قال الدكتور عمرو عبدالعزيز منير عضو لجنة الفنون الشعبية والتراث الثقافى غير المادى بالمجلس الأعلى للثقافة: إن نجاح وزارة الثقافة المصرية في تسجيل ملف «لعبة التحطيب» المنتشرة في مدن صعيد مصر في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) هو ثمرة جهد منذ عام 2014، ويعدًا انتصارًا للثقافة وانتصارًا للديمقراطية والسياسة المصرية المدركة تمامًا بأن حفظ التراث عمل مقاوم من الدرجة الأولى على الإطلاق. وأضاف منير في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": ما تم جهدٌ يتواكب ومستجدات الساحة الثقافية العالمية والإقليمية من مصطلحات ومفاهيم ودعوات للصون، والحفظ والحماية لما أصبح يُعرف في الأدبيات الدولية ب "التراث الثقافي غير المادي" الذي بدأنا للتو في مصرنا لحمايته عبر (الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية) وهو "المشروع / الحلم"، الذي ساعدنا أن نلتفت إلى أعماق الإنسان فينا رصدًا لتراثنا الثقافي الشعبي بحثا فيه ودرسًا له ونظرًا في ثرائه الذي لا يحدّ وغزارته التي لا نكاد نقدر لها بداية ولا منتهى، إنه الأمل في أن ندرك هذا التراث الجميل قبل أن يلفه النسيان ويضيع منا فلا نهتدى إليه. وقد نجحت مصر في تسجيل ملف السيرة الهلالية، عام 2008، بمنظمة اليونسكو. وأكمل منير: كانت غاية المنى أن تجسد هذه الجهود الدؤوبة من فريق عمل الملف المصري التوجهات العلمية لروح هذا "المشروع/ الحلم" من صون وحماية المأثورات الشعبية منهجًا وأداة في التصور والإجراء، استنادًا إلى جملة من المرجعيات تُسيج مجالها ؛ فالعلمية في جوهرها انتظام ومجانية للمعيارية واستناد إلى الوصفية وانفتاح على المساءلة وطريق إلى المعرفة وعرة المسالك صعبة الدروب، خاصة أن هذا النوع من الفنون يشكل في الوقت ذاته قوة ثقافية مؤثرة، ودافعًا معنويًا ضروريًا، ومصدرًا روحيًا لاينضب، ولا يتوقف عطاؤه على مدار التاريخ الإنساني وعلى ذلك فإن الحفاظ على هذا الفن والتراث هو خير وسيلة للحفاظ على الجانب الثري من ثقافة الفرد والجماعة أو المجتمع، والعكس أيضًا صحيح فإذا ما غاب الإنسان حامل التراث حامل هذه المأثورات غاب معه إرث الماضي، وضاعت هويته. فالمسألة ثقافيًا واجتماعيًا، جدلية، وتتطلب منا العمل الجاد من أجل الحفاظ على ما يكسب الإنسان وجوده وهويته، وصون هذا الوجود وتلك الهوية، وبمعنى آخر، الحفاظ على بقائه، واستمرار ثقافته من خلال وسائل متنوعة تحفظ له قيمته وكيانه سعيا إلى الإحاطة بأصول الأنا فينا في زمن الخشية والحيرة والاضطراب إزاء توجس الآخر منا وتخبطنا في تقديم أنفسنا إليه. وختم منير بالقول: أود أن أتقدم بالشكر العميق للعالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد مرسى الذي ناضل بثبات مخلصًا وبشرف من أجل تحقيق حلمنا البسيط والصعب معًا ومع فريق ملف التحطيب ولم يكن له أو لهم من وراء هذا الجهد المتواضع مطمعًا ولا مغنمًا سوى أن يكون عند حسن ظن وطننا فينا.