يشهد الإعلام المصري استعدادات مكثفة لاستقبال حدث تاريخي طال انتظاره، هو افتتاح المتحف المصري الكبير بعد ساعات، اليوم السبت. ومع اقتراب الموعد، تتسابق القنوات الفضائية لتقديم تغطية تليق بعظمة الحدث الذي يمثل لحظة فارقة في تاريخ الثقافة والحضارة المصرية. وبين الخطط الميدانية والبث المباشر والبرامج الوثائقية، تتجه أنظار الإعلاميين إلى كيفية تحويل هذا الافتتاح إلى عرض عالمي يبرز ريادة مصر في حفظ تراثها وصناعة صورة جديدة تجمع بين الماضي العريق والمستقبل المشرق. "أخبار النجوم" تابعت مع نخبة من الإعلاميين رؤيتهم وخططهم لهذا الحدث التاريخي، وكيف تستعد القنوات لتغطيته بالشكل الذي يليق بمكانة مصر العالمية. يقول خالد الأتربي، رئيس القناة الفضائية المصرية: الاحتفال بهذا الحدث العالمي بدأ مبكرًا في القناة الفضائية، حيث عرضنا خلال الأيام الماضية تقارير وبرامج عن المتحف وأهميته وموقعه الاستراتيجي، والتاريخ والحضارة بين الماضي والحاضر. وسننقل الحفل على الهواء مباشرة وفقًا لاستراتيجية الهيئة الوطنية للإعلام، على أن تُبثّ الفعالية عبر القناة الفضائية الأولى وفضائية أمريكا وكندا، ليصل الحدث إلى العالم بأسره. كما تم تخصيص فريق على أعلى مستوى لتغطية الحدث. ويضيف افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عالمي محط أنظار الجميع، ويُعد ترويجًا سياحيًا غير مسبوق على غرار حفل نقل المومياوات الملكية. كل الزوار من مختلف أنحاء العالم سيحضرون، كما سيشارك رؤساء وملوك في يوم الافتتاح. نحن نفتخر بأننا أبناء مصر. رسالة للعالم من جانبه يقول الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين: نحن كمصريين قبل أن نكون إعلاميين ننتظر هذا الحدث الجلل في الأول من نوفمبر بفخر واعتزاز. هناك إرادة مصرية، برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت مصر والمنطقة العربية في سباق العالمية، والمتحف المصري الكبير أحد أهم أدوات هذه الرؤية. ويضيف: يجب علينا كإعلاميين وصحفيين أن نتعاون لإيصال هذه الرسالة إلى العالم بلغاته المختلفة. ولهذا نعقد في نقابة الإعلاميين لقاءات دورية مع عدد كبير من الإعلاميين حول أهمية الحدث وطرق تغطيته، بالتعاون مع وسائل الإعلام المصرية والأجنبية داخل مصر لإخراجه بالشكل اللائق. ويؤكد: مصر تقطع خطوات جادة نحو العالمية، وافتتاح المتحف من أبرز تلك الخطوات التي تبرهن أن مصر دولة حضارة، يتطلع الجميع لزيارتها ورؤية آثارها وفك طلاسمها. وأطالب القنوات المصرية بالتنوع في عرض الإرث الحضاري والإنجازات الحديثة، بما يعكس النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي. حدث استثنائى يقول الإعلامي حسام الدين حسين المذيع بقناة المحور: إنه حدث استثنائي ليس في تاريخ مصر فحسب، بل في تاريخ البشرية بأكملها. فالمتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين. المتحف ليس مجرد مكان لعرض مقتنيات أعظم حضارة عرفها التاريخ، بل يضم مجموعات أثرية نادرة تعود إلى ما قبل عصر الأهرام، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لدراسة تاريخ الإنسان. ويضيف: المتحف مؤسسة علمية متكاملة ومشروع ثقافي ضخم يضم فعاليات متنوعة ومعامل ترميم تُعد الأكبر عالميًا. إنه صرح يؤكد مكانة مصر الثقافية والحضارية، وبوابة للعالم يرى من خلالها الفنون والمواهب المصرية في أبهى صورها. ويتابع: العالم يتابع الحدث كما تابع حفل نقل المومياوات، ودورنا كإعلاميين هو تسليط الضوء على هذا المشروع باعتباره إنجازًا يخدم البشرية. وخلال أيام الافتتاح الثلاث سنُبرز جهود كل العاملين في إخراج المتحف بهذا الشكل المشرف، من مهندسين وعلماء آثار ومخططين، تقديرًا لعطائهم المستمر على مدار سنوات. رسالة سياسية ناعمة يقول الإعلامي محمد عبد الله المذيع بقناة الغد: بطبيعة هذا الحدث التاريخي، ستتجه أنظار العالم إلى مصر. شبكات التلفزيون العربية والعالمية تستعد لتغطية الافتتاح الكبير، وسيكون للإعلام دور محوري في نقل الصورة بكل زخمها الحضاري والثقافي. ويضيف: افتتاح المتحف في هذا التوقيت يمثل تحديًا كبيرًا، لا يمكن فصله عن المشهد الأوسع لمصر عام 2025. فإلى جانب المنجز