احتفالية وطن السلام التى أُقيمت مؤخرًا بالعاصمة الإدارية، تزامنًا مع احتفالات انتصارات أكتوبر، قدّمت رسائل عديدة عن مصر، وعن حكاية الشعب والجيش فى تحويل الهزيمة إلى نصر ساحق فى أكتوبر 1973، بعد الانتصار على إسرائيل واسترداد كل حبة رمل من تراب الوطن بالحرب والسلام. الاحتفالية سردت الدور المصرى العظيم منذ قيام الكيان الصهيونى باحتلال أرض فلسطين وحتى الآن، تشعر بالسعادة على وجه الرئيس السيسى لأنه خاض معارك سياسية وتفاوضية شاقة منذ أكتوبر 2023 وحتى الوصول إلى قمة السلام بشرم الشيخ، التى شهد خلالها العالم بدور مصر ومكانتها وحكمة وشجاعة قائدها. أكثر ما أسعد الرئيس هو تقدير الشعب العظيم للدور الذى قام به فى حماية مصر وكرامتها ودورها التاريخي، عبقرية الشعب المصرى أنه يعرف من يصدقه القول ومن يخدعه، وبمجرد أن يشعر بأن القائد يعمل لصالح الجميع، تجده يلتف حوله ويحمى أفكاره وقراراته، لأنه يدرك أنه مع هذا الرجل سيصل إلى بر الأمان. مصر الكبيرة ما زالت قادرة على صناعة التاريخ، وما زالت تتمسك بالمبادئ والقيم والشرف، سلام مصر نابع من قناعة قادتها وشعبها بأن السلام القائم على الحق وتحميه القوة المسؤولة هو السلام الحقيقى الذى يصون الشعوب من ويلات الحروب، ويضمن الاستقرار والتنمية والعيش فى مجتمع يسعى للبناء لا للهدم. مصر «بفضل الله» كما قدّمت منذ أيام رسالة سلام إلى العالم من شرم الشيخ، ستقدّم بعد أيام قليلة رسالة جديدة إلى العالم من أرض الحضارات، بافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى سيضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، تحكى تاريخ دولة كانت مهدًا للحضارات، وتاريخها شاهد على إنجازات ما زال العالم حتى هذه اللحظة يعجز عن تفسيرها. وبفضل الله، سيستمر الخير على أرض مصر، أرض الناس الطيبين الذين يعرفون قيمة الوطن، ويستطيعون بوحدتهم فرض الإرادة ومواجهة التحديات، لأن عقيدة السلام هى عقيدة البناء والتطور. سلامًا على مصر وقائدها وشعبها وجيشها، وسلامًا لكل شعوب الأرض التى تمد يدها لإقرار السلام والعيش فى طمأنينة وأمان. وتحيا مصر.