في كل مرة تتجه فيها أنظار العالم نحو مصر، يكون السبب واحدًا دائمًا: الحضارة التي لا تموت، واليوم بعد ساعات قليلة، تشهد مصر لحظة فارقة في التاريخ الحديث مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الصرح الأثري والثقافي الأضخم في العالم المخصص لحضارة واحدة الحضارة المصرية القديمة ليكتب المصريون فصلًا جديدًا من الإبداع والإنجاز على أرض الفراعنة. «مطار سفنكس الدولي».. بوابة مصر الفرعونية إلى العالم - مصر على موعد مع التاريخ يقول محمد فاروق عجمي، مفتش آثار، إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى حجري ضخم، بل جسر حضاري يمتد من أعماق الماضي نحو المستقبل، ليعيد سرد قصة مصر القديمة بعيون معاصرة. ويضيف أن التصميم المعماري للمتحف، المطل مباشرة على أهرامات الجيزة، يجسد عبقرية فريدة تمزج بين الأصالة والحداثة، ليبدو المتحف كامتداد طبيعي للمشهد الفرعوني الخالد. - تحفة معمارية بمقياس حضارة يمتد المتحف على مساحة تقترب من 490 ألف متر مربع، ليُعد بمثابة مدينة كاملة للحضارة. وفي قلبه يتربع الدرج العظيم، الذي تصطف على جانبيه تماثيل ملوك مصر العظام، في مشهد مهيب يمتد على ارتفاع ستة طوابق، لتشعر وأنت تصعده وكأنك ترتقي درجات التاريخ ذاته. - كنوز الملك الذهبي .. لأول مرة في مكان واحد لأول مرة في التاريخ، تُعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون أكثر من 5000 قطعة أثرية في مكان واحد داخل قاعات عرض مهيأة بأحدث التقنيات العالمية. من القناع الذهبي الشهير، إلى العجلات الحربية والأسلحة الملكية، تحكي كل قطعة قصة ملك شاب عاش قصيرًا لكنه خُلّد للأبد، لتبقى مقتنياته شاهدة على عبقرية الفن المصري القديم. - مدينة للثقافة والمعرفة المتحف المصري الكبير لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يُعد مدينة متكاملة للثقافة والتراث، تضم مركزًا عالميًا لترميم الآثار، ومتحفًا مخصصًا للأطفال، وقاعات عرض تعليمية حديثة، بالإضافة إلى مناطق خدمية ومطاعم ومساحات ترفيهية تجعل زيارة المتحف تجربة ثقافية متكاملة. - حدث ينتظره العالم منذ بداية المشروع، استقبل المتحف وفودًا من رؤساء وملوك وشخصيات عالمية أعربوا جميعًا عن انبهارهم بعظمة الفكرة ودقة التنفيذ. واليوم، ومع لحظة الافتتاح الرسمي، ستكون مصر محط أنظار العالم وهي تقدم للعالم أجمع تحفة معمارية وإنسانية تليق بتاريخها ودورها الحضاري الممتد منذ سبعة آلاف عام. - مصر تصنع التاريخ من جديد ليس المتحف المصري الكبير مجرد بناء ضخم من الحجر والزجاج، بل رمز لروح مصر الحديثة التي تجمع بين مجد الماضي وطموح المستقبل، إنه رسالة إلى العالم بأن الحضارة التي علمت البشرية معنى الفن والهندسة والإبداع، لا تزال قادرة على الإبهار وستظل دائمًا تصنع التاريخ من جديد.