تتدفق المعلومات بسرعة تفوق قدرة المتلقي على التحقق منها، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لانتشار نصائح طبية مجهولة المصدر، ووصفات علاجية قد تبدو جذابة لكنها تُخفي خلفها مخاطر حقيقية تهدد صحة المواطنين. ومن منطلق الدور الوطني الذي تتحمله بوابة أخبار اليوم كواجهة إعلامية مسؤولة، يأتي هذا التقرير لتقديم "دليل وعي" يحمي القارئ من الوقوع ضحية للمحتوى الصحي المضلل، ويعزز ثقافة الاعتماد على المصادر العلمية الموثوقة. لماذا يُعد المحتوى الصحي على السوشيال ميديا خطيرًا؟ وفق تحذيرات منظمة الصحة العالمية WHO، تُعد المعلومات الصحية المغلوطة واحدة من أخطر التهديدات للصحة العامة، لأنها قد تؤدي إلى: * تجارب علاجية خاطئة تنعكس بالسلب على حالة المريض. * التوقف عن الأدوية بناءً على نصائح غير علمية. * شراء مكملات أو أعشاب غير مرخصة قد تسبب مضاعفات خطيرة. * نشر الذعر والبلبلة تجاه أمراض أو لقاحات دون مبرر. كما سبق لأطباء مصريين متخصصين في لقاءات إعلامية وندوات طبية رسمية أن وصفوا بعض فيديوهات "النصائح العلاجية" بأنها أخطر من المرض نفسه لأنها تمنح المشاهد ثقة زائفة بمعلومات غير دقيقة. خطوات مهنية لكشف المحتوى الصحي المضلل تقدم بوابة أخبار اليوم للقارئ دليلًا عمليًا يساعده على تمييز المعلومة الصحيحة من المشبوهة: 1. افحص هوية صاحب المحتوى: هل هو طبيب؟، ما تخصصه؟، هل لديه رقم ترخيص من نقابة الأطباء؟، إذا لم تجد إجابات واضحة، فتوقف فورًا عن المتابعة 2. هل يذكر مصادر علمية؟، المحتوى الصحي الموثوق يعتمد على: دراسات محكمة. إرشادات طبية رسمية. مراجع دولية معروفة. أما العبارات من نوع "هناك دراسة تقول" دون ذكر أي مصدر فهي علامة خطر. 3. احذر من الوصفات السحرية مثل: "علاج السكر نهائيًا"، "خس 10 كيلو في أسبوع"، "دواء واحد يطرد السموم". هذه العناوين لا يستخدمها الطب... بل يستخدمها التضليل. 4. تذكر قاعدة ذهبية: لا دواء بلا طبيب يجب ألا توقف أو تبدأ أي علاج بناء على فيديو أو منشور. الأطباء وحدهم مسؤولون عن التشخيص. 5. تحقق من الجهة التي نشرت المحتوى المؤسسات الإعلامية الوطنية والمواقع الطبية المعتمدة تقدم معلومات دقيقة، أما الصفحات العشوائية فتمثل خطرًا مباشرًا. 6. راجع موقع وزارة الصحة الوزارة تنشر باستمرار بيانات وتصحيحات للشائعات الصحية، ويمكن الاعتماد عليها كمرجع أساسي. 7. انتبه للغة المستخدمة المحتوى المضلل غالبًا يعتمد على: إثارة الخوف. المبالغة. الهجوم غير المنطقي على المؤسسات الصحية. اللغة الهادئة العلمية هي الأكثر موثوقية. أمثلة على المحتوى الذي يجب الحذر منه فيديوهات يديرها ما يُسمّى "خبير تغذية" دون شهادة علمية. وصفات مختلطة بالأعشاب تزعم علاج السرطان أو الضغط أو الكبد. فيديوهات تهاجم اللقاحات والأدوية دون دليل علمي. انتقادات غير موثقة لأطباء أو منشآت طبية بهدف جذب المشاهدات. بوابة أخبار اليوم: الوعي مسؤولية وطنية إن الحفاظ على صحة المواطن المصري هو جزء من الأمن القومي، والمعلومات الطبية المغلوطة ليست مجرد "رأي"، بل قد تكلّف المجتمع صحة، ومالًا، وحياة. ومن مسؤوليتها الوطنية، تؤكد بوابة أخبار اليوم أن مواجهة الشائعات الصحية تبدأ من: تعزيز الوعي. نشر المعرفة العلمية. دعم المؤسسات الصحية الرسمية. تشجيع المواطنين على التحقق من مصادر معلوماتهم. فالوعي ليس خيارًا، بل هو خط الدفاع الأول عن صحة المصريين. المحتوى الصحي المضلل على مواقع التواصل يمثل خطرًا حقيقيًا، لكن كشفه ليس صعبًا إذا امتلك المواطن الأدوات الصحيحة. وبالتزام القارئ بالنقاط السابقة.