؟ وما هي الدولة اليهودية؟ ولماذا لم يتحقق سلام مع العرب؟ ولماذا لا يحصل الفلسطينيون على دولة؟.. بلغ هذا الكاتب ذروة انتقاداته اللاذعة عندما تحدث عن الجنرال أرئيل شارون الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك، فاستعار وصف جنرال إسرائيلي لشارون بأنه «سافل وكذاب ومنافق وغشاش وقاتل يتفنن في سفك الدماء». وأنهى كتابه الذي حاز على جائزة بوليتز الأمريكية للصحافة ببحث شجاع عن الانتفاضتين الفلسطينيتين والقمع والإرهاب الإسرائيلي وسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين. ومن حديثه عن تسويق أكذوبة «أسطورة الدولة اليهودية» عالمياً منذ التزم هو بها لدى قيامها مخدوعاً بالدعاية الصهيونية المضللة إلى اكتمال سقوط الأقنعة عن المشروع الصهيوني الذي مضى يوغل في ارتكاب جرائم وحشية ضد الإنسانية، وفق ما ذكر الكاتب، كان الجنون سمة ملازمة للسلوك الصهيوني على امتداد عمر هذا المشروع الاستعماري، بحيث أدرك المؤلف شيئاً فشيئاً أنه مشروع لا يستطيع الاستمرار . يحمل الكتاب الكثير من الإدانة للسياسة الإسرائيلية الفظة ضد الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال التي تجاوزت 43 عاما لأن ذلك الأمر بات معلومًا للقاصي والداني ولم يعد بمقدور أكثر المدافعين عن إسرائيل والمؤيدين لها أن يجادل في عدوانيتها المفرطة ووحشيتها غير المبررة . يقول المؤلف، لو كان الإسرائيليون جادون في السلام لأعادوا لأهل فلسطين كل أراضى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية كدفعة أولى ضمانًا لتحقيق السلام. وهكذا يفسر السؤال الأكثر شيوعا كيف تتغير الحكومات في إسرائيل ما بين تحالف يقوده حزب العمل وأخر يقوده حزب الليكود دون أن تتغير نظرتهم نحو العرب وإمكان تحقيق سلام معهم، الحقيقة المرة هي أن قناعة الجنرالات العميقة هي أنه إذا دخل السلام فلا أحد يحتاج إليهم في إسرائيل ولذلك يحاربون كل إمكانات احتمال السلام. ويرى المؤلف أن الكتاب قد لقى بعض المعاملة الخشنة على الأقل في أمريكا، حيث تم تصنيفه على أنه معاد لإسرائيل وأن الصهاينة الأمريكيين الذين لا يشغلون أنفسهم بالحقيقة رأوا فيه مؤامرة دنيئة لتشويه الدولة اليهودية ولكنه يعتقد أن معظم القراء سوف يدركون عند قراءة الكتاب أنه يريد فرصة حقيقية لتحقيق العدل والسلام، وأن هدفه الوحيد هو أن يعيش الجميع حياه بلا خوف وأن هذا هو بالتحديد ما خسرته إسرائيل... معيشة أفضل لشعبها. المؤلف ريتشادر بن كريمر، كاتب وصحفي أمريكي، ولد في العام 1950 بنيويورك، حصل على ليسانس الآداب، ثم حصل بعد ذلك على درجة الماجستير، عمل صحفيا في العديد من الصحف الشهيرة مثل فيلادلفيا انكويرر وبالتيمور صان وسكوير مجازين ورولينج ستون،حصل على جائزة بوليتزر في المراسلات الصحفية الدولية في العام 1979 وذلك عن تقاريره الصحفية من منطقة الشرق الأوسط، توج مجهوداته الصحفية بكتاب (ما الذي يتطلبه الأمر:الطريق إلى البيت الأبيض) عام 1988 الذي يتناول الانتخابات الرئاسية الأمريكية ويعد من الأعمال الأصيلة التي تتصدى لموضوع سياسة الانتخابات الأمريكية، كان كتابه ( جو ديماجو : حياه بطل ) صدر عام 2000 من أكثر الكتب مبيعا في نيويورك تيمز. المترجم ناصر محمد عفيفي ولد في العام 1958 تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة عمل صحفيا بجريدة الجزيرة السعودية له العديد من الكتب المترجمة أبرزها: "الحائط الحديدي بين العرب وإسرائيل" ، "الأصولية اليهودية في إسرائيل "، "الحادي عشر من سبتمبر وإبعاد المؤامرة" ، "التحالف ضد بابل".