كان يسعى لأن يصبح ذات قيمة عالية، متخذا من تفوقه التعليمى وسيلة لتحقيق هدفه، وبالرغم من اهتمامه بحياته الدراسية، إلا أنه كان سندا لوالده تاجر الفاكهة، يساعده فى عمله، ويشاركه فى كفاحه، حتى استهواه أن يقود توك توك، لا للعمل عليه وإنما لإشباع رغبته فى اللهو به، ونجح فى الحصول على توك توك من أحد معارفه، حتى قرر أحد أصدقائه تدبير مكيدة له بقتله والاستيلاء على التوك توك، فاستعان ب3 آخريين واستدرجوا الضحية من دار السلام إلى منطقة الطالبية بحجة التنزه ثم انهالوا عليه بالأسلحة البيضاء حتى خارت قواه وفارق الحياة، وتخلصوا من جثته بإلقائها بجانب الطريق واستولوا على التوك توك وفروا هاربين. "اليوم السابع" التقى بأسرة المجنى عليه بمسكنه الكائن بعزبة خير الله بدار السلام، فتحدث والده قائلا "ابنى أحمد بيدرس بالصف الثانى الثانوى، أصغر أولادى، كان سند لى فى تجارتى، كنت بعتمد عليه فى كل حاجة، وفى يوم طلب منه إنه يشتغل زى أصحابه على توك توك، لأنه عايز يبقى زى أصحابه اللى بيسوقوا التكاتك فى المنطقة، لكن أنا رفضت وقولتله كفاية إنك بتساعدنى فى تجارة الفاكهة، وفوجئت بعد كدا إنه اتفق مع صاحب توك توك على قيادته بدون الحصول على مقابل لمجرد إشباع رغبته".
وأضاف والد الضحية "يوم اختفائه فوجئت بصاحب التوك توك يخبرنى إن أحمد ابنى اختفى بالتوك توك، ومرجعش فى الميعاد اللى بيرجع فيه، بدأت أبحث عنه فى كل مكان، فى المستشفيات وفى أقسام الشرطة لكن للأسف موصلتش لأى معلومة توصلنى لمكانه، ولما فقدت الأمل فى العثور عليه، رحت لقسم شرطة دار السلام وحررت محضر باختفائه، وقدمت صور شخصية له لتوزيع نشرة بحث عنه بأقسام الشرطة، وبعدين فوجئت باتصال من رئيس مباحث دار السلام طلب منى الحضور، وأبلغنى أنه تم العثور على ابنى والتوك توك بمنطقة الطالبية، ولما رحت قسم الطالبية عشان أشوفه عرفت من الرائد مصطفى خليل رئيس مباحث الطالبية إن ابنى تم العثور على جثته والتوك توك اللى كان معاه مسروق".
وتابع والد المجنى عليه حديثه قائلا "لما عرفت إن ابنى اتقتل استعوضت ربنا، وقلت كان وديعة واستردها منى، وبدأ ضباط مباحث الطالبية بعد استدعاء صاحب التوك توك ومناقشته، فى إجراء التحريات، وتوصلوا للمتهمين بارتكاب الجريمة، اتضح أنهم 4 متهمين منهم واحد صديق أحمد، استدرجوه عشان يسرقوا التوك توك منه وقتلوه وباعوا التوك توك بمبلغ 5 آلاف جنيه"، ووجه والد الضحية شكره لقسم شرطة الطالبية لجهده فى ضبط المتهمين خلال ساعات من التعرف على الجثة.
والدة الضحية التى أصيبت بحالة نفسية سيئة تحدثت ل"اليوم السابع" عن مقتل نجلها فقالت "أحمد كان شاطر جدا فى المدرسة، وكنت بتمنى له مستقبل كويس فى الدراسة، كنت بخطط له أنه يخلص الثانوية ويدخل الكلية اللى حاببها، لكن قدر الله وما شاء فعل، ومنهم لله اللى كان السبب، لما عرفت أنه عايز يشتغل سواق على توك توك رفضت، وطلبت منه يهتم بدراسته وكفاية أنه بيساعد والده فى تجارته، وقبل اختفائه فوجئت أنه راكب التوك توك وعرفت أنه مرحش المدرسة، ولما سألته قالى أن صاحب التوك توك طلب منه يحتفظ به لحين عودته من منطقة الهرم، وقالى أول ما هيرجع هسلمه التوك توك ومش هركبه تانى".
واستكملت والدة المجنى عليه حديثها "بحثنا عن ابنى فى كل مكان، وخلال فترة البحث ييجى ناس يقولوا إنهم شافوه راكب التوك توك على الطريق الدائرى، ولما نروح نبحث عنه منلاقيش حاجة، لحد ما قسم الطالبية أبلغنا أنه تم العثور على جثة وأن المتوفى مواصفاته متطابقة مع ابنى، ولما رحت المشرحة دخلت وشفت الجثة، واتعرفت عليه واتأكدت إن هو ابنى أحمد، أنا عمرى ما كنت أتوقع أنه يموت بالشكل دا، ابنى الكبير محمد قضى فترة جيشه بسيناء، فى المنطقة اللى بتحصل فيها عمليات إرهابية، وكنت متوقعة أنه يستشهد، لكن إن أحمد هو اللى يموت فدا كان بعيد عن خيالى خالص، منهم لله القتلة، لو كانوا خدوا منه التوك توك وسابوه مكنش هيتكلم ولا يقاوم، أنا بطالب بحق ابنى، وعايزة المتهمين يتعدموا 100 مرة زى ما عذبوا ابنى".
ذكر مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أن أحداث الجريمة كشف عنها بلاغ تلقاه العميد درويش حسين رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة يفيد بالعثور على جثة أحد الأشخاص ملقاة بالطريق الترابى المتفرع من شارع ترعة الإخلاص بالطالبية، فانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة وعثر على جثة شخص مجهول مصاب ب3 طعنات اثنان بالرقبة والثالثة بالصدر، وكشفت التحريات التى أشرف عليها العقيد علاء فتحى مفتش المباحث الجنائية أن الجثة لطالب يدعى "أحمد على محمد" 16 سنة، وتم استدعاء أفراد أسرته الذين تعرفوا عليه.
وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات توصل الرائد مصطفى خليل رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية أن المتهمين بارتكاب الجريمة 4 أشخاص وهم كلا من "حسن.ع.ح" 22 سنة وشهرته "حقنة" و"عادل.ج.ا" و"أشرف.ح.ع" وشهرته "البواب" و"محمد.ف.ش" 22 سنة، وبإعداد كمين للمتهمين تم القبض عليهم عدا المتهم الرابع.
واعترف المتهمون أنهم استغلوا صداقة المتهم الثانى للمجنى عليه واستدرجوه إلى منطقة الطالبية بحجة التنزه معه، ثم انهالوا عليه بالطعنات وتخلصوا من جثته واستولوا على التوك توك وباعوه لأحد الأشخاص، فحرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيق.
