جاء انطلاق النسخة الرابعة من معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2025»؛ ليعلن عن دخول مصر سباق التسليح العسكري، وأنها باتت لاعبا فاعلا ومؤثرا في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية، ويؤكد للجميع أن"المارد المصري" انتفض وبات قادرا على صناعة أسلحة قادرة على تغيير موازين القوى فى المنطقة. من جانبه، أكد اللواء أركان حرب محمد عبدالفتاح أبوبكر، مدير إدارة المركبات في القوات المسلحة، أن النسخة الرابعة من «إيديكس» تأتي في توقيت بالغ الأهمية، فما شاهدناه في هذه الدورة يدعو للفخر لكل مواطن مصري؛ فتلك النسخة ليست مجرد معرض، بل هي رسالة دولة؛ فالتنظيم هذا العام أشرفت عليه ونفذته سواعد رجال القوات المسلحة، وخرج بمستوى احترافي يتفوق على كبرى المعارض العالمية. وأشار إلي أن العديد من رؤساء الوفود الأجنبية، ووزراء الدفاع، والخبراء العسكريين، والجميع أجمعوا على انبهارهم بما سموه "الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة؛ فنحن نمتلك خبرة كبيرة، فالتنظيم المصري هذا العام كان له طابع خاص يعكس حضارة مصر وقدرتها المؤسسية، وهذا النجاح التنظيمي مهد الطريق لنجاح الشق التسويقي، فالانطباع الأول يدوم، والتنظيم الراقي يعطي ثقة في جودة المنتج المعروض. وتابع: في نسخة معرض إيديكس 2018، كنا في مرحلة «إثبات الوجود»؛ فنعرض منتجاتنا ونقول للعالم «نحن هنا»؛ أما في 2025، فنحن في مرحلة «النضج والتمكين»؛ فالتطور ضرب في عمق «المنتج» ذاته؛ فاليوم منتجات مجمع الصناعات الهندسية، والإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، باتت منتجات «مُصنفة عالمياً»، والوفود الأجنبية لم تعد تأتي للمشاهدة فقط، بل تأتي بملفات فنية، يسألون عن مدرعاتنا بالاسم، ويقارنونها بمثيلاتها من الدول المتقدمة؛ فلقد أصبحنا نمتلك «سمعة دولية» وتصنيفاً فنياً يجعلنا نداً قوياً في سوق السلاح العالمي، وهذا هو التطور الحقيقي". وحول ملف تصدير المركبات المدرعة المصرية والنجاح في عبور الحدود والمنافسة في الأسواق الخارجية، قال:" هذا هو الإنجاز الأبرز في الفترة الأخيرة؛ فلسنوات طويلة كانت عقيدتنا هي «الاكتفاء الذاتي» وتأمين احتياجات قواتنا المسلحة والشرطة، وبعد أن حققنا طفرة في هذا الملف ووصلنا لمعدلات جودة وإنتاجية عالية، اقتحمنا «الأسواق الأوروبية»، وسعت دول أوروبية بما لديها من معايير صارمة ومواصفات قياسية شراء مدرعة مصرية، ما يمثل «شهادة اعتماد» دولية لكفاءة المنتج المصري، فضلا عن أننا نصدر الآن لدول شقيقة وصديقة، بل وأصبح المنتج المصري «الخيار الأول» لبعض الدول نظراً لمعادلة السعر والجودة التي حققناها. وعن مدرعات «التمساح»، أشار إلى أنها لم تعد مجرد سيارة مدرعة، بل تحولت إلى «عائلة مركبات تكتيكية» متكاملة؛ انتقلنا من فكرة إنتاج مركبة للأغراض العامة، إلى فكرة «التخصص الدقيق»، والآن لدينا في مجمع الصناعات الهندسية أكثر من 7 طرازات مختلفة من التمساح، كما طورنا نسخاً مثل "تمساح 3" المخصصة للقوات الخاصة؛ ونشترك بها في المعرض، وتتميز بقدرات مناورة عالية وتدريع يناسب الاقتحامات والعمليات النوعية. وفي ظل توجه العالم نحو «الحروب الذكية»، قال إن هذه التكنولوجيا كانت حكراً على دول بعينها، لكن العقول المصرية الشابة استطاعت فك شفرتها وتوطينها، بالتعاون مع شركات عالمية كبرى، وباتت مصر موجودة وبقوة في قلب هذا المستقبل؛ فنحن نعمل بتناغم وتنسيق كامل مع الهيئة العربية للتصنيع لضمان تكامل الجهود وعدم تكرارها، والمعرض هذا العام يشهد عرض نماذج مصرية لهذه الأنظمة، قادرة على تنفيذ مهام استطلاع وقتال بدقة عالية وبدون تعريض العنصر البشري للخطر؛ ونحن ماضون في هذا المسار لتعزيز قدرات جيشنا بأحدث ما توصل إليه العلم العسكري. وأشار إلي