يُعد تابوت الأميرة عاشيت، زوجة الملك منتوحتب الثاني، أحد أبرز القطع الأثرية التي تعكس تطور الفن الجنائزي في بدايات الدولة الوسطى، يجمع التابوت بين دقّة النحت ورقيّ الألوان، ما يجعله شاهدًا فريدًا على مكانة المتوفاة ودورها في البلاط الملكي خلال الأسرة الحادية عشرة. اقرأ أيضا | وزير السياحة: 15.6 مليون سائح زاروا مصر خلال أول 10 شهور من 2025 كما يمثل نموذجًا مهمًا لفهم الطقوس الجنائزية والمعتقدات الدينية في تلك الفترة. يعود تابوت عاشيت، زوجة الملك منتوحتب الثاني، إلى فترة الدولة الوسطى وتحديدًا الأسرة الحادية عشرة حوالي عام 2050 ق.م. صُنع التابوت من الحجر الجيري الملون، وبلغ ارتفاعه 97 سم وطوله 250 سم، ما يعكس حجمًا مناسبًا لنمط التوابيت الملكية والنبيلة في تلك المرحلة المبكرة من عصر النهضة المصرية. اكتُشف التابوت في منطقة طيبة الدير البحري خلال حفائر متحف المتروبوليتان عام 1920، ضمن مجموعة من القبور الملكية والنبيلة التي ساهمت في إلقاء الضوء على عهد منتوحتب الثاني، وهو الملك الذي لعب دورًا محوريًا في توحيد البلاد وبداية الدولة الوسطى. ويتميّز التابوت بزخارفه الدقيقة وألوانه الباقية حتى اليوم، حيث تظهر نقوش تمثل نصوصًا جنائزية ورموزًا عقائدية تهدف إلى حماية المتوفاة في رحلتها إلى العالم الآخر. كما يعكس التابوت الأسلوب الفني الذي تميّزت به ورش النحت في طيبة خلال هذا العصر، خاصة ما يتعلق بالخطوط الواضحة والملامح الدقيقة للشخصيات الإلهية والاحتفالات الجنائزية. ويُعرض التابوت اليوم في الدور العلوي قاعة 48، حيث يمكن للزائرين مشاهدة هذه القطعة النادرة التي تجمع بين الأهمية التاريخية والتميز الفني، ويُعد وجود التابوت ضمن هذه القاعة فرصة للتعرف على ملامح الفن الجنائزي خلال بداية الدولة الوسطى، إضافة إلى دوره في فهم المكانة الاجتماعية للملكات والأميرات في ذلك الزمن. يظل تابوت عاشيت من أهم الشواهد الأثرية التي حفظت لنا جانبًا من حياة البلاط الملكي في عهد منتوحتب الثاني، كما يقدّم نموذجًا ثريًا لفهم تطور مفهوم الخلود والطقوس المرتبطة به في مصر القديمة.