وافقت الحكومة الأرمينية على شراء لوح باب خشبي أثري نادر يعود إلى كنيسة أرمينية من القرن الثاني عشر الميلادي، من مزاد دولي أقيم في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بتكلفة بلغت 175,360,000 درام أرميني، ما يعادل 459,523 دولارًا أمريكيًا. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الحكومية المستمرة لاستعادة وحماية التراث الثقافي الأرميني المتناثر في المجموعات الخاصة والمزادات الدولية حول العالم، حيث سيتم نقل القطعة الأثرية إلى أرمينيا لعرضها في متحف تاريخ أرمينيا بالعاصمة يريفان. أكدت وزيرة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة الأرمينية، جانا أندرياسيان، أن اللوح الخشبي المنحوت يعود تاريخه بدقة إلى عام 1188 ميلادي، وهو تاريخ تم التحقق منه من خلال تحاليل الكربون المشع العلمية. وأوضحت الوزيرة أن هذا اللوح يُعد واحدًا من ثمانية نماذج نادرة جدًا فقط معروفة في العالم لأبواب خشبية كنسية من تلك الحقبة التاريخية، مشيرة إلى أن القطعة تتميز بزخارف فنية متقنة تتماشى تمامًا مع التقاليد الفنية الأرمينية المميزة في عهد سلالة البغراتوني الحاكمة. اقرأ أيضًا| أرمينيا وبريطانيا تبحثان تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين رحلة الأثر من نيويورك إلى لندن ظهرت القطعة الأثرية في السوق الدولية للمرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت محفوظة ضمن مجموعة خاصة في مدينة نيويوركالأمريكية قبل أن يتم عرضها للبيع في المزاد اللندني الأخير. وكشفت الحكومة الأرمينية أنها اتخذت إجراءات احترازية دقيقة قبل اتخاذ قرار الشراء، حيث أرسلت خبيرًا مختصًا في الآثار والفنون الأرمينية القديمة للتأكد من القيمة الاستثنائية للقطعة وأصالتها، كما استندت إلى دراسات أكاديمية منشورة تؤكد الأهمية الثقافية والتاريخية الفريدة لهذا الأثر. جهود موسعة لاستعادة التراث الوطني تمثل عملية شراء لوح الباب الكنسي جزءًا من برنامج حكومي أوسع يهدف إلى تعقب واستعادة القطع الأثرية والفنية الأرمينية التي تظهر في المزادات الدولية والمجموعات الخاصة حول العالم. وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الأرمينية عن نجاحها في اقتناء لوحة فنية للرسام الأرميني الشهير عالميًا أرشيل غوركي، والتي من المقرر نقلها إلى أرمينيا في المستقبل القريب، لتنضم إلى المجموعات الوطنية الفنية. ويأتي هذا التوجه الحكومي ضمن سياسة ثقافية شاملة تسعى لحماية الهوية الأرمينية والحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري للشعب الأرميني، خاصة في ظل تناثر العديد من القطع الأثرية الأرمينية في أنحاء العالم نتيجة للأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة عبر القرون. من المتوقع أن يتم عرض اللوح الخشبي الأثري في متحف تاريخ أرمينيا بيريفان خلال الأشهر المقبلة، ليتسنى للجمهور والباحثين الاطلاع على هذه القطعة الاستثنائية من التراث الأرميني في العصور الوسطى. اقرأ أيضًا| مباحثات بين أرمينيا ومجلس أوروبا لتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين