الكشرى المصرى ليس مجرد طبق طعام؛ بل حكاية وطن، وقصة حضارة وذاكرة شارع، وصوت حياة يومية نابض فى قلب المجتمع المصرى هذا الطبق البسيط فى مكوناته نجح فى أن يتحول من وجبة شعبية إلى رمز ثقافى يعبّر عن الهوية المصرية، حتى أصبح مؤهلاً للعبور إلى العالمية من بوابة اليونسكو باعتباره تراثًا ثقافيًا غير مادى. لم يكن الكشرى يومًا حكرًا على فئة أو طبقة، بل طبق الجميع: الغنى والفقير، الموظف والعامل، الطالب والسائح فهو يعكس روح المجتمع المصرى كله. ومع انتشار المصريين حول العالم، انتقل الكشرى إلى عواصم كثيرة، وبدأ يُقدَّم فى مطاعم تحمل اسمه وهويته وأصبح سفيرًا غير رسمى للثقافة المصرية، يتذوقه الأجانب فيتعرفون من خلاله على روح مصر البسيطة والمبهجة. تحول الكشرى إلى «قوة ناعمة» لمصر؛ قادر على بناء جسور تواصل بين الثقافات، ويعكس صورة إيجابية عن المجتمع المصرى. يظل الكشرى شاهدًا على أن الثقافة الحقيقية قد تنطلق من أبسط الأشياء، لتصل إلى العالم كله، وتجد مكانها بين كنوز التراث الإنسانى. تسعى اليونسكو إلى حماية التراث غير المادى، مثل العادات والتقاليد المرتبطة بحياة الشعوب. والكشرى، بما يحمله من رمزية اجتماعية وتاريخية، يندرج ضمن هذا الإطار؛ فهو ممارسة ثقافية متوارثة، تعبّر عن هوية جماعية، وتستحق التوثيق والحماية باعتبارها جزءًا من التراث الإنسانى. وبذلك أصبح الكشرى من التراث غير المادى المصرى المسجل لدى اليونسكو جانب السيرة الهلالية والتحطيب والنخيل والنسيج اليدوى والخط العربى.