أمام المئات، اعترف الرجل أنه ليس متخصصاً، بل مجرد عاشق للآثار، وتراجع عن آرائه المثيرة للجدل، مؤكداً أنها لا تخصه، بل نقلها عن كتّاب آخرين مصريين وأجانب، ولم تكد تمرّ ساعات حتى انتشر اعترافه وتراجعاته على «سوشيال ميديا»، عبر منشورات مجتزأة من نقاشاته مع د. زاهى حواس، ود. ممدوح الدماطى، والغريب أن د. وسيم السيسى وجد من ينحاز له رغم كل ذلك، ليس انطلاقاً من قناعة علمية، بل من باب خلافات مُسبقة مع محاوريه. طاقة شحن سبقتْ إذاعة الحلقة على «صدى البلد»، واعتمدتْ على مقاطع «الريلز»، وصخبها الساعى إلى حشد أكبر قدرٍ من التفاعلات، اعتمادا على شهرة القطبين: زاهى ووسيم، وكالعادة، فتح الكثيرون العنان لمضخات كلامهم، قبل مشاهدة الحلقة التى تضمنت آراءً علمية لها وجاهتها، وامتدت هذه الآراء حتى بعد مغادرة د. حواس وانتهاء اللقاء تليفزيونياً، حيث استمرت الندوة لبعض الوقت، واستكملتُ إدارتها استجابة لطلب الكاتب الكبير حمدى رزق، وحرصتُ على طرح ما لم تستوعبه ساعة البث الفضائى، حيث تحفظتُ على مغازلة د. وسيم للمشاعر الدينية، وطلبتُ من د. الدماطى التعليق على ترجماتٍ لعبارات من اللغة المصرية القديمة، رأى أستاذ المسالك البولية أنها تشير إلى أن قدماء المصريين صاموا رمضان وعرفوا ليلة القدر، كما أنهم أسسوا مدينة مكة والكعبة! وهو ما نفاه وزير الآثار الأسبق بحسم، وكشف الترجمة الحقيقية للكلمات، وفجأة ثارت إحدى الحاضرات مدافعة عن د.وسيم، وتصدى لثورتها د. محمد حسن. الاعتراف سيد الأدلة، كان هذا فيما مضى، أما الآن فقد صارت الانحيازات سيدة الموقف! وهكذا استمر البعض فى تأييد خيال د. وسيم، بينما طالب آخرون بمنع ظهوره على الفضائيات، ورغم تحفظى على معظم آرائه، إلا أننى أرفض منطق الحظر، فالتاريخ ملك لنا جميعاً، ومن حق أى مواطن أن يتحدث عن الآثار، لكننى أرجو أن يراجع الرجل حساباته، ويفرّق فى حديثه بين العلم والخيال والخرافة، وليته يستغل مهاراته فى دعم الحقيقة، بدلاً من الترويج لأوهام من عينة وادى الملوك الأول، الذى فجّر جدلاً لن ينتهى، رغم أنه تبرأ منه!