لا توجد حوادث تنافس حوادث إطلاق النار في كافة أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتصدر بجدارة عناوين وتقارير الأخبار وتحمل كل قصة تفاصيل مختلفة ولكن تتفق جميعها على وقوع حادث إطلاق نار فردي أو جماعي بشكل يومي يتسبب في صدمة وذعر المواطنين في الشوارع حيث اصبح من المعتاد رؤية أو مصادفة شخص يطلق النار على من حوله. تكشف البيانات والإحصائيات أن أمريكا شهدت بالفعل أكثر من 340 حادث إطلاق نار جماعي فقط في الشهور الاولى من عام 2025، وفقا لمنظمة أرشيف العنف المسلح، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2013 لتتبع عنف السلاح وجمع البيانات عن كل حادث عنف مسلح أبلغ عنه في الولاياتالمتحدة من مصادر متاحة للجمهور، ويأتي تعريف «إطلاق النار الجماعي» على أنه حدث يتضمن إطلاق النار على أربعة أشخاص على الأقل، وفي العام الماضي، بلغ إجمالي حوادث إطلاق النار الجماعي 503 حادث، وفي عام 2023، بلغ عدد الحوادث 659 حادثًا، وتكشف تلك الارقام عن خطورة العنف المسلح الذي يمثل أزمة عامة تتطلب ضرورة سن قوانين أقوى للسيطرة على الأسلحة. آلاف الضحايا تشير بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى استخدام الاسلحة النارية في الجرائم بشكل عام في الحوادث الفردية والجماعية لعام 2023، ويعد أحدث عام نشر فيه بيانات، وشهد مقتل وإصابة حوالي 47 ألف شخص نتيجة إصابات ناجمة عن أسلحة نارية في حوادث قتل فردي وجماعي خلال العام، تشمل القتل بالأسلحة النارية والانتحار بها، وتعد المسدسات السلاح الاكثر استخدامًا في 53٪ من جرائم القتل بالأسلحة النارية والقتل غير العمد في الولاياتالمتحدة، والبالغ عددها حوالي 14 ألف جريمة قتل بالسلاح خلال عام واحد، ثم تأتي البنادق، وهي الفئة التي تشمل الأسلحة النارية التي يُشار إليها باسم «أسلحة الهجوم» في 4٪ من جرائم القتل بالأسلحة النارية، وتحل في القائمة بنادق الصيد المسئولة عن 1٪ من الجرائم أما النسبة المتبقية من جرائم القتل بالأسلحة النارية والقتل غير العمد فقد شملت أنواع أخرى من الأسلحة النارية أو تلك المصنفة ضمن فئة «غير مذكورة». منزل العمدة الأسبوع الماضي تعرض منزل «كريستينا فوجازي» عمدة مدينة بلو سيتي لإطلاق نار من مكان قريب خلال عطلة نهاية الأسبوع تعتقد الشرطة أنه مرتبط بالعصابات، أشارت عمدة المدينة فوجازي إلى أن عائلتها لم تتعرض لأذى، واعتقدت في البداية أن الأصوات كانت ألعابًا نارية، حيث استمعت إلى صوت فرقعة متواصل ولم تتأكد إلا حين تعرضت نافذة المنزل لثقب رصاصة واضح، ثم عثروا في النهاية على عدد من أغلفة الرصاص، تسبب الحادث في إصابتها وعائلتها للصدمة والخوف والقلق لتصرح قائلة: «لم أتخيل يومًا أن رصاصة عشوائية، ستدخل منزلي، غرفة نومي. هذا الحادث يُذكرنا بأننا لسنا بمنأى عن آثار الجريمة، مهما كان منصبنا أو لقبنا، لا أحد منا محصن من الجريمة، كان من الممكن أن يؤدي هذا إلى مقتل أحد أفراد أسرتي»، وأشارت الشرطة إلى أن الجاني مجهول وتسبب إطلاقه للرصاص في اصابة شابين في المنطقة واستمرار عمليات البحث. تجمد القوانين تحمل قضية حيازة السلاح واستخدامه الكثير من التعقيدات حيث لا يمكن تطبيق قوانين للحد من حيازة واستخدام السلاح على الصعيد الوطني دون تشريع بموافقة الكونجرس، الذي عادة ما يُبدي رفضه لتدابير ضبط الأسلحة، حيث لا يوجد أي إجراء رادع للحد من السيطرة على الأسلحة منذ أن وقع الرئيس السابق جو بايدن على قانون المجتمعات الأكثر أمانًا في عام 2022، ويشدد هذا التشريع على التحقق من هوية مشتري الأسلحة النارية، والسيطرة على الأسلحة النارية بعيدا عن مرتكبي جرائم العنف المنزلي والمشتبه بهم، ويساعد الولايات على وضع قوانين تتيح للسلطات سحب الأسلحة من الأشخاص الذين يعتبرون خطرين إلا أن قانون الأسلحة الجديد لا يتضمن قيودًا أكثر صرامة بسبب رفض النواب الديمقراطيين لتمرير قوانين تعمل على حظر الأسلحة الهجومية والتحقق من بيانات جميع معاملات الأسلحة النارية، وانتهى منذ عام 1993 قانون حظر الأسلحة الهجومية الذي أصدره الكونجرس ويعد الإجراء الأكثر تأثيرًا في مجال العنف المسلح. اقرأ أيضا: فى أمريكا.. إحباط مخطط إرهابى فى أعياد الهالوين