◄ مدير متحف الآثار بمكتبة الأسكندرية: أجريت فحوصات شاملة للتأكد من سلامة «رمسيس» ◄ الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار: أجرينا مُحاكاة قبل نقل تمثال رمسيس بتمثال آخر نفس الوزن والحجم من بين ملامح المجد المصري القديم، يظل تمثال الملك رمسيس الثاني شاهداً فريداً على عبقرية المصري القديم وقدرته على تحدي الزمن، وتتأهب مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، حيث يسطع هذا التمثال الضخم في قلب البهو العظيم، كأنه يعود إلى الحياة مجدداً بعد رحلة استمرت أكثر من نصف قرن، تنقل خلالها بين ميت رهينة وميدان رمسيس، قبل أن يستقر أخيراً في أبهى صروح الحضارة المصرية الحديثة. رحلة هذا التمثال لم تكن مجرد عملية نقل أثر ضخم يزن أكثر من 83 طناً، بل كانت ملحمة علمية وهندسية وإدارية، عكست مدى إصرار الدولة المصرية على الحفاظ على تراثها في أصعب الظروف، وتجسيداً لفكرة أن الحضارة لا تُنقل فقط بالأيدي، بل تُصان بالإرادة والعلم. «بوابة أخبار اليوم » تلقي الضوء على المراحل الإجرائية والإدارية لعملية النقل الأخيرة، لتمثال الملك رمسيس، خاصة بعد تولي الإشراف على المشروع في عام 2011، وكيف تم تسجيل التمثال ليصبح القطعة الأثرية الافتتاحية والرمزية للمتحف تحت اسم «G.E.M. Number One». ◄ مراحل نقل تمثال الملك رمسيس في البداية، يشير حسين عبد البصير، المشرف العام على المتحف المصري الكبير سابقا، ومدير متحف الآثار في مكتبة الأسكندرية، إلى أن تمثال الملك رمسيس كان في منطقة «ميت رهينة» التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، موضحًا أنه تم نقل التمثال في عام 1954، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى ميدان رمسيس، الذي كان يُعرف قديمًا باسم «باب الحديد»، وهو اسم أُطلق على محطة القطار الموجودة هناك. وأشار إلى أنه في عام 2006، تقرر نقل هذا التمثال مجددًا، موضحًا أنه عندما تولى المسؤولية ك مشرف عام على هذا المشروع في عام 2011م، كان التمثال يتبع منطقة أثرية تُسمى «منطقة أسرة البابا»، موضحًا أنه تم نقله إلى المتحف المصري الكبير، وتم تسجيله ليحمل الرقم «G.E.M. Number One»، أي قطعة المتحف المصري الكبير رقم واحد، وذلك لكونه القطعة الأثرية رقم واحد التي استقبلت في المتحف. ◄ فحوصات شاملة للملك وأكد أنه تم استقبال التمثال بتقدير واهتمام بالغين، مع إجراء فحوصات شاملة للتأكد من سلامته والحفاظ على عملية ترميمه، خاصة وأن التمثال قد نُقل من قاعدته الصلبة، وقد كان نقله حدثًا عظيمًا احتفلت به كافة وسائل الإعلام، ووصل إلى أرض المشروع. وتابع: «بعد ذلك، وتحديدًا في الخامس والعشرين من شهر يناير لعام 2018م، دخل التمثال، الذي يزن حوالي 83 طنًا، إلى أرض المتحف وتحديدًا في البهو العظيم أو الأتريوم، ليكون في مكان الاستقبال الرئيسي للزائرين». وأوضح أنه كان هناك تخطيط سابق لإحضار تمثال آخر يخص ابنته «ميريت آمون» من منطقة أخميم في محافظة سوهاج بصعيد مصر، ليوضع بجانب تمثال رمسيس. ولكن بسبب الصعوبة التي كانت ستكتنف عملية النقل، تقرر إبقاء تمثالها في موقعه الأصلي. واختتم: «وبذلك، لم يبق تمثال رمسيس وحيدًا تمامًا في المتحف، فهو يستقبل الزائرين ويُعد معلمًا بارزًا مشهورًا هناك، حيث يحرص الجميع على التقاط الصور بجواره. جدير بالذكر أن المسلة المعلقة الموجودة في الساحة تعود أيضًا إلى عصر رمسيس الثاني، وقد أُحضرت من منطقة «تانيس» في شرق الدلتا بمحافظة الشرقية. ◄ سيارة وقفص حديدي وفي السياق، يوضح محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار والمُشرف على المتحف المصري الكبير خلال أحداث يناير 2011، أن هناك تحديات جمة واجهت عملية نقل تمثال رمسيس الثاني، وهي تعد القطعة الأثرية الأهم «القطعة رقم واحد»، التي اُختيرت للعرض في المتحف المصري الكبير. وأضاف أن أول تحدي هو ضخامة التمثال ووزنه، مما دفع بعض الخبراء إلى اقتراح «تقسيمه إلى قطعتين»، خوفًا من كسره أثناء النقل ككتلة واحدة، لكن تم وضع خطة لنقل التمثال ككتلة واحدة وبأمان تام، باستخدام سيارة مجهزة ووضعه داخل قفص حديدي. وتابع «عبد المقصود»، أن التحديات اللوجستية على الطريق كانت تشكل تحديًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن عبور التمثال لكباري فوق النيل والمرور بمناطق وحارات ضيقة، كان من المخاطر والمهام الصعبة، موضحًا أنه لضمان نجاح عملية النقل وتفادي الكسر، تم إجراء محاكاة كاملة «بروفة»، باستخدام تمثال بديل يحمل نفس الحجم والوزن للتمثال الأصلي، وذلك لاختبار الخطة والتأكد من تأثيرها قبل الشروع في النقل الفعلي، حتى وصل التمثال إلى مقر المتحف المصري الكبير بنجاح.