يُعد المتحف المصري الكبير تحفة معمارية عالمية، من تصميم شركة Heneghan Peng Architects الأيرلندية، التى فازت بمسابقة دولية كبرى عام 2003، شارك فيها أكثر من 1500 مشروع من مختلف أنحاء العالم. رويسين هينيجان المهندسة الأيرلندية وأحد مؤسسي المكتب وصفت لحظة افتتاح المتحف بأنها «مذهلة»، قائلة: «من الرائع أن ترى مخططًا ابتكرناه قبل 20 عامًا يتحول إلى واقع حي». وأضافت: «سر نجاح التصميم هو احترامنا لجيراننا القدامى.. الأهرامات، لم نرد أن نشوه منظرها الخالد عند الخروج من القاهرة، لذلك صمّمنا مبنى المتحف منخفضًا، بحيث يمكن رؤية الأهرامات من جميع المعارض».. وأكدت هينيجان أن المتحف صُمم ليستقبل الضوء الطبيعي، إذ تتحمل القطع الأثرية الحجرية هذا النوع من الإضاءة، ليعيش الزائر تجربة تفاعلية مبهرة مع التاريخ. ◄ اقرأ أيضًا | المصريون بالخارج: المتحف شاهد على عظمتنا وتابعت قائلة: «في هذا الصرح العظيم، حيث يلتقى الحجر بالضوء والزمن، لا يقتصر المتحف على عرض القطع الأثرية فحسب، بل يقدم رحلة إنسانية عبر الحضارة المصرية القديمة. هنا يصبح الزائر شاهدًا لا متفرجًا، بينما يتحول توت عنخ آمون إلى جسر بين مصر القديمة والعالم المعاصر، مؤكدًا أن حضارة الفراعنة ما زالت حية فى قلب العاصمة، مضيئة بروحها التى لا تنطفئ». ورغم أن فريق المصممين لم يحضر الافتتاح، أوضحت هينيجان بتواضع: «إنه افتتاح سياسي ضخم يخص مصر، ومع حضور قادة عالميين يمثل فرصة فريدة لجذب الاهتمام الدولي». وقالت إنها تأمل أن تزور المتحف يومًا مع ابنتيها «لتعيش تجربة التاريخ الحي بنفسها». ◄ الهندسة الأيرلندية تأسست شركة Heneghan Peng Architects فى نيويورك على يد رويسين هينيجان وشيه فو بنج، وكلاهما من مقاطعة مايو فى أيرلندا، وتملك اليوم مكاتب في دبلن وبرلين. وقد اعتُبرت مسابقة تصميم المتحف المصري الكبير واحدة من أكبر المسابقات المعمارية في التاريخ لمبنى كامل، إذ كانت مجهولة الهوية؛ بحيث لم يؤخذ فى الاعتبار حجم أو شهرة المكتب المشارك، وكان الاختيار قائمًا على جودة المشروع فقط. ◄ احترام الجوار توضح هينيجان أن تصميم المتحف جاء احترامًا لمكانه الفريد قرب الأهرامات: «لم نرغب في تشويه منظر الأهرامات عند الخروج من القاهرة، لذلك جعلنا المبنى منخفضًا ومتدرجًا مع طبيعة الأرض، كما أن التصميم يتيح رؤية الأهرامات من معظم قاعات العرض، وكأنها القطعة الأثرية الكبرى في المتحف كله».. وتابعت: «فتحنا المتحف أمام ضوء الشمس الطبيعي ليبقى نابضًا بالحياة، وليشعر الزائر أنه في حضرة التاريخ، لا فى قاعة مغلقة». واختتمت بقولها: «هذا المشروع ليس فقط مبنى معماريًا، بل رسالة احترام للتراث الإنساني، وحوار بين الماضي والحاضر».