أن نسبة التصنيع المحلي للمركبات المدرعة، تجاوزت حاجز ال 70 %؛ فهذا إنجاز استراتيجي يمنحنا «استقلالية القرار» ويحمينا من أي تقلبات سياسية أو ضغوط خارجية، مؤكدا أن الدعم اللامحدود من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان السبب في تحقيق تلك الإنجازات، فرؤيته الثاقبة حولت مصر من دولة مستوردة للسلاح لدولة منتجة ومصادرة. توطين الصناعة بينما أكد المهندس محمد عبد الغنى، قائد مجمع الصناعات الهندسية المتخصصة، أن مصر تتجه خلال خمس سنوات فقط إلى تصنيع شاسيه المدرعات محليًا، بالشراكة مع شركات وطنية أثبتت جدارتها فى المكونات الحساسة. وكشف «عبد الغني»، أن السنوات الماضية شهدت قفزة مهمة فى مجال الصناعات المغذية، حيث نجحت شركات القطاع الخاص بالتعاون مع المجمعات العسكرية فى إنتاج الزجاج المدرّع بمواصفات عالمية، إلى جانب الإطارات العسكرية ذات القدرة على العمل تحت الضغط والحرارة وأثناء الإصابات المباشرة، وهي مكونات كان يتم استيرادها بالكامل قبل سنوات قليلة. وأشار قائد المجمع، إلى أن مفهوم التسليح تغير جذريًا داخل الهيئة الهندسية، قائلاً:«انتهى زمن استيراد مركبة قتالية جاهزة، فاليوم نصنّع مركبة مُفصلة حسب مهمة المقاتل وطبيعة أرض العمليات». وأوضح، أن منظومة التطوير تعتمد على تحويل احتياجات الوحدات الميدانية إلى تصميمات عملية قابلة للتنفيذ، بحيث تختلف تسليحًا، تدريعًا، حمولةً، وأنظمة إلكترونية وفقًا لطبيعة المهمة، سواء كانت استطلاعًا، دعمًا قتاليًا، دوريات حدودية، أو مهام مكافحة الإرهاب. وأكد «عبد الغني»، أن الشركات الوطنية أصبحت شريكًا أصيلًا فى سلسلة الإنتاج، بعد أن أثبتت قدرتها على الالتزام بمعايير الجودة العسكرية، وهو ما مهّد الطريق للانتقال إلى مرحلة أكثر تقدمًا تتمثل فى تصنيع الشاسيه نفسه، وهو أكثر جزء معقّد وحاسم فى بنية المدرعة، موضحا أن هذه الخطوة ستمنح مصر استقلالية شبه كاملة فى تصنيع المركبات المدرعة، وتقلل الاعتماد الخارجى، وترفع القدرة على دعم المقاتل المصري بوسائل قتالية مصممة وفق احتياجاته الواقعية. عائلة جبار أكد العميد متقاعد محمد سيد، مستشار شركة «أمستون» الراعي الرسمي لمعرض «إيديكس»، أن الشركة تطور وتنتج كل أنواع المعدات الدفاعية، بداية من الذخائر بمختلف أنواعها، مروراً بالعربات المدرعة، ووصولاً إلى التكنولوجيا الأكثر تعقيداً وهي الطائرات الموجهة بدون طيار، مضيفا أن منتجاتهم بالمعرض تتم بأيادٍ وعقول مصرية 100 %. وحول الطائرة «جبار»؛ قال:" نحن نعرض عائلة «جبار» للمسيرات الانتحارية، وهي فخر الصناعة المصرية، والأولى هي الطائرة جبار 150، وهى طائرة انتحارية موجهة بنظام (GPS/INS)، وتقطع مسافة 1500 كيلومتر، وتطير لمدة 10 ساعات متواصلة، وتحمل رأساً حربياً يزن 40 كيلوجراماً من المتفجرات، أما جبار 200، فهي النسخة الأحدث والأقوى، تستطيع البقاء في الجو لمدة 14 ساعة، وتحمل 50 كيلوجراماً من المتفجرات، ووزنها الكلي 200 كيلوجرام، وتنقض على الهدف لتدميره بدقة متناهية. وتابع:" بجانب المسيرات، هناك «القنبلة الموجهة بعيدة المدى»، وهي في الأصل قنبلة من طراز (MK-84) الشهيرة، لكننا قمنا بإجراء تعديلات جوهرية عليها وإضافة «مجموعة توجيه» وأجنحة، بحيث يتم إطلاقها من الطائرات المقاتلة لتطير كصاروخ لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر، وبسرعة 700 كيلو متر في الساعة، وهذه القنبلة تحمل قدرة تدميرية هائلة تبلغ 450 كيلوجراماً من المواد المتفجرة، وتصل لهدفها بدقة عالية" عائلة النيازك فيما كشف اللواء وائل سليمان، رئيس مجلس إدارة مصنع صقر للصناعات المتطورة، النقاب عن عائلة مقذوفات «نيزك» المخصصة للطائرات بدون طيار، مؤكداً مصر تمتلك عقولا قادرة علي صناعة المستحيل، فقد نجحت في تصميم وتصنيع هذه