التنظيم كان لائقًا جدًا بالمشاركين والزوار والفرق على الأرض من كل الفئات على قدر راقٍ من الإدراك والتفهم فى معرض إيديكس للسلاح يا عزيزى كما تعلم دبابات وطائرات ومدافع وأنظمة دفاع جوى وبواخر وبوارج وفرقاطات وغواصات لكبرى الشركات العالمية فى هذا القطاع فى العالم. التمثيل الدولى فخم جدًا، لا أظن أننى بحثت عن علم دولة مؤثرة ولم أجده. لست أفهم جيدًا فى السلاح أو توازنات التسليح، لكنى أفهم فى شأن العلامات الكبرى، وأفهم كيف هى قيمة تواجد علامات كهذه فى إيديكس، تعلم مثلًا أننى رأيت تمثيلًا لشركة لوكهيد مارتن، وبوينج، وأمستون، وايرباص، وتاليس، ورافال، وسفران، وغيرها من العلامات المهمة على صف واحد خلال المعرض، وهذه وحدها قيمة كبيرة أحببتها جدًا. التنظيم كان لائقًا جدًا بالمشاركين والزوار والفرق على الأرض من كل الفئات على قدر راقٍ من الإدراك والتفهم. المدرعات والمركبات والدفاعات الجوية المصرية المتنوعة فى مقدمة المعروضات، والساحة الخارجية ملأى بمعروضات مهمة، وليس أجمل من رؤية منتجات مصرية خالصة أو مغذية أو حتى أجزاء من صناعة التسليح، ولم أر جناحًا واحدًا يعرض كل أنواع التسليح تحت سقف واحد، وهكذا الصناعات العسكرية للدول أيضًا، ولا دولة واحدة تصنع 100٪ من سلاحها العسكرى. فى الجولة التى اعتمدت خلالها على نفسى رأيت الشركات تتباهى بتصنيع الروبوتات القائمة على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، فهمت أن حروب السيطرة على الأرض سيفوز فيها من تعامل بالروبوت، وعمليات الإنزال ستتم عبر الروبوت والإنقاذ والاستكشاف والاستطلاع والتصوير وجمع المعلومات والتفخيخ والتلغيم كلها سيحسمها الروبوت بجدارة دون تضحية بالجنود فى أرض الحروب، من يملك الروبوت سيوفر على نفسه مليارات الدولارات من الذخائر العملاقة. الحسم الآخر الذى استنتجته بسهولة هو السيطرة الجوية، وتساءلت: كيف لمتحاربين أن يسيطر أحدهما على الآخر دون قدرة جوية متفوقة تغطيه! الإجابة بالضبط أمام الطائرة المسيرة المصرية فى نسختها الجديدة والقادرة، بنسختيها جبار 150: وهى مسيرة هجومية انتحارية، تحمل ما بين 40 إلى 50 كيلوجرامًا من المتفجرات، وتعمل بالتوجيه عبر نظام GPS، ويصل مداها الأقصى إلى 1500 كم، وتستطيع الطيران لمدة 10 ساعات متواصلة. أمت جبار 200: فهذه مسيرة تدريبية (وقد تكون متعددة المهام)، تتميز بقدرتها على التحليق المتواصل لمدة تصل إلى 14 ساعة، وبسرعة قصوى تصل إلى 200 كم/ساعة، ووزن إقلاع أقصى يبلغ 200 كجم. تابعت خبر الطائرة المصرية الجديدة على غالبية محطات التلفزة والأخبار العالمية وأحببت ذلك الصدى الذى صنعه والجدل الذى حركه، ورأيته كأن مصر تحرك ماء مُثقلًا فى إقليم تعصف به كل الكوارث. أما من أكثر ما أحببت كان مشهد ما قبل اختتام المعرض بساعات قليلة، إذ بدأت باصات محملة بطلبة الجامعات المصرية فى التوافد، أتذكر أننى قرأت جامعتى المنصورة والأزهر، الفتيان والفتيات متحمسون جدًا وفى وجوههم إقبال ونضارة وأمل، مبهورون بالمعرض ويلتقطون الصور داخل المدرعات ويتشقلبون على ظهر المدرعة ويلعبون حتى عسكر وحرامية، والله أحببتهم بكل قلبى، أراهم حصن مصر الحقيقى وجداره المنيع ومستقبله الحصين.