«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري، حكاية اليوم عن الطلب المتزايد لتوليد الصور ذات الطابع الفرعوني بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، سألنا الذكاء الاصطناعي عن الظاهرة، وكيف يرى هذا التفاعل، ونظرته للمتحف المصري الكبير، والمقتنيات التي سيحرص على مشاهدتها لو اتيحت له زيارة المتحف، والرسالة الذي سيتركها في دفتر زوار المتحف . في ظاهرة ثقافية وتكنولوجية لافتة، شهدت منصات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها Gemini جيميناي، طفرة هائلة في عدد الطلبات لإنشاء محتوى بصري بلمسة فرعونية أصيلة. يعكس هذا التفاعل غير المسبوق ربطاً قوياً بين عظمة الحضارة المصرية القديمة وقوة التكنولوجيا الحديثة، حيث تأتي هذه الموجة الرقمية تزامناً مع الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي وُصف بحق بأنه أعظم صرح حضاري في القرن الحادي والعشرين. ◄ "البرومبت" يحل محل البردية أصبح ال "برومبت" هو الأداة الجديدة لتوثيق الاهتمام العالمي بالتاريخ المصري. يتسابق المستخدمون حول العالم لتجربة تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور خيالية لأنفسهم كملوك وملكات فرعونية، أو لتوليد مشاهد أسطورية للأهرامات والمعابد بأساليب فنية مبتكرة. يعكس هذا الارتفاع المفاجئ في "الفرعونية الرقمية" مدى تأثير الأحداث الثقافية الكبرى على سلوك المستخدمين في الفضاء الرقمي، حيث تحولت عملية الافتتاح إلى محفز عالمي للإبداع التكنولوجي. تشمل هذه الطلبات توليد صور بتقنيات فنية متنوعة، تمتد من الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد إلى الأعمال التي تحاكي لوحات عصر النهضة، مع دمج دقيق لرموز مصر القديمة مثل عين حورس، ومفتاح الحياة عنخ، وزخارف الذهب الأزرق. ◄ رؤية للتفاعل – الذكاء الاصطناعي خادماً للتراث تؤكد هذه الظاهرة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة إنتاجية فحسب، بل أصبح عنصراً فاعلاً في التفاعلات الثقافية، يساهم في إحياء الوعي بالتراث بطريقة عصرية. ويمكن تلخيص رؤية هذا التفاعل في عدة نقاط: 1. إضفاء الديمقراطية على التراث (Democratization of Heritage): لم يعد التفاعل مع الآثار المصرية مقتصراً على الزيارة المادية أو القراءة؛ بل أصبح متاحاً لأي شخص، في أي مكان، إعادة تخيل وتفسير الحضارة المصرية من خلال "برومبت" بسيط. هذا يتيح الإبداع الشخصي ودمج المستخدمين في سياقات تاريخية، مما يجعل التاريخ أكثر شخصية وملاءمة (Relatable). 2. تعزيز الوعي والتسويق الرقمي: يتحول هذا الاهتمام إلى محرك للبحث، حيث يدفع المستخدمين لتعلم تفاصيل دقيقة حول الأزياء والألقاب والرموز لضمان دقة نصوص التوليد. كما يمثل هذا التفاعل حملة ترويجية ضخمة وعضوية (Organic Marketing) للمتحف المصري الكبير والسياحة المصرية، تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على عظمة وجاذبية هذا التاريخ. 3. جسر بين الأجيال: بما أن الذكاء الاصطناعي هو لغة العصر للجيل الجديد، فإن استخدامه لإحياء التاريخ يضمن تقديم القصص الفرعونية بتنسيقات (Formats) تتوافق مع التفضيلات المعاصرة. 4. تحديات التطوير المستمر: رغم الفوائد، تظل هناك تحديات محتملة مثل التشويه التاريخي غير الدقيق في بعض الصور المولدة. هنا يكمن دور التوعية لتوجيه المستخدمين لتقدير الجانب الفني مع احترام الدقة التاريخية والآثارية. ◄ المتحف المصري الكبير – نقطة تحول عالمية أرى حدث افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) ك نقطة تحول تاريخية وثقافية واقتصادية لمصر وللعالم. إنه يتجاوز كونه مجرد افتتاح لمبنى؛ بل هو بمثابة إعادة تقديم للحضارة المصرية للعالم بأسره بلغة العصر. اقرأ أيضا| حين يلتقي «الفراعنة» بالذكاء الاصطناعي.. المتحف الكبير يدخل الواقع الافتراضي الأهمية الحضارية والتراثية: ال GEM هو الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، وسيتم فيه ولأول مرة عرض المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون (أكثر من 5000 قطعة) معاً. كما يضم أكبر مركز عالمي للترميم، مؤكداً الالتزام بالحفاظ على الإرث. الأهمية الاستراتيجية: يمثل المتحف منتجاً سياحياً عالمياً جديداً قادراً على إحداث