لا ينتبه كثيرون للتغيرات التي تصيب العين في مراحلها الأولى، خاصة عندما تبدو بسيطة أو شبيهة بالحساسية والإرهاق المعتاد،لكن بعض هذه العلامات قد يكون مؤشرا على أحد أخطر الاضطرابات المرتبطة بالغدة الدرقية، وهو مرض الغدة الدرقية العيني، الذي قد يتطور بهدوء حتى يسبب مشكلات بصرية دائمة إذا لم يشخص مبكرا. اقرا أيضأ|بينها الصداع والحمى.. 8 أعراض للإصابة بجدري القرود يعد مرض الغدة الدرقية في العين حالة مناعية يهاجم خلالها الجهاز المناعي العضلات والأنسجة المحيطة بالعين، ما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض تشمل جحوظ العينين، وجفافهما، وتورمهما، وحساسية الضوء وازدواج الرؤية، وغالبا ما يرتبط هذا المرض باضطرابات الغدة الدرقية، وخصوصا مرض جريفز، لكنه قد يظهر أيضًا لدى المصابين بقصور الغدة الدرقية أو حتى لدى من يملكون معدلًا طبيعيًا للهرمونات. وحذر الدكتور كومار ساواركار، استشاري جراحة العيون بمستشفى NIO الهندي، من خطورة تجاهل علامات المرض، مشيرا إلى أن الالتهاب المصاحب له قد يمتد إلى العضلات والجفون والأنسجة الداعمة للعين، ومع تفاقمه يمكن أن يسبب فقدانا شديدا في البصر. علامات مبكرة لا يجب تجاهلها يؤكد الأطباء أن صعوبة التعرف على المرض في بدايته ترجع إلى تشابه أعراضه مع مشكلات العين الشائعة، ومن أبرز العلامات التي قد يلاحظها المريض: احمرار وتهيج بسيط دموع زائدة تورم حول العين جفاف أو إحساس بالرمل ألم في العين صداع متكرر رمش سريع رؤية مزدوجة ويشير الخبراء إلى أن كثيرًا من المرضى لا يلجؤون إلى الفحص الطبي في هذه المرحلة، ما يسمح للمرض بالتقدم بسرعة. كيف يتطور المرض؟ تمر الحالة عادة بمرحلة التهابية نشطة قد تخف لاحقًا، لكن الضرر لا يختفي دائما، فالتندب في الأنسجة المحيطة بالعين قد يمنعها من العودة إلى وضعها الطبيعي، وقد تتأثر أجزاء مهمة مسؤولة عن الرؤية. ومع تقدم المرض تتفاقم الأعراض، ومنها: انكماش الجفن ازدواج الرؤية حساسية شديدة للضوء صعوبة إغلاق العين بالكامل أهمية التشخيص المبكر يشدد الأطباء على أن الكشف المبكر هو العامل الأكثر تأثيرًا في حماية عصب العين ومنع المضاعفات طويلة الأمد، فالعلاج يكون أكثر فعالية عندما يكون المرض في مراحله الالتهابية الأولى. وفي حال تأخر التشخيص، تزداد احتمالات حدوث مشكلات خطيرة مثل: ازدواج رؤية مزمن انكشاف القرنية سوء وضع الجفن ضعف بصري قد يصبح دائمًا التوعية.. خط الدفاع الأول يشير الخبراء إلى أن غالبية مرضى اضطرابات الغدة الدرقية لا يدركون أن الأعراض التي تظهر على أعينهم قد تكون مرتبطة بحالتهم الهرمونية، ولذلك يمثل الوعي دورا أساسيا في اكتشاف المرض مبكرا وتجنب تداعياته، مع ضرورة متابعة أي تغيرات بصرية واللجوء للفحص الطبي سريعا. فالمراقبة المستمرة والعلاج المبكر قادران على الحفاظ على البصر وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل. مرض الغدة الدرقية العيني قد يبدأ بأعراض خفيفة لا تلفت الانتباه، لكنه يحمل وراءه مخاطر كبيرة على الرؤية إذا ترك دون متابعة،والوعي بهذه العلامات، خصوصًا لدى مرضى الغدة الدرقية، يضمن فحصا مبكرا وعلاجا فعالا يمنع المضاعفات ويحمي صحة العين.