ما أجملك يا مصر بأبنائك، بصراحة بلد ولادة، لا تنضب فيها المواهب، والكفاءات، وهذا ما أثبته ذلك البرنامج الرائع المتفرد الذى تجمع حوله الملايين «دولة التلاوة» ما أجمل صوته وهو يرفع أذان المغرب فى رمضان، وكم ارتبط به وجدان المصريين وهو يتلو القرآن الكريم، حتى أطلقوا عليه قيثارة السماء، ظل صوت الشيخ محمد رفعت، الذى افتتحت به الإذاعة المصرية فى أول يوم لإرسالها، علامة من علامات قراءة القرآن الكريم فى مصر والعالمين العربى والإسلامى. وكم أسعدنى ما نشر مؤخراً حول ما أمر به فضيلة الإمام الأكبر العلامة الكبير الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، من دعوة لترميم 100 أسطوانة نادرة بصوت الشيخ محمد رفعت، باعتبارها ثروة قومية تحتوى على تلاوات تمثل 70 % من سور القرآن الكريم بصوت الراحل العظيم، وهى قطعاً إضافة كبرى تسعد محبيه. ما أجملك يا مصر بأبنائك، بصراحة بلد ولادة، لا تنضب فيها المواهب، والكفاءات، وهذا ما أثبته ذلك البرنامج الرائع المتفرد الذى تجمع حوله الملايين «دولة التلاوة»، وشاهده العالم عبر الفضائيات، «دولة التلاوة» رغم بساطته، أثبت خلال تلك الفترة البسيطة من بثه عبر الشاشات تأثيره الشديد على مشاهديه، وتفاعلهم الرائع معه، فحقق بضيوفه ومتسابقيه الأفاضل أكبر نسب المشاهدات على الإطلاق، وأفرز لنا «درراً» سيكون لها شأنها فى عالم التلاوة، الذى تحتله مصر بجدارة بأساطين حفروا لأسمائهم ولبلدهم مكانة رفيعة، لا يشاركهم فيها أحد، ومازالوا يملأون الدنيا بتسجيلاتهم التى أحسنت الدولة جمعها، وجعلت من إذاعة القرآن الكريم منبراً لإذاعتها. قطعاً من بين المتسابقين من سيكون لهم الحضور، وهؤلاء يجب أن ترعاهم الدولة ليضافوا - إذا أحسن إعدادهم - ليصبحوا إضافة قوية إلى «مملكة» التلاوة المصرية، التى يزينها الراحلون، قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، والشيوخ المنشاوى وعبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، والحصرى، والبنا، والطبلاوى، وغيرهم ممن أثروا حياتنا بتلاوتهم للقرآن الكريم، فغزوا بأصواتهم قلوب الناس، قبل أن يغزوا العالم الإسلامى بروعة الأداء. البرنامج الجديد قطعاً هو فرصة كبيرة وعظيمة لاكتشاف المواهب فى التلاوة، والجميل حقاً إنه أعطى الفرصة كاملة لأى إنسان يجد فى نفسه القدرة على قراءة القرآن وتجويده، من أى منطقة أو قرية أو محافظة قريبة أو بعيدة، والأجمل تلك الكوكبة من الأساتذة الأفاضل المحكمين، وعلى رأسهم العلامة الفقيه الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، وتوجيهات اللجنة للمتسابقين بالقراءات وتصحيحها، وطرق المد والقصر والوقف وترتيب الأنفاس، هى قطعاً دروس يستفيد منها المشتركون بالتلاوة، وأيضاً المستمع المتابع للبرنامج الواسع الانتشار، والذى تزداد مشاهدته يوماً بعد يوم. قطعاً سيخرج من بين هؤلاء من سيتمكن من شق الطريق بلا مجاملة، ليكون فرصة لخلق أجيال من قراء القرآن الكريم، سيكونون بعد ذلك امتداداً لدولة التلاوة المصرية، تلك الدولة التى مازالت تمتلك فى جعبتها أسراراً تكتشف يوماً بعد يوم، خاصة الحفلات الخارجية والقراءات النادرة للأساطين من القراء، والتى سجلوها فى رحلاتهم إلى دول العالمين العربى والإسلامى، التى أوفدوا إليها فى شهر رمضان على امتداد أزمنة عديدة، وسنوات طويلة، وتتحفنا بها إذاعة القرآن الكريم من وقت لآخر، أو من تسجيلات يحتفظ بها أحفاد رواد التلاوة وشيوخنا الكبار فى بيوتهم ودواليبهم ومكتباتهم، يخرجونها من حين لآخر ليتحفونا بها. كل الشكر والتقدير للدولة، ولمن رعى وفكر وقدم وشارك فى ترويج برنامج هادف رائع كدولة التلاوة، الذى أحسن توزيع إذاعته على العديد من الفضائيات والقنوات التليفزيونية، وفى أوقات متنوعة ومناسبة، حتى يتمكن الجميع من المشاهدة والمشاركة الإيجابية، لأن تلك المشاركة بالاستماع ستجعل الاختيار فى مكانه الصحيح، بإيجاد قراء جدد يثرون عالم التلاوة القرآنية فى مصر والدول العربية والإسلامية. وكل الشكر للإمام الأكبر د. الطيب على تبنيه إحياء جزء من تراث عالم من علماء التلاوة.