المنظومات بنسبة 100 % دون الاعتماد على نقل تكنولوجيا من الخارج. وتابع:" «عائلة النيازك»، هي مجموعة مقذوفات متطورة مخصصة للاستخدام مع الطائرات المسيرة، خاصة أن العالم يتجه نحو «المواجهة غير المباشرة»، والتعامل عن بعد مع الدبابات وتجمعات الأفراد"، مضيفا:" هناك ثلاثة طرازات رئيسية، بداية من نيزك 1، وهو مخصص للتعامل مع الأفراد والتجمعات البشرية المعادية، ونيزك 2 لاختراق التحصينات المتوسطة، ونيزك 3 وهو الأقوى؛ حيث يتم تركيبه على «المسيرات الانتحارية»، وهو مخصص ضد الدبابات والمدرعات؛ حيث يمتلك قدرة اختراق عالية جداً للدروع عند الاصطدام المباشر". وأشار إلى أن هذه المنظومات، هي نتاج تصميم وتصنيع مصري خالص بنسبة 100 %؛ ونتاج بحث علمي وفني داخل قطاعات البحوث بالمصنع؛ فالعقول المصرية هي التي وضعت التصميمات ونفذتها ودخلت بالفعل مرحلة «الإنتاج الكمي» لهذه الذخائر. وتابع:" نعرض خلال المعرض القاذف الصاروخي «صقر 105»، وهو قاذف متطور يطلق نوعين من الذخيرة، الأول هو ذخيرة مضادة للدبابات والدروع بشحنة ترادفية، والثانية ذخيرة ثرموباريك أو ما يعرف بالضغط الحراري، وهي مخصصة لتدمير المنشآت والتحصينات والأفراد. ولفت إلى أن قنابل «حافظ» دخلت الخدمة، وتخدم بكفاءة في القوات الجوية المصرية، ونقوم بتصديرها لعدد من الدول. وعلي صعيد آخر، أكد اللواء مهندس طارق سعد زغلول رئيس الشركة العربية العالمية للبصريات، تطوير الشراكة مع شركة تاليس العالمية الرائدة في التقنيات المتقدمة لقطاعات الدفاع والفضاء والأمن السيبراني والقطاعات الرقمية، وتعزيز شراكتهما العريقة، مما يدفع بطموحات مصر نحو السيادة والتقدم التكنولوجي والابتكار والريادة الإقليمية. وشدد على أن هذا التعاون يرتكز على الثقة، حيث يستفيد من خبرات أكثر من 800 مهندس ومحترف متخصص لتطوير حلول تحمل شعار "صُنع في مصر"، مضيفا:" في صميم هذه الشراكة، ستقوم الشركة العربية العالمية للبصريات وتاليس بتعميق تعاونهما في ست مجالات رئيسية. وتابع:" تبدأ مجالات التعاون الستة أولا بالتدريب حيث يتم إنشاء أكاديمية تاليس في مصر لتطوير الخبرات المصرية والمؤسسات الحكومية والمدنية في مجالات البصريات، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي (AI)، والاتصالات اللاسلكية، والرادار، علاوة علي استمرار أوجه التعاون الستة بثاني المجالات وهو أنظمة إدارة النيران وذلك بتطوير مجموعة تحديث المركبات المدرعة الثقيلة والدبابات، لزيادة كفاءتها في ساحة المعركة. واستطرد:" يأتي الأمر الثالث للتعاون في أنظمة الأسلحة المُتحكَّم بها عن بعد، حيث يتم تطوير نسخة صاروخية موجهة بالليزر من نظام AIO X29 المعروف، والوجه الرابع يتمثل في (المراقبة) بتوفير حلول مُثبتة في ساحة القتال للقوات المسلحة المصرية، تعتمد على رادارات تاليس الأرضية وأجهزة التصوير الحراري المحمولة باليد، ويتيح هذا الحل الكشف السريع عن التهديدات وتحديد هويتها". وأردف:" خامس أوجه التعاون من خلال (مركز الخدمات) عبر تطوير مركز خدمات داخل منشآت الشركة العربية العالمية للبصريات لدعم أجهزة التصوير الحراري المحمولة باليد، وسادس هو (سلسلة الإمداد) بتعميق التعاون لدمج إمدادات ومكونات الشركة العربية العالمية للبصريات الفرعية في سلسلة إمداد تاليس. وعلى جانب آخر قال شريف بركات، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في مصر:" من خلال تعزيز الشراكة القوية مع الشركة العربية العالمية للبصريات، تفخر تاليس بالمساهمة في تحقيق السيادة التكنولوجية لمصر، بالتثبيت المستمر لحلول تاليس المتقدمة داخل مصر، كما تلتزم كلتا الشركتين بتحويل مصر إلى مركز تكنولوجي إقليمي، قادر على دعم وتصدير حلول ذات قيمة عالية ومُنتجة محلياً إلى مصر والأسواق الأخرى." 1686 1687 1688 1689