فى مشهد صادم هز منطقة الهرم بالجيزة، استيقظ الأهالى على صرخة طفلة صغيرة ملقاة أمام مدخل عمارة، جسدها يرتجف من الألم، وعيناها مفتوحتان كأنها تقاوم الموت بجوارها شقيقها جثة هامدة، الكل فى حالة ذهول من هول المنظر، بتكثيف تحريات أجهزة الأمن بالجيزة، كشفت لغز الجريمة البشعة، بعد إلقاء القبض على شاب أنهى حياة عشيقته وأطفالها الثلاثة، لتتحول قصة حب محرّمة إلى واحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها الجيزة. بدأت فصول القصة قبل نحو شهر من الجريمة، حين نشبت خلافات أسرية بين المجنى عليها وزوجها، فقررت ترك منزل الزوجية واصطحبت أبناءها الثلاثة معها، دون علم الزوج، الذى حرر محضرًا بغياب زوجته وأبنائه، وخلال فترة غيابها عن منزلها، ارتبطت السيدة بعلاقة غير شرعية مع صاحب محل أدوية بيطرية بمنطقة الهرم، الذى وفر لها ولأطفالها شقة مستأجرة للإقامة معه، واستمرت العلاقة لفترة قصيرة قبل أن تتوتر، بدأ المتهم يشك فى سلوكها، ليقرر الخلاص منها وأطفالها الثلاثة عن طريق السم، وألقى الطفل الصغير فى ترعة المنصورية بعدما رفض تناول عصير مسموم، وبعد جهود مكثفة تم تحديد هوية المتهم، أحمد م. 38 عاماً، صاحب محل لبيع الأدوية البيطرية، وأقر المتهم بوجود علاقة غير شرعية مع المجنى عليها 34 عاماً، أم الأطفال، لكن سرعان ما تحولت العلاقة إلى كابوس، عندما اكتشف المتهم، حسب ادعائه، أن الأم كانت على علاقات أخرى، مما أشعل غيرته وقرر الانتقام، لينفذ المتهم جرمته، حيث أحضر مادة كاوية من محله وهى عبارة عن سائل تنظيف بيطرى ممزوج بعقار طبى ووضعه فى عصير قدمه لزيزي، شعرت بحالة إعياء شديدة، فنقلها إلى مستشفى قصر العينى، مدعياً أنها زوجته ومستخدماً اسماً مستعاراً، ثم تركها وفر هاربا، رحلت زيزى بعد صراع استمر ثلاثة أيام، تاركة أطفالها الثلاثة تحت رحمة الجاني، وخوفاً من افتضاح أمره، قرر التخلص من سيف وجنى ومصطفى، حيث اصطحبهم بحجة التنزه، وأعد عصائر مسمومة بنفس المادة القاتلة، تناول سيف وجنى العصير، بينما رفض مصطفى، الذى كان يملك غريزة طفولية جعلته يشك فى الأمر، فألقاه المتهم فى الترعة، عاد بالطفلين الآخرين إلى الشقة، ومع تفاقم حالتهما، استعان بعامل لديه، رمضان . ص 54 عاماً، لنقلهما بتوك توك إلى مدخل العقار مكان العثور عليهما. كشف لغز الجريمة جاء بسرعة تحريات فريق الأمن بقياده المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث قسم الهرم وقام برصد تحركات المتهم عبر كاميرات المراقبة، التى سجلت التوك توك وهو يقل الطفلين، تتبع الأمن اللوحة، وصولاً إلى رمضان، الذى قاد إلى المتهم الرئيسي، فى المحل، ضبطت كميات من المادة السامة.