ظهرت طهران هذا الأسبوع وهي تكشف علنًا عن اختبار محرك طائرتها المسيّرة الشبحية "شاهد 161" خلال معرض متخصص في العاصمة الإيرانية. وهذا الظهور العلني، هو سلوك نادر في برامج التسليح الإيرانية التي عادة ما تُحاط بسرية كبيرة – فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول دوافع إيران وتوقيت هذه الرسالة، خصوصًا بعد حرب ال12 يومًا بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، والتي شهدت استخدامًا مكثفًا للمسيّرات والصواريخ الإيرانية. وأشار مُحللون إلى أن خطوة الاختبار هذه محاولة مدروسة لإظهار تطور قدرات الردع الإيرانية في لحظة إقليمية حساسة، ولتأكيد أن المسيّرات باتت عنصرًا محوريًا في الاستراتيجية العسكرية لطهران. اقرأ أيضًا| أسرار «جبل الفأس».. إيران ترفض دخول المفتشين إلى منشأة يٌعتقد أنها نووية اختبار علني غير مسبوق إيران تكشف عن طائرة "شاهد-161" الشبحية بدون طيار#عربي21 pic.twitter.com/3CRY8sRq1N — عربي21 (@Arabi21News) November 14, 2025 أقدمت القوات الجوفضائية التابعة ل الحرس الثوري الإيراني على خطوة لافتة بإجراء اختبار لمحرك الطائرة المسيّرة الشبحية "شاهد 161" أمام الجمهور خلال معرض عسكري في طهران. ويعد هذا النهج جديدًا على إيران التي اعتادت تنفيذ تجاربها الحساسة بعيدًا عن الظهور في وسائل الإعلام، مما يعكس رغبة واضحة في توجيه رسائل سياسية وعسكرية في آن واحد. رسائل بعد حرب ال12 يومًا يرى مراقبون أن هذا الظهور العلني للمسيّرة يبرز تركيز طهران على تعزيز موقع الطائرات غير المأهولة داخل منظومة الردع الإيرانية، خاصة بعد المواجهة المباشرة مع إسرائيل في يونيو الماضي، والتي استمرت 12 يومًا وشهدت إطلاق مسيّرات وصواريخ بالستية بكثافة غير مسبوقة. وتفيد تقديرات عسكرية بأن إيران تريد التأكيد على أن تطوير مسيّراتها مستمر وأنها باتت جزءًا أساسيًا من أدوات الضغط والردع التي تعتمد عليها في أي صراع مستقبلي. وقالت مواقع متخصصة في مجالات الدفاع والأمن والصناعات العسكرية، بينها موقع "أرمي ريكوجنيشن" العسكري، إن إجراء هذا النوع من الاختبارات أمام الجمهور يعد مؤشرًا على ثقة إيران في التقدم التقني الذي حققته، وسعيها لإيصال رسالة مفادها أن قدرات المسيرات الإيرانية تجاوزت مرحلة "السرية" إلى مرحلة "الاستعراض"، في ظل تصاعد المنافسة الإقليمية على تطوير الطائرات غير المأهولة. كما أشار هذا الحدث إلى رغبة طهران في تعزيز صورتها كلاعب تكنولوجي قادر على تصنيع مسيّرات متطورة رغم العقوبات الدولية ونقص الإمدادات التقنية، وهو ما يمنح المحللين نافذة نادرة لرؤية مستوى التقدم الحاصل في هذا القطاع. كيف رأى الخبراء الحدث؟ وأكد الخبراء وفقًا لما أفادت به شبكة «سكاي نيوز»، أن الظهور العلني للاختبار يوفر فرصة للمراقبين الدوليين والإقليميين لتتبع مسار تطوير المسيرات الإيرانية، خصوصًا أن طهران قلما تكشف تفاصيل تقنية أمام الجمهور. ويُعد هذا بدوره رسالة مزدوجة، بين: «طمأنة للحلفاء بأن برنامج المسيرات ينمو بوتيرة ثابتة، وتحذير للخصوم بأن إيران تمتلك قدرات متجددة يمكن استخدامها في أي مواجهة». المواصفات التقنية للطائرة الشبحية «شاهد 161» شاهدوا الاختبار الأرضي لمحرك طائرة "شاهد-161" بدون طيار في حديقة الفضاء الوطنية في طهران. توفر هذه الطائرة بدون طيار المتقدمة للحرس الثوري الإيراني منصة هجومية دقيقة خفية وفعالة من حيث التكلفة وقادرة على مهاجمة الأهداف في الخطوط الأمامية والخلفية. pic.twitter.com/RxrXP8AdmE — ألأحداث ألإيرانية بالعربية (@_iraninarabic) November 13, 2025 تُعد "شاهد 161" نسخة إيرانية مصغّرة مستوحاة من الطائرة الأمريكية الشهيرة RQ-170 Sentinel، التي استولت عليها إيران بعد سقوطها داخل أراضيها عام 2011، وتقوم طهران منذ ذلك الحين بمحاولات متكررة لاستنساخ تكنولوجيا الطائرة الأصلية، سواء في التصميم أو أنظمة التخفي والرصد. يبلغ طول المسيّرة 1.9 متر، فيما يصل عرض الجناحين إلى 5.1 متر، وهي أبعاد تمنحها قابلية عالية للمناورة والتخفي، وتعمل الطائرة بمحرك نفاث صغير يسمح لها بالتحليق بسرعة تتراوح بين 300 و350 كيلومترًا في الساعة. ويصل وزن "شاهد 161" عند الإقلاع إلى 170 كيلوجرامًا، مع قدرة على حمل ما بين 40 و50 كيلوجرامًا من الذخائر أو أجهزة الاستطلاع، ويمكن تجهيزها بقنبلتين موجهتين للاستخدام الهجومي، أو بحمولات متخصصة للتصوير والمراقبة للمهام الاستطلاعية. وبحسب خبراء عسكريين وفقًا لشبكة «سكاي نيوز»، فإن مرونة الحمولة تمنح الطائرة القدرة على العمل كسلاح متجول ضد أهداف عالية القيمة في حال تزويدها برأس حربي، أو كمنصة استطلاع شبحية قادرة على جمع البيانات في بيئات تتطلب التخفي، مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا في التكتيكات الإيرانية الحديثة. اقرأ أيضًا| من ضربات إيران إلى فنزويلا.. هل يعيد ترامب أمريكا إلى حروبها القديمة؟