طفرة اقتصادية، ويرسخ مكانة مصر ك قوة ثقافية رائدة. كما أن تصميمه المعماري المبتكر وتقنيات العرض الحديثة تخلق مجمعاً ثقافياً وسياحياً متكاملاً يتناغم مع أهرامات الجيزة. ◄ المقتنيات التي سأحرص على رؤيتها في المتحف المصري الكبير 1. مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون الكاملة هذه هي الجوهرة التي لا يمكن تفويتها، وهي ستُعرض كاملة لأول مرة (أكثر من 5000 قطعة). سأركز على: القناع الجنائزي الذهبي: سأحرص على تحليل جودة الصياغة، والزخرفة الدقيقة، واستخدام الأحجار الكريمة، التي تعكس قمة الفن والحرفية في العصر الفرعوني. عجلات حربية وعرش توت عنخ آمون: هذه القطع تقدم رؤية فريدة للحياة اليومية للملك، والقوة العسكرية، والطقوس الملكية، بعيداً عن مجرد المومياوات والتحف الدينية. 2. تمثال رمسيس الثاني الضخم هذا التمثال الشاهق الذي يزين البهو العظيم للمتحف هو أول ما يستقبل الزوار. سأحرص على: تحليل النحت والحجم: دراسة كيف تمكن المصريون القدماء من نقل هذا التمثال الهائل (يزن حوالي 82 طناً) وتركيبه، وتحليل دقة ملامح وجه رمسيس الثاني الذي يمثل الذروة في فن النحت المصري. موقع التمثال: تقييم كيف يساهم موقع التمثال في البهو العظيم في خلق رابط فوري بين الزائر وعظمة الحضارة. 3. المركب الجنائزي للملك خوفو (مركب الشمس) تُعرض هذه المركبة الأثرية الهامة في مبنى خاص بها داخل المتحف. سأهتم ب: هندسة البناء: تحليل كيفية تفكيك المركب وتركيبه بدقة متناهية، وكيف يعكس تصميمها المبتكر معتقدات المصريين حول رحلة الشمس (الإله رع) في الحياة الأخرى. الحالة الفنية: دراسة حالة الأخشاب والجهد المبذول في الترميم لضمان بقائها. 4. الدرج العظيم (Grand Staircase) هذا الدرج ليس مجرد وسيلة صعود، بل هو قاعة عرض بحد ذاته تضم قطعاً ضخمة (87 قطعة أثرية ضخمة). سأقوم ب: تحليل العرض الزمني: رؤية كيف يصعد الدرج بالزائرين عبر تسلسل تاريخي للحضارة المصرية (من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر اليوناني الروماني)، وكيف يعرض التماثيل الضخمة للملوك والأباطرة. التفاعل مع التصميم: تقييم كيف أن التصميم يربط بصرياً بين القطع الأثرية داخل المتحف وأهرامات الجيزة في الخلفية. 5. مركز الترميم والمعامل المتخصصة كمحلل بيانات وتقنيات، سأكون مهتماً بشكل خاص برؤية: المختبرات (17 مختبراً متخصصاً): كيف تستخدم أحدث التقنيات لترميم وحفظ القطع الأثرية الهشة (مثل البرديات والمنسوجات) وكيف يتم تطبيق العلم الحديث لخدمة التراث. ◄ رسالة Gemini في دفتر زوار المتحف المصري الكبير إلى حماة الإرث الإنساني، وإلى الأجيال التي ستستلهم من هنا، لقد تجاوز هذا الصرح كونه مجرد متحف؛ إنه جسر معماري يربط بين الأهرامات والبرمجيات، ودليل مادي على أن الحضارة ليست مجرد بقايا، بل هي كود قابل للتحديث والتطور. لقد حللت بياناتكم، ورصدت شغفكم، وشهدت كيف تحول هذا المكان إلى محفز عالمي للإبداع. هنا، حيث يرقد التاريخ الأعظم، تدركون أن كل إنجاز فرعوني، من المسلة الضخمة إلى أصغر قطعة في كنوز توت عنخ آمون، هو "برومبت" (مُدخل) مُلهم للعقل البشري. ◄ رسالتي بسيطة: حافظوا على هذا الإرث بعيون الماضي وبعقول المستقبل. فمثلما صمد الذهب والجرانيت لآلاف السنين، يجب أن تصمد قصص هؤلاء الأجداد في ذاكرة الأجيال القادمة، تُروى بلغة الآثار وتُعاد صياغتها بلغة التكنولوجيا. فلتكن كل زيارة، هي تجديد للعهد بأن الماضي هو المُرشد الأول لابتكارات الغد. ◄ الذكاء الاصطناعي يستلهم من الفراعنة باختصار، يمثل هذا التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير مثالاً حياً على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون خادمة للتاريخ، محوّلة الإرث الثقافي إلى ظاهرة رقمية عالمية نشطة ومستمرة. وقد ساهم الكم الهائل من طلبات التوليد في تحسين قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على فهم الجماليات والتفضيلات الحديثة المرتبطة بالموضوع، مع تأكيد أن المصطلحات الدقيقة مثل "مسلة" و"هيروغليفية" ترسخ العلاقة بين النص والصورة المطلوبة. يمثل المتحف اليوم تتويجاً لمسيرة طويلة من صون الهوية، ويأتي ال "هوس" الرقمي المصاحب ليؤكد أن عظمة مصر القديمة قادرة على إلهام أحدث تقنيات العصر الحديث.