فى مشهد يجمع بين الفن والخلود، أصدرت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة عملات تذكارية غير متداولة من خام الذهب والفضة توثق معالم المتحف المصرى الكبير، باعتباره أحد أبرز المشروعات الحضارية التى تقدمها مصر للعالم فى العصر الحديث. اختيار واجهة المتحف المهيبة لتكون رمزًا على العملة لم يأت صدفة، بل لأنها تمثل وجه مصر الحضارى الجديد، وجسرًا بين مجد الأجداد وإبداع الأحفاد، لتصبح العملة فى حد ذاتها قطعة فنية تروى قصة صرح يليق بعظمة التاريخ المصرى. العملة الذهبية التذكارية الواجهة التي تحاكي الأهرامات قبل أن يعبر الزائر بوابة المتحف متجهًا إلى البهو العظيم حيث يقبع تمثال الملك رمسيس الثاني، يتوقف أمام الواجهة المهيبة التي تخطف الأنظار بجمالها وبساطتها في آن واحد. تبلغ واجهة المتحف 600 متر عرضًا و45 مترًا ارتفاعًا، وقد نفذت بأيادٍ مصرية وخامات محلية خالصة، في رسالة قوية للعالم أن الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد. تمت كسوتها بالرخام المصري المستخرج من محاجر سيناء، وهو الرخام ذاته الذي استخدمه المصري القديم في نحت تماثيله ومعابده، وكأن المتحف يواصل اللغة الجمالية نفسها التي تحدث بها الفراعنة منذ آلاف السنين. أما أجناب المدخل الرئيسي، فهي تزدان بخراطيش ملوك مصر القديمة التى تفتح ذراعيها مرحبةً بزوار الحضارة. فكرة معمارية مستوحاة من الشمس والأهرامات تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يُوضع حجر الأساس عام 2002 في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة. وبالتعاون مع اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، أُعلنت مسابقة معمارية دولية فاز بها مكتب Heneghan Peng Architects الأيرلندي، الذي ابتكر تصميمًا عبقريًا يعتمد على امتداد أشعة الشمس من قمم الأهرامات الثلاثة لتلتقي في كتلة مخروطية تمثل المتحف نفسه، في إشارة رمزية إلى استمرارية الحضارة من الماضي إلى الحاضر. من الفكرة إلى الصرح الأعظم بدأت أعمال البناء الفعلية عام 2005، وتلاها إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2006، الذي افتُتح عام 2010 ليكون بيت الحياة الجديدة لمقتنيات المتحف قبل عرضها. وخلال عام 2021 اكتمل تشييد مبنى المتحف بمساحة تفوق 300 ألف متر مربع، تضم قاعات عرض ومساحات مؤتمرات ضخمة، ليصبح المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم، وصرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا عالميًا متكاملًا. المتحف المصرى الكبير رمزية العملة التذكارية عندما قررت مصلحة سك العملة توثيق هذا المشروع بعملات ذهبية وفضية، لم تضع على وجوهها مجرد مبنى، بل وضعت وجه مصر الجديد، فكل تفصيلة على واجهة المتحف المنقوشة على العملة تحمل رسالة فنجد الذهب يرمز إلى الخلود، والفضة إلى النقاء، أما النقش فيجسد الرؤية البصرية لمصر الحديثة وهي تقدم للعالم هدية بحجم التاريخ.