إلى جانب متعة الفرجة على تصفيات كأس العالم، يبرز من الخلفية ما لا ترصده العين المهتمة بالمجتمعات وبالسياسة.. فعندما كنت جالسًا أمام مباراة العراق والإمارات، تكررت تساؤلاتى عن منتخبات عربية لا تعبر عن واقع شعوبها.. فبينما الانطباع السائد بأن العراق ما هو إلا طوائف تتناحر فى السر والعلن، إلا أننا نرى فريقها الوطنى بلا طائفية والذين يساندونه فى المدرجات أيضًا بلا طائفية، بل إن الروح الوطنية هى الغالبة، رغم أن الفريق يضم السنى والشيعى والكردى.. وطبعًا لو تابعت منتخبات أخرى مثل سوريا واليمن ولبنان، ستتأكد من أن المجتمعات المتنوعة تقسمها فقط مجموعة صغيرة من الأفراد المتعصبين لطوائفهم يقودون مجتمعاتهم الواسعة المتسامحة نحو التمزيق ''غصبًا عنهم''.. هكذا يظل المُنظِّرون المنحرفون نكبةً على شعوب وطنية بالفطرة تتعرض للتلوث بأجواء سياسية وطائفية مقيتة..