رغم أن عمري لا يتجاوز 22 عاماً، إلا أنني أشعر وكأنني عشت ألف عام، فقد ولدت في أسرة فقيرة للغاية، وتوفيت أمي وتزوج أبي بغيرها، ولدي أخوة كثيرين. لم يتردد أبي في التحايل على القانون وزوجني وعمري 15 عاماً لرجل في الخمسين وأرغمني على ترك الدراسة رغم تفوقي فيها. بالطبع وقعت خلافات كثيرة وتم طلاقي وأنا في الثامنة عشر من عمري فعدت إلى بيت أبي أو بمعنى أدق لجحيم زوجته التي أرادت أن تبيعني لعجوز آخر لحسابها وهنا اتخذت قرارا خطيرا .. هربت من بيت أبي وقررت العمل لحساب نفسي.. غادرت الأرياف إلى القاهرة بحثا عن المال بأي ثمن فلم أجد في استقبالي بالعاصمة سوى الشوارع وذئابها.. أسقط في يدي وشعرت بالعجز فقد جئت إلى المدينة الكبيرة لأكون صياداً فتحولت إلى فريسة.. ولكن لم تمر أيام حتى ابتسم الحظ لي بلقائي بشابة طيبة معطاءة شاهدتني في الشارع وأنا أبكي أخذتني الى منزلها وأكرمتني واستمعت إلى قصتي وقررت استضافتي في بيتها حتى تجد لي عملا كريما او سبيلا للعودة لأهلي.. عشت أياما في بيت هذه الشابة الطيبة آكل وأشرب وألبس وأحصل على ما أشاء ولكنني لم أنس أبدا الهدف الذي جئت من أجله الى القاهرة.. فسرقت نهال الفتاة التي استضافتني وأكرمتني .. استغليت فرصة وجودها في عملها واستوليت على ذهبها وهربت.. بعت الذهب واشتريت ملابس جميلة وحجزت باحد الفنادق وذهبت الى ملهى ليلي علمت ان الشباب العرب يتردد عليه.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش مع طلبة عرب في شقق عديدة أحصل منهم على الاموال التي أريدها.. وأطهو لهم وأعبث معهم بل وأذاكر معهم وقد علموني التعامل مع الكمبيوتر فتفوقت فيه وها انذا ابعث لك هذا الايميل بنفسي.. والآن تسألني ما مشكلتك؟ فأجيبك سيدي بأن مشكلتي أنني وقعت في حب أحد هؤلاء الشباب العرب فصرت أحلم بأنني له وحده ولكن الواقع غير ذلك تماما فأنا بالنسبة لحيدر مجرد واحدة ينال منها غرضه لا أكثر بل ويشاركه أصدقاؤه ذلك ولا أدري ماذا أفعل.. هل أصارحه بحبي؟ عزيزتي.. قد يكون الحب هو الدواء الشافي لكما من مرض العهر والقذارة فصارحيه بمشاعرك ولا تعتقدي أنه أفضل منك أبداً لأنه يعيش في نفس المستنقع الذي غرقني فيه..فإذا وجدتيه مصرا على حياة العهر هذه فحاولي أن تنجي بنفسك منها..اذهبي إلى الفتاة الطيبة نهال وابكي بين يديها واطلبي منها أن تسامحك وتساعدك على أن تعيشي حياة نظيفة فتكملي تعليمك وتمارسي عملاً محترماً ثم حاولي بعد ذلك أن تصلي رحمك وتبري والدك وأخوتك.. هداك الله لما فيه الخير.. للمراسلة على هذا الباب : [email protected]