تتجدد معاناة النازحين في قطاع غزة مع كل منخفض جوي، في ظل خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء، وتزداد المخاطر بالنسبة إلى النازحين القاطنين على امتداد شاطئ البحر، حيث يهددهم المد البحري أكثر من الأمطار الغزيرة التي تغرق خيامهم. قصفته إسرائيل سابقا.. انهيار أحد أبواب المسجد العمري الكبير في مدينة غزة كما يعاني مئات النازحين على جانبي طريق الرشيد تدفق مياه الأمطار إلى خيامهم بفعل حركة السيارات المستمرة، وسط صعوبة العثور على أماكن بديلة بسبب ازدحام المنطقة ومنع الاحتلال العودة إلى منازلهم، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية. ويأمل النازحون انسحاب الاحتلال وإدخال الكرفانات تمهيداً لبدء عملية الإعمار، لإنهاء معاناتهم التي استمرت على مدار عامين في الخيام. لازاريني: العاصفة بايرون تحكم قبضتها على غزة وقال المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، إن "العاصفة بايرون تحكم قبضتها على غزة". وأبدى لازاريني في تدوينة على منصة "إكس"، قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة نتيجة العاصفة "بايرون"، قائلا إن فلسطينيي القطاع الذين فقدوا كل شيء يواجهون موجة جديدة من المعاناة. وأضاف أن "الفلسطينيين الذين فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء يواجهون موجة جديدة من المعاناة". وتابع: "مزيد من المشقة للعائلات النازحة التي تعيش في ملاجئ مؤقتة، حيث تجلب الأمطار الفيضانات والدمار وتهديدات صحية إضافية"، مؤكدا أن فرق الأونروا، الذين هم أنفسهم نازحون، يواصلون العمل لدعم الناس أينما استطاعوا". وبيّن أن الأونروا يقومون بسحب مياه الصرف الصحي ومياه الفيضانات، وإزالة القمامة، وتوزيع أغطية العزل المشمع، وملابس الشتاء والبطانيات، وتقديم الرعاية الطبية. ويضرب غزة منذ فجر الأربعاء، منخفض جوي قاس تسبب بغرق آلاف من خيام النازحين في مناطق متفرقة بالقطاع، بعدما هطلت أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة. وارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة البرد الشديد وانهيار المباني بسبب المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة إلى 14 بينهم أطفال. وقالت مصادر إن نحو 13 منزلا انهار في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ولا تزال طواقم الدفاع المدني تتعامل مع مئات النداءات والاستغاثات. وذكرت أن أكثر من 27000 خيمة من خيام النازحين غمرتها المياه أو جرفتها السيول أو اقتلعتها الرياح الشديدة. وأدى المنخفض الجوي إلى غرق مخيمات كاملة في منطقة المواصي بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في "البصة والبركة" بدير البلح، و"السوق المركزية" في النصيرات، فضلا عن منطقتي "اليرموك والميناء" في مدينة غزة. وكانت وكالة "الأونروا" حذرت من أن الأمطار الغزيرة وبلل الخيام يفاقمان الظروف الصحية والمعيشية المتدهورة في القطاع المكتظ، مؤكدة أن برودة الطقس وسوء الصرف الصحي وانعدام النظافة ترفع مخاطر انتشار الأمراض، داعية إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وتعج محافظة وسط قطاع غزة (مدينة دير البلح ومخيمات النصيرات والبريج والنصيرات والمغازي وقريتي المصدر والزوايدة)، بآلاف الأسر النازحة التي تقطن خياما مهترئة. كما يتمركز سكان مدينة رفح، المدمرة بشكل كامل، وسكان مدينة خان يونس، المدمر غالبيتها، في منطقة المواصي الزراعية التي جرفت السيول أجزاء منها. وجرفت السيول مخيمين للنزوح في منطقة "البصة" و"البركة" في مدينة دير البلح ومخيم آخر في مخيم النصيرات وتجمعات لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب القطاع، كما قال شهود عيان لمراسل "وفا" في أحاديث متفرقة. وتمنع قوات الاحتلال عشرات آلاف العائلات من العودة إلى بيوتها وراء ما يعرف ب"الخط الأصفر" بل وتواصل تدميرها رغم اتفاق وقف اطلاق النار. وفي الحادي عشر من أكتوبر الماضي دخل وقف اطلاق نار في قطاع غزة حيز التنفيذ وتم بموجبه فرض "خط أصفر" شمال وشرق وجنوب القطاع يمنع تخطيه. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال تستغل الخط ولا تزال تدمر ما تبقى من آلاف المنازل خلف الخط. وتقول الأممالمتحدة في تقرير لها الشهر الماضي إن أكثر من مليوني فلسطيني "مكتظون الآن في أقل من نصف مساحة القطاع، بينما يفتقر معظم النازحين إلى مواد الإيواء الكافية لحمايتهم من الأمطار والرياح.