قضية اختفاء زوجة تحولت إلى واحدة من القضايا التي جذبت اهتمام الإعلام الأمريكي على مدار الاشهر الماضية، بدأت القضية ببلاغ عن اختفاء سيدة اعمال وسمسارة عقارات شابة، لتتحول سريعًا إلى واحدة من أكثر القضايا الجنائية تعقيدًا في ولاية ماساتشوستس، ومنها تحولت إلى واحدة من اكثر المحاكمات تشويقًا للرأى العام الأمريكي بسبب تضارب الروايات، وتوفر أدلة افتراضية تكشف السلوك الغامض للمتهم. تصدرت محاكمة الزوج بريان وولش، 50 عاما، عناوين التقارير الإخبارية المتهم بقتل زوجته آنا، 39 عاما، وبالرغم من مرور عامين على الحادث إلا أن القضية مازالت تحمل الكثير من المفاجآت التي يتابعها الاعلام باهتمام كبير، وتلقت الشرطة بلاغًا باختفاء آنا وولش بعد تغيبها عن العمل، ليؤكد الزوج أنها غادرت المنزل متجهة للمطار في رحلة عمل. الزوج المحتال وصف الاعلام والش، بمحتال الأعمال الفنية، كان يواجه عقوبة السجن لبيعه لوحتين مزيفتين مقابل 80 ألف دولار لفنان شهير، وتزامنت قضيته مع اختفاء زوجته آنا، أم أطفاله الثلاثة في منزلهما في كوهسيت بولاية ماساتشوستس في يوم رأس السنة، وادعى أنه وجدها ميتة في السرير وتخلص من جثتها حيث قطعها وتخلص منها في عدة حاويات قمامة. منذ الساعات الأولى لاكتشاف اختفاء آنا الحادث ظهرت عدة مؤشرات أثارت الشكوك نحو واقعة سفرها واختفائها، لم تتوفر أى ادلة على حجز رحلة جوية، هاتفها أغلق منذ اختفائها، شكوك نحو استخدام بطاقاتها البنكية اثناء اختفائها، وبالرغم من اختفاء أى آثار واضحة للزوجة لكن الشكوك توجهت نحو زوجها برايان وولش، بسبب توافر الادلة الافتراضية كما اطلقت عليها الشرطة، وهى ادلة تثير الشكوك نحو شخص بعينه، ولكن دون توافر أى دليل ملموس لإدانته وبالفعل تطورت التحقيقات لتتزايد الشكوك نحو الزوج بسبب شهادته التي حملت تفاصيل متناقضة، كما ظهر في تسجيلات المراقبة وهو يتحرك في عدة مواقع لم يذكرها في أقواله، وكذلك تبين أنه قضى وقتا كبيرًا في أماكن التخلص من النفايات في يوم اختفاء زوجته وما بعده بالاضافة إلى توجهه لشراء أدوات ومواد مختلفة تزامنت مع واقعة الاختفاء. تضليل الشرطة قدم الادعاء العام ما يشير إلى أن برايان متورط في الحادث بسبب تعمده تضليل الشرطة من خلال إعطاء معلومات خاطئة ومتناقضة، أشار الادعاء إلى اجراء عمليات بحث إلكترونية مريبة قبل وبعد الاختفاء، بجانب قيامه بتحركات غير مبررة في الساعات التي تلت اختفاء زوجته، واعتمدت النيابة بشكل رئيسي على الأدلة الرقمية، وتحركات الهاتف، والفيديوهات، وقائمة المشتريات من المتاجر منها ممسحات وفرش ونظارات حماية وسكين حاد متعدد الاستخدامات. واجه دفاع المتهم تلك الشبهات بنفي مسئولية المتهم عن اختفاء زوجته آنا مدعيًا أن النيابة تعتمد على روايات مبنية على الاستنتاج فقط دون وجود دليل قاطع، كما اكد الدفاع أن العلاقة بين الزوجين لم تكن مضطربة كما يشير اليها الادعاء، أما تصرفات برايان بعد الاختفاء فزعموا أنها ناتجة عن الارتباك دون أن تحمل شبهات جنائية. محقق خاص منذ ايام قليلة شهدت المحاكمة فقرات مثيرة تابعها الملايين لتتحول إلى ترند حالي في امريكا حيث كشف الادعاء أن والش اعتقد مؤخرا أن زوجته كانت على علاقة برجل يعيش في واشنطن العاصمة، بحث عنه طويلا عبر التواصل الاجتماعي كما استأجر محققا خاصا لمتابعة زوجته، وعرضت المحكمة رسائل وتسجيلات تكشف اضطراب علاقة الزوجين بالإضافة إلى المزيد من الادلة من هاتف المتهم وكذلك عرض شهادات جيران وأصدقاء كانوا على تواصل مع الزوجين. كشفت محكمة نورفولك العليا بولاية ماساتشوستس عن إجراء والش سلسلة من عمليات البحث المتتالية على الإنترنت عن طرق للتخلص من الجثث، استمرت عمليات البحث عدة ايام تتعلق بتنظيف الدماء، وتقطيع الجثث، وأدوات ومواد كيميائية قد تساعد في إخفاء الجريمة، كشفت وثائق المحكمة عن اسئلة مثل: «كم من الوقت تبدأ الجثة في إصدار رائحة كريهة»، و»تقطيع الجثة وأفضل الطرق للتخلص منها»، و»كيفية التخلص من جثة امرأة تزن 52 كيلو» و»ما هي المدة التي يمكن خلالها لشخص مفقود أن يرث» و»كيف تختفي أثار الحمض النووي من سكين؟» ، ومن المفترض ان يحصل والش على مبلغ 2.7 مليون دولار من التأمين على الحياة في حالة وفاة زوجته. قضية استثنائية يواجه المتهم برايان وولش اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى، ونقل جثة بشرية عمدًا في انتهاك صريح لقانون الولاية بالإضافة إلى تهم تتعلق بتضليل الشرطة إلا أن المحكمة لم تصدر حكمًا نهائيًا، ومازالت القضية مستمرة وسط توقعات أن تستكمل جلساتها في 2026 بسبب كثرة الأدلة الرقمية والشهود، وتعتبر واحدة من أكبر القضايا القائمة على الأدلة الافتراضية في أمريكا خلال السنوات الأخيرة بوصفها قضية اختفاء غامض تحولت لقضية قتل بدون العثور على الضحية. شهدت المحاكمة خطوة مفاجئة للزوج المتهم اقر فيها امام هيئة المحلفين بالذنب في التهمتين الأقل خطورة وهما الاعتراف بالتخلص من جثتها والكذب على الشرطة لكنه لا يزال يصر على براءته من جريمة قتلها واكد محامي الدفاع أنه لم تكن هناك جريمة قتل حيث ادعى المتهم أن زوجته توفيت بسبب موت مفاجئ بعد فترة قليلة من احتفالهما برأس السنة الجديدة معا بسعادة، وفي تلك اللحظة، أصيب بالذعر من احتمال اتهامه بقتلها، وكان يخشى مصير أطفاله الثلاثة في ظل رحيل والديهما. اقرأ أيضا: مذبحة عائلية فى أمريكا.. الزوج قتل زوجته وأبناءه الخمسة وحماته ثم انتحر