في مشهد مؤلم يهز القلوب، شهدت منطقة الكوم الأخضر بالهرم محافظة الجيزة جريمة بشعة تجسد أقصى معاني القسوة وانعدام الإنسانية، طعن وذبح شاب في مقتبل عمره بوحشية على يد مسجل لا يعرف معنى الرحمة؛ وجه للضحية 17 طعنة وحشية في كل أنحاء جسده في مشهد صادم أمام الناس، جريمة مروعة استبدل فيها المتهم الحوار بالعنف والمروءة بالخسة والغدر، تفاصيل اكثر نسردها في السطورالتالية. داخل بيت صغير بشارع جابر علي أحمد بمنطقة ترسا الهرم، نشأ محمد أشرف رجب 30 سنه والشهير ب»اوزعه» «في ظروف قاسية لم يهنأ بحياة طبيعية مثل أقرانه الذين يعيشون بين اسرهم، عاش طفولته بين الحرمان والوجع كان يتيم الأم فبعد سنوات قليلة من ولادته أصيبت والدته بمرض الفشل الكلوي، واشتد عليها الوجع وزادت معاناتها وحينها تخلى عنها زوجها في وقت كانت فيه بأمس الحاجة إلى من يقف بجانبها منذ ذلك اليوم وجد الطفل محمد نفسه بين دموع أمه وآهاتها حتى رحلت وهو في العاشرة من عمره، تاركة له جرحًا لا يندمل، انتقل ليعيش مع جدته العجوز التي كانت تحاول أن تعوضه حنان الأم، لم يكمل تعليمه مرت السنوات وكبر وتحمل المسئولية وخرج للعمل يبحث عن قوت يومه ويجهز نفسه ليتزوج بمن اختارها قلبه «أشرف» كان محبوبًا بين أهالي منطقته لا يبخل على مساعدة الصغير قبل الكبير ورغم ذلك لم يستسلم، علمه الألم الصبر وغرست فيه المعاناة القوة والإصرار على أن يصنع لنفسه مستقبلا أفضل رغم كل ما مر به، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ اثناء ذهابه إلى العمل فوجئ بالمتهم يطلب منه أن يقوم بتوصيله إلى أقرب مستشفى بالمنطقة لكن أشرف يعرف ألاعيب المتهم، فهو المسجل الخطر، وافق اشرف على طلبه ووصله إلى المستشفى بالتوك توك الذي يعمل فيه، حتى يتقي شره وهناك أخبره أن شقيقته في انتظاره لتوصيلها لأحد الأماكن، لم يعجب المتهم كلام أشرف وشعر أنه يتهرب منه، فأمسك به وانهال عليه بالشتائم على مرأى ومسمع الجميع بالمنطقة. الإفطار الأخير استيقظ اشرف صباح يوم الحادث كعادته دون أن يدرك أن ذلك الصباح الأخير في حياته، أعد الإفطار بعناية كما يفعل كل يوم، جلس الى المائدة بجوار جدته وشقيقته «أم أدهم» يتناول بعض اللقيمات في جو يسوده الدفء الأسري، لم يكن أحد منهم يعلم أن تلك اللحظات البسيطة ستتحول بعد ساعات إلى ذكرى موجعة يروي الأقارب والجيران تفاصيلها، تبادل أشرف الحديث مع جدته وشقيقته وأخبرهما بابتسامة أنه سيتوجه إلى عمله على «التوك توك» على أن يعود قبل المساء لانه يحرص على الوقوف إلى جانب صديقه الذي يعقد قرانه في ذلك اليوم مؤكدًا لجدته أنه لا يمكن أن يتأخر عن مساعدته في هذا اليوم السعيد لم تكن جدته تعلم انها ستكون آخر كلمات تسمعها منه. الجريمة ذهب «المجني عليه» كعادته ساعيًا وراء رزقه متجهًا إلى الجراج ليأخذ «التوك توك» الخاص به استعدادًا لبدء يوم عمل جديد، دون أن يدرك أن خطواته تلك ستقوده إلى مصيره المحتوم بينما كان يهم بالخروج إلى الشارع، صدفه المتهم وحاول فرض سيطرته عليه، إذ طلب منه مرافقته إلى مكان ما، لم يتردد محمد أشرف في تلبية طلبه خاصة بعد أن شعر بالخوف من نبرة صوت المتهم الحادة وتصرفاته المريبة وأثناء سيرهما اتجه المتهم إلى أحد الشوارع الجانبية القريبة من منطقة سكنهما وهناك حاول استفزازه والدخول معه في مشادة كلامية تطورت سريعًا إلى محاولة اعتداء