شهد المتحف المصرى الكبير حدثًا أثريًا وثقافيًا بارزًا، تمثل فى نقل ألواح مركب الملك خوفو الثانية من مكان ترميمها داخل المتحف إلى موقع عرضها الدائم بمتحف مراكب خوفو. وقد بدأت عملية إعادة تركيب المركب أمام الزوار فى تجربة متحفية فريدة من نوعها. أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن مشروع نقل وتركيب ألواح مركب خوفو الثانية يُعد من أبرز وأهم مشروعات الترميم الأثرى فى القرن الحادى والعشرين، وذلك لما يحمله من قيمة تاريخية وعلمية استثنائية. كما أشار إلى أن المشروع يمثل إنجازًا غير مسبوق فى مجال الترميم العضوي. وأضاف أن عملية إعادة تركيب المركب ستستغرق نحو أربع سنوات بسبب تعقيد المواد المستخدمة وحساسية القطع الخشبية، خاصة أن المركب تم استخراجه على أجزاء تقدر بحوالى 1650 لوحًا خشبيًا فى حالة تدهور شديدة. وأوضح فتحى أن عمليات الترميم تم تنفيذها بالتعاون بين فريق من الخبراء المصريين والشركاء اليابانيين، مما يُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولى فى الحفاظ على التراث. وأضاف أن الزوار سيكونون قادرين على مشاهدة عملية الترميم بشكل مباشر، حيث سيتم عرض مراحل تجميع المركب خطوة بخطوة داخل قاعة العرض، ما يتيح تجربة تفاعلية حية. من جانبه، أكد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم بالمتحف، أن بعض الألواح كانت فى حالة هشاشة شديدة، ما جعل التعامل معها تحديًا كبيرًا. كما أشار إلى أنه تم استخراج نحو 1700 قطعة خشبية من 13 طبقة داخل الحفرة الأصلية.