الثقافي، تشهد البلاد حراكًا دبلوماسيًا وسياسيًا غير مسبوق. ومصر اليوم ليست فقط صاحبة حضارة تُعرض في المتاحف، بل لاعب محوري يُعاد إليه الاعتبار على طاولة القرار الدولي. ويتابع: المتحف ليس مجرد صرح حضاري أو معماري، بل بوابة زمنية تربط بين مجد الماضي وآمال الحاضر وآفاق المستقبل. وكمذيع أخبار مصري، أراه تتويجًا لمسيرة وطن يسعى لترسيخ هويته التاريخية على خريطة الثقافة العالمية. افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مناسبة فنية أو أثرية فحسب، بل رسالة سياسية ناعمة تعكس وعي الدولة بقوة التاريخ كأداة دبلوماسية. فعندما تفتح مصر أبواب أحد أكبر متاحف العالم، فإنها تعرض سردية أمة ما زالت تصنع التاريخ. ويختتم حديثه قائلًا: في سياق النهضة الثقافية الحالية، فوز مصر بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو ممثلة في الدكتور خالد العناني لم يكن صدفة، بل ثمرة سياسات واعية ودبلوماسية ثقافية أثبتت فاعليتها. كما نجحت الدبلوماسية المصرية في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، وتهدئة النزاع بين إسرائيل وإيران، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي في الموقف المصري المتوازن. إلى جانب ذلك، أظهر التعاون المصري الأوروبي في ملفات الهجرة والطاقة أن مصر تتحدث اليوم بلغة العصر دون أن تتخلى عن ثوابتها. وأخيرًا، فوز أرض الكنانة بجائزة "أفضل وجهة سياحية تراثية" من منتدى السياحة العالمي يؤكد أن مصر لا تكتفي بعرض التاريخ، بل تصنع القرار الثقافي العالمي. "هبة النيل تفتح ذراعيها للعالم لتقول: هنا التاريخ، هنا نبع الحضارة، وهنا أرض السلام والمحبة." ريادة مصرية تقول المذيعة ناردين حبيب من قناة إكسترا نيوز: فخورة مثل أي مصري ينتظر هذا الحدث ومتحمسة لمشاهدته، سواء من قلب الحدث أو عبر الشاشات، ففي الحالتين سنشهد مشهدًا لا يقل روعة عن حفل نقل المومياوات أو افتتاح طريق الكباش عام 2021. والأجمل أن الافتتاح يأتي بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمة السلام في شرم الشيخ. إنه حدث في وقت تشعر فيه الدولة والمنطقة بالاعتزاز بدور مصر وريادتها، الممتدة منذ فجر التاريخ. وأضافت: أول ما يخطر ببالي عند متابعة التغطية الإعلامية هو أغنية "مصر عادت شمسك الذهب". الحملة الترويجية التي سبقت الحدث بأسابيع كانت كفيلة بجذب الأنظار، إذ شارك مصريون وعرب في الاحتفال مبكرًا عبر مواقع التواصل بنشر صور رائعة بتقنية الذكاء الاصطناعي ومنشورات عن تاريخ مصر، ما خلق حالة من الترقب والفخر. كنت محظوظة بزيارة المتحف خلال الافتتاح التجريبي، وكان رائعًا؛ فالعرض منسق بطريقة مبتكرة، والمرشدون يقدمون الشروحات بأسلوب بسيط وجذاب، وهناك مسارات خاصة للأطفال. أتوقع افتتاحًا عالميًا مشرفًا نفتخر به جميعًا تجربة سياحية متكاملة تقول المذيعة أيتن شلبي من الإذاعات الدولية والبرنامج الأوروبي: إنه حدث عالمي فريد من نوعه، يضم مجموعة استثنائية من القطع الأثرية النادرة وتصميمًا معماريًا يجمع بين الأصالة والحداثة. المتحف يمثل الحضارة المصرية القديمة بطريقة لا تشبه أي متحف آخر، وسيكون وجهة ثقافية وسياحية مهمة لكل زائري مصر. وعن التغطية الإعلامية تقول: ستستمر التغطية على مدار ثلاثة أيام، تتضمن استضافة المختصين والزوار والشخصيات البارزة، مع التركيز على شرح ما بداخل المتحف الذي يضم مائة ألف قطعة أثرية نادرة من مختلف العصور، منها مقتنيات لتوت عنخ آمون لا مثيل لها في أي متحف آخر. كما يعتمد المتحف على تقنيات العرض التفاعلي ثلاثي الأبعاد، ويُعد أكبر من متحف اللوفر نفسه، ما يجعله قادرًا على استقبال ملايين الزوار. وبما أن موقعه الاستراتيجي بالقرب من أهرامات الجيزة يتيح تجربة سياحية متكاملة، فستركز تغطيتنا على شرح محتوياته واستعراض ردود أفعال العالم تجاه هذا الحدث العظيم. ما يميز الإذاعات الدولية أنها تبث بعدة لغات لتصل الرسالة إلى كل شعوب العالم، بينما يعرض البرنامج الأوروبي التغطية بلغات محدودة، لكنه يوازيها في الأهمية والدقة. اقرأ أيضا: شاشات عملاقة بالميادين لنقل احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير بالمنوفية