ومن شدة الخوف توسل اليه أشرف ألا يستكمل الطريق معه محاولا تجنبب أي صدام مباشر غير أن توسلاته ذهبت أدراج الرياح؛ فقد هاجمه المتهم فجأة وبوحشية موجها اليه 17 طعنة في انحاء متفرقة من جسده ثم استقل سيارة وفر هاربا. بلاغ تلقى رجال المباحث بقسم شرطة الطالبية بلاغًا من أهالي منطقة الكوم الأخضر يفيد بمقتل شاب على يد شخص، على الفور انتقل رجال البحث الجنائي إلى مسرح الجريمة وبالمعاينة تبين أن الجثة لشاب في بداية العقد الثاني من عمره يرتدي كافة ملابسه ومطعون ب 17 طعنة وجرح قطعي بالرقبة، وعقب الفحص والمعاينة أمر رجال المباحث بالتحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة، وبمناقشة الشهود الذين كانوا برفقة المجني عليه في مسرح الجريمة قالوا؛ إن المتهم حاول فرض سيطرته على المجني عليه وإجباره على نقله بالتوك توك إلى المستشفى، لكن المجني عليه رفض فأمسك به المتهم وطعنه على مرأى ومسمع من الجميع في الشارع وهذا ما أكدته تفريع الكاميرات المحيطة بمسرح الجريمة، وعقب ذلك وضع فريق البحث الأكمنة وفي غضون ساعات قليلة تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض المتهم قبل فراره وإحالته للنيابة، التي وجهت له تهمة القتل العمد وامرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات وتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة. شهود كنا هناك في موقع الحادث، الحزن يخيم على المكان تحدثنا مع جدة المجني عليه حيث تخبرك نظراتها المليئة بالدموع عن لوعة فراق حفيدها، قالت الحاجة فاطمة «76 سنة»: بنتي ماتت وسابت لي محمد كان عمره 7 سنوات، ربيته ولما كبرت هو بقى اللي يخدمني، انسان طيب وفي حاله وكل الناس بتحبه، كان نفسي افرح بيه وأجوزه، أنا مؤمنه بالله وقضائه، ولما اشتغل سواق كان يوميا بديني إيراد العربية اللي بيشتغل عليها، قبل ما يشتغل على التوك توك اشتغل فرد أمن في قرية سياحية بالعين السخنه، كان بيغيب بالشهر ويجي 4 أيام فقط، وعشان خايف عليا ساب الشغل واشترى «توك توك» ياريته ما كان ساب شغله في العين السخنه أما شقيقة المجني عليه 32 سنة قالت: يوم الجمعة أنا كنت واقفه قدام باب بيتنا سمعت شباب من الجيران بينادوا عليا ألحقي اخوكي متعور رحت على مستشفى الهرم ما لقيتش أخويا هناك وفجأة لقيت قسم شرطة الطالبية يطلبوا منى التوجه للقسم ولما روحت عرفت انه اتقتل على يد المسجل خطر هذا واسمه اسلام أبو اتاته، أنا لما شفت كاميرات المراقبة لقيت اخويا المجني عليه ماشي مع المتهم هادي ومسالم وبعدين نزل فيه طعنات لمجرد أنه قاله أنا ماشي بعد ما وصله لمشواره، المتهم كان دايما معاه كلب يروع المارة فهو معتاد الاجرام، وفي مرة ساب كلبه على مسن بعدما رفض طلبه يعطيه سيجارة بالرغم أن الرجل الكبير قال له: «أنه لا يدخن»! وقال عم المجني عليه محمد رجب 49 سنة كهربائي سيارات: في ذلك اليوم كنت في عملي كالمعتاد وحينها تلقيت اتصالا من شقيقة ابن اخويا وهي تصرخ اخويا اتقتل، توجهنا إلى القسم وعرفت هناك أن من تسبب في مقتله شخص يدعى «اتاته» والشخص ده معروف في المنطقة أنه سئ السمعة والسلوك، وحمدنا الله أن المباحث تمكنت من القبض عليه قبل هروبه، والآن ليس عائلة أشرف فقط وإنما كل جيراننا ننتظر القصاص من المجرم بالعقاب الذي يستحقه. اقرأ أيضا: الأمن يضبط شخصًا تعدى على آخر وهدده بسلاح أبيض بالجيزة