أنا امرأة قررت أن أقتل النفاق وأن أتشبث بخيوطِ الأقدارِ المستحيلة فمنذ الطفولة كنتُ أكره لفظ النفاقِ وكنت أبكي من قولِ النفاقِ والمجتمع من حولي يتباشر بالنفاقِ أنا امرأة لم أكن امرأة أنا الفارس والباسل والموقع مزاجي أن أشهر سيفاً وأن أصرخ ألف صرخةٍ وتعانق أحضاني دجلة مزاجي أن أسَيّرَ يوماً تلكَ الخيول الأصيلة فكيف أكون أماً أن لم أخض البطولةِ فهل تعشقُ النساء رجلاً بغيرِ رجولة؟ أنا امرأة لا أجملُ نفسي وأمنح الطيب بالعطفِ للمقابل أنا امرآةٌ من غرب العراق أحتضن بذراعي حضارة بابل وعلى جبيني أسجل مجد القبائل فتارةٌ أنا امرأة أكدية وتارةٌ أنا امرأة بابلية وتارةٌ بنت الأعراف البدوية وثوب عرسي حروفٌ أبجدية فقصة عرسي صليل السوف ونور المشاعل ومهري كان كتاب الله وسبع سنابل ولا أملك بالشرط إلا أريد زوجاً يتوجني بالكبرياء لأجلي يقاتل فهذا حلم عفراء النساءِ أن تحصد حباً كان يناضل .... كم أتأسف لحلمٍ كان كذب ورجائي من الأحباط ضوءٌ هرب فروحي يأسٌ يتأمل الفرح في الضجيج يقتلها صوتُ العتب فكم أتذكر صوت أمي وهي تلومني بالذنبِ فلقد تركت حياتي وسرت مع العبر كأنني شجرٌ محروق لا يطرحُ الثمر فكم أشتاق لصوت الرعود كي يذكرني بدمعٍ سالَّ مع المطر كأني شاهقات الصواري حين تأتيها ساعة السفر .... نفاقٌ.. نفاق فهل تذكر يا عمري ساعة السحر عندما كان يوقظُني شعوري برؤيا تبين أنه القدر .... أنا امرأة قطعتُ حبال النفاق لماذا النفاق؟ لماذا الكره كله للنفاق؟ لأنه سبب حزني من طيفِ شبحٍ باقٍ قتل حلمي وأعتم من عيني الصباح لأنه ذلك الجرح الذي لقلبي أستباح فكان قتلي بصمتٍ دونَ سلاح لماذا النفاق؟ لأنني وجدت الشعور كلهُ كلمات فأصبح على شحوبي وبه أبات لأنني وجدت قلبي يرموه للنفايات فأتخذتُ من محرابي مسكناً كي أنذر نفسي إلى الصلاةِ ... لماذا تسألني الناس عن العدالةِ؟؟ وتصرخ الثوار بالعدالةِ وتنادي الإناث بالعدالةِ وتناشد أموالنا العدالة فلماذا إذاً تقتل الناس البطالة؟ وخوفي ينادي من دمع الحيارى فقد يتخذوا من الحبِ عبور أو يتخذوا الإصرار نحو عنادي لماذا يموت الشريف والأخرون يغنون للعهر ويعتنقون الدعارا؟؟ لماذا يموت المسلم والتافهون يرقصون كالجرذانِ ليلاً وينامون النهارا؟؟ لماذا يموت حبيبي فقراً والتافهون في خمرهم سكارى؟؟ لولا سيفه لكنوا عبيداً يغسل وجههم الغبارا .... يقولون أن الشعر أثمٌ كبيرٌ فلا تشعري وأن الصلاة قرب القبور حرام فلا تقربي وأن أبتهال الحب سم فلا تعشقي وإياكِ أن تشربي وها أنذا قد شربت كثيراَ فلم أتسمم بإبتهال حبٍ مجهولٍ وها أنذا قد صليت كثيراً وأشعلت لقبر حبيبي فرقداً منيراً فليس من العار وفائي لحبيباً كان أبيّ .... فقد رحل حبيبي وما عادا فأنا أعرف مصير كل الغيارا فأبات بدعائي أسقيه العذوبة فدمع الحزن يسقيه المرارا نور ضياء الهاشمي عضو الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية