يحذر متخصصو التغذية من تزايد إصابة الأطفال بأمراض لم تكن ترى إلا في منتصف العمر، مثل الكبد الدهني، مقاومة الإنسولين، السمنة، والبلوغ المبكر ويؤكد د. خالد محمد عطية، الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن السبب الأول لهذه الظاهرة هو العادات الغذائية الخاطئة المنتشرة في البيوت، ويقدم مجموعة من التحذيرات والنصائح الضرورية لإنقاذ صحة الأطفال قبل فوات الأوان. يوضح د. خالد عطية أن أخطر ما يهدد صحة الأطفال اليوم هو الاعتماد المتزايد على الأطعمة المصنعة والسكريات والمشروبات الغازية، وهي مزيج يؤدي إلى أمراض مزمنة تظهر في سن مبكر للغاية، فاللحوم المصنعة تحتوي على نترات ونتريت تتحول داخل المعدة إلى مركبات مسرطنة، بالإضافة إلى دهون مؤكسدة وزيوت مهدرجة تسبب التهابات داخلية ومشكلات هرمونية متقدمة، كما أن الاعتماد على المشروبات الغازية والعصائر المعبأة يزود جسم الطفل بكميات هائلة من السكر، ما يرفع مقاومة الإنسولين ويضعف المناعة والعظام والنمو. اقرأ أيضًا | العدو الخفي | مقاومة الإنسولين وإضطرابات السكر في الجسم ويؤكد أن هذه المواد الغذائية لا تؤثر فقط على الجسم، بل تمتد خطورتها إلى الدماغ، إذ تخل بتوازن المواد الكيميائية فيه، ما يؤدي إلى العصبية، قلة التركيز، ضعف التحصيل الدراسي، الميل للعزلة، وفي بعض الأحيان علامات اكتئاب مبكر. ويرى أن الجريمة الحقيقية تقع حين يتعامل الأهالي مع الطعام غير الصحي كوسيلة مكافأة أو وسيلة لإسكات الطفل، فينشأ معتقدًا أن اللحوم المصنعة والمشروبات المحلّاة جزء طبيعي من غذائه اليومي. ويشدد الباحث على أن حماية الطفل تبدأ من تغيير فكر الأهل أنفسهم، فالأمر ليس حرمانًا بل وقاية، الأساس يجب أن يكون تناول الطعام الطبيعي غير المصنع مثل البيض، اللحوم الطازجة، الدجاج، الأسماك، الجبن القريش، الخضار، الفاكهة باعتدال، والمكسرات والزيوت الصحية. وفي المقابل، يجب استبعاد اللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والعصائر الجاهزة من البيت تمامًا، مع تحويل الحلويات إلى مناسبة استثنائية، وليست عادة يومية. ويؤكد عطية أن أي تغير مفاجئ في وزن الطفل، أو ملاحظة زيادة الدهون في منطقة البطن، أو تراجع التركيز والطاقة، يجب أن يكون جرس إنذار يستدعي زيارة طبيب تغذية متخصص لضبط النظام الغذائي ووضع خطة تمنع تطور المشكلات الصحية في المستقبل.