ردود الأفعال الغاضبة تجاه خروج منتخب مصر الثانى من دور المجموعات بكأس العرب كان قويا جدا وهذا نتيجة طبيعية بسبب سوء الأداء الذى قدمه الفراعنة فى البطولة وعدم التفاهم الواضح بين اللاعبين وعدم قدرة الجهاز الفنى على تعديل الأوضاع فى المباريات الثلاثة بداية من التعادل مع الكويت وبنفس السيناريو مع الإمارات قبل أن يصطدم ب«النشامى» ويخسر رفاق حلمى طولان بثلاثية نظيفة غير مسبوقة من الأردن الذى لعب بالصف الثانى. لم نكن فى كأس العرب قادرين على تسجيل هدف وكان الأمر يتطلب معجزة لهز شباك المنافسين والدفاع كان مفتوحا على «البحرى» فى لقاء الأردن الذى ضمن التأهل قبل مواجهتنا ولعب بالعناصر التى لم تشارك فى مباراتى الإماراتوالكويت وبالتالى كان الأمل كبيرا فى أن يعبر حلمى طولان وجهازه الذى يضم أسماء كبيرة على مستوى المسيرة كلاعبين أفذاذ أمثال السد العالى عصام الحضرى والصقر أحمد حسن ورغم خبرة طولان الكبيرة فى التدريب الا أن ابتعاده عن المستطيل الأخضر لسنوات جعل اللياقة الفنية بعيدة واختياره للعناصر المشاركة فى العرس العربى متواضعة. اختيار طولان الموجود فى اللجنة الفنية بالاتحاد كمدير فنى جاء بالصدفة مثلما ذكر فى لقاء تليفزيونى بقرار من هانى أبوريدة على حساب طلعت يوسف وحسام البدرى وكأنها مهمة قصيرة المطلوب منه فيها فقط التمثيل المشرف وطالما الأمر كذلك كان من المفترض أن نعلن للجماهير هذا من البداية خاصة أن الأداء السيئ للفراعنة جعل حتى مجرد الذهاب للدوحة للتمثيل المشرف ليس فى محله وبالتالى جاءت موجات الغضب من الجالية المصرية فى قطر عارمة والاتهامات للمنظومة الكروية بالفشل متواصلة. بالتأكيد أن غياب التفاهم بين حسام حسن المدير الفنى للمنتخب الأول وحلمى طولان مدرب المنتخب الثانى أثر بالسلب على شكلنا فى كأس العرب خاصة أنه كان من الممكن أن يشارك لاعبون من كتيبة العميد التى تستعد لكأس الأمم الأفريقية أمثال إمام عاشور فى العرس العربى من باب تجهيزهم مثلا أو لاعبين يضم ضمهم أمثال طاهر محمد طاهر وناصر ماهر أو حل أزمة لاعبى بيراميدز بتأجيل مبارياتهم فى الدورى حتى تكون صورة مصر بين أشقائها العرب حلوة. الهدوء مطلوب لدراسة الأخطاء وتصحيح المسار لأن الاتهامات والتراشق ليس هو الحل إذا ما أردنا أن نتقدم بمنظومة الكرة إلى الأمام خاصة أن الأوجاع معروفة منذ زمن والبداية لابد أن تأتي من قطاعات الناشئين بتنظيم بطولات قوية ووضع رقابة وضوابط على المدربين وثقلهم بالشهادات والرخص التدريبية مش مجرد الحصول على دورة والسلام يرسب فيها فقط من لا يحضر المحاضرات وليس من يستطيع تقديم أوراق إعتماده وفق أسس علمية وعملية لتولى مسئولية بناء شباب قادرين على تمثيل المنتخبات الوطنية فى مختلف المراحل السنية. ليس منطقيا أن مصر التى تضم قرابة 60 مليون شاب لا تستطيع أن تفرز منتخبين يضمان 60 لاعبا مثلا قادرين على اللعب فى بطولتين بنفس الجودة وبالتالى التفكير فى فتح باب الإحتراف فى أعمار سنية مبكرة ووضع آلية لتنفيذ ذلك مع الأندية مطلوب وفورا حتى نستطيع مواجهة المنافسين خاصة الأفارقة ونحن على مشارف كأس الأمم الأفريقية بالمغرب والتى ينافس فيها الفراعنة بقوة من أجل استعادة الهيبة والمجد. حسام حسن سيكون على موعد مع مواجهة ودية من العيار الثقيل الثلاثاء القادم أمام نسور نيجيريا فى البروفة الأخيرة قبل السفر للمغرب، وبالتالى مهما كانت النتيجة لابد أن ندخل المعترك الأفريقى بحسابات مختلفة وأن نخوض مواجهات زيمبابوى وجنوب إفريقيا وأنجولا فى المجموعة كل على حدا حتى نحسم التأهل للدور التالى أولا وبعدها يتم التعامل وفقا لظروف كل مباراة حتى نحقق الحلم الإفريقى بالعودة بالكأس إن شاء الله. صلاح ومرموش نجما منتخب مصر على موعد مع استعادة مكانتهما العالمية التى اهتزت مع الليفر والسيتى فى الفترة الأخيرة من خلال قيادة الفراعنة للمنافسة بقوة على لقب الكان ولم لا وهما من المواهب ليست الأفريقية والعربية فقط ولكن العالمية خاصة أن مسيرة «مو» فى الدورى الإنجليزى لا يستطيع أحد أن ينال منها ونفس الأمر لمرموش الذى كتب بداية قصة ابداعه فى البوندزليجا قبل أن ينتقل للسيتى وهو قادر على أن يقول للجميع أنه قادر على السير بنفس خطى «الملك» صلاح.