الأنيميا من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا بين تلاميذ المدارس، ويعود ذلك غالبًا إلى العادات الغذائية غير السليمة ونقص العناصر الضرورية لتكوين خلايا الدم الحمراء. ويؤثر نقص الحديد بشكل مباشر على مستوى التركيز والانتباه والتحصيل الدراسي للأطفال، مما يجعل الوقاية منها جزءًا أساسيًا من دعم صحتهم ومستقبلهم التعليمي. ومع تزايد الضغط الدراسي وارتفاع معدلات استهلاك الأطعمة السريعة منخفضة القيمة الغذائية، تبرز الحاجة الملحة لتوعية الطلاب والأسر بأهمية التغذية السليمة والنشاط البدني والنوم الكافي للحفاظ على مستوى صحي من الهيموجلوبين ودعم الأداء الذهني والجسدي طوال اليوم الدراسي. اقرأ أيضًا | نقص مخزون الحديد.. أجراس تحذير للجسم وطرق علاج الأنيميا تؤكد د. ماريان عزيز، الباحث بقسم طب الأطفال بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أن التغذية السليمة هي حجر الأساس للوقاية من الأنيميا والحفاظ على صحة الأطفال، مشددة على أهمية تناول وجبة الإفطار يوميًا لما لها من دور كبير في زيادة التركيز والطاقة، وأوضحت أن الإفطار الصحي يجب أن يتضمن مصدرًا للبروتين مثل البيض أو الحليب، مع الفواكه الغنية بفيتامين (ج) لتعزيز المناعة. كما دعت إلى ضرورة تنويع النظام الغذائي اليومي ليشمل البروتينات، الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية، مع تقليل السكريات والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة التي تفتقر للقيمة الغذائية. وأشارت إلى أهمية تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة صحية خلال اليوم المدرسي للحفاظ على مستوى الطاقة لدى التلاميذ، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني المنتظم والحد من الجلوس الطويل أمام الشاشات. وأوضحت د. ماريان أن الوقاية من الأنيميا تعتمد على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل: اللحوم الحمراء، الكبدة، البقوليات، الخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ "بعد طهيها جيدًا". وأكدت أن تناول فيتامين C مع هذه الأطعمة يعزز امتصاص الحديد بشكل أفضل، بينما يجب تجنب الشاي والقهوة أثناء أو بعد الوجبات مباشرة لأنها تقلل امتصاص الحديد من الأمعاء. كما شددت على أن مكملات الحديد لا تستخدم إلا تحت إشراف طبي وبعد تشخيص الأنيميا بشكل دقيق، مع ضرورة البحث عن الأسباب المحتملة مثل الطفيليات أو النزيف، مشيرة إلى أهمية فيتامينات B12 وحمض الفوليك لدعم تكوين خلايا الدم الحمراء، فضلا عن ضرورة الاهتمام بالنوم الكافي، والتوازن الغذائي، والنشاط البدني الذين يمثلون منظومة متكاملة للحفاظ على صحة التلاميذ، والوقاية من الأنيميا، وتحسين التركيز والأداء الدراسي. جاء ذلك في فعاليات صالون ابن الهيثم التوعوي، وفي إطار التعاون بين المركز القومي للبحوث والمركز القومي لثقافة الطفل.