«الفهلوة» شعار دائم يرفعه المصريون فى جميع تعاملاتهم سواء فى الحياة اليومية أم فى التعاملات الاحترافية، وحتى الآن لم ندرك أن سبب الكوارث التى نعيشها هى «الفهلوة»، ومنها خروج جميع أفراد نظام مبارك من السجن، ولكن لم يسأل أحد نفسه ما السبب الحقيقى فى خروجهم رغم أن الجميع يعرف كم الفساد الذى استشرى فى مصر خلال فترة حكم مبارك. الