لا أريد أن أُحبط جمهور الزمالك الذى أحبه وأعشقه، ولا أن أزيد من مرارة المشهد، ولكن الحقيقة المُرّة تقول إن الزمالك يعيش أيامًا صعبة، ولا تعرف ما هى الحقائق وما هى الأكاذيب. مجلس الإدارة الحالى جاء بإرادة الجمعية العمومية، عبر انتخابات نزيهة حملت آمالًا كبيرة، لكن ما حدث بعد ذلك كان صادمًا واتسعت الفجوة بين الوعود الانتخابية والإنجازات الفعلية، حتى باتت إدارته بالبركة والمسكنات. أما فريق الكرة، فحالته باتت تعكس حال النادى، يوم ينتصر فنغنى للفن والهندسة، وعشر هزائم تُصيبنا بالعكننة والإحباط ونقول «مفيش فايدة». وبينى وبين المدير الفنى فيريرا رصيد من الكراهية، بعد أن أضاع الأحلام بهزيمته من الأهلى وقضى على الحلم الزملكاوى، وأنعش الخطيب وقائمته وأعاد الاستقرار إلى القلعة الحمراء.. أما جون إدوارد «الرجل الغامض بسلامته» فلا يُمكن أن تُحاسبه أو يُحقق الانضباط والإلتزام والفوز، بدون فلوس «ع النوتة»، هل يُعقل أن يستدين لاعبٌ من زميله ليشترى الطعام؟. أسئلة موجعة لكنها واقعية، وحكايات أخرى كثيرة تُروى فى الكواليس، بعضها يصعب تصديقه، لكن المؤكد أن الشح المالى والإدارى فى كل ركن وخرابة، وقضية أرض أكتوبر هى الأوسع صدى، ويُروّج لها مجلس الإدارة على أنها «كنز على بابا»، وبمجرد عودتها ستتدفق الأموال وتُسدد الديون ويُصبح الزمالك أغنى نادٍ فى مصر. الواقع غير ذلك، والقصة مليئة بالخداع والشفافية غائبة، والأسئلة المشروعة كثيرة: ما حقيقة بيع ال300 فدان؟ وكم السعر؟ وهل كان تنافسيًا؟ وهل تمت الإجراءات القانونية كاملةً بقراراتٍ من مجلس الإدارة وموافقة الجهة الإدارية؟. من هم المشترون؟ ولماذا لم تُعلن أسماؤهم ما دامت الصفقة نزيهة؟ وهل رُوعى عدم تضارب المصالح؟ وهل الموافقات الاستثمارية صريحة أم مستوحاة؟. أين الخطة الاستثمارية التى تُنفَّذ على الأرض إذا عادت للنادى خلال أيام؟ ولماذا لم يتم إشهار شركة استثمارية تتولى مشروعات النادى كما يتطلب القانون؟. أما الظهور المكثَّف لبعض أعضاء المجلس فى البرامج الرياضية.. ضرره أكثر من نفعه لمن لا يمتلك مقومات الظهور، والزمالك ليس بحاجة لنجوم فضائيات يُسابقون بعضهم فى تبرير الأخطاء. الزمالك للأسف سيئ الحظ مع مختلف إداراته، منتخبة أم مُعيَّنة، وكلما اقترب من الاستقرار يسقط فجأة، وأتحسَّر عندما أُشاهد أهم أربعة لاعبين ذهبوا للأهلى ببلاش؛ عاشور وزيزو وبن شرقى وياسر إبراهيم. والحل؟ ليس فى التصريحات ولا توزيع الاتهامات، ولكن فى ضرورة استعادة أرض أكتوبر، وعلى وزارة الإسكان أن تتعامل بروح القانون، وتضع الشروط التى تمنع المتاجرة والفهلوة، قيام شركة متخصصة تدير المشروع فى النور كما ينص القانون. ويحتاج النادى خطة مالية عاجلة لتعويم المرحلة الحالية وإنقاذ الفريق من الانهيار الكامل، ولا جمهوره يستحق أن ينام كل ليلة على أمل جديد ثم يستيقظ على خيبة أمل.. ولا أدرى مدى صلاحية «سيناريو الإسماعيلى»، ولكن الأحلام الجميلة لا يحرسها إلا الفعل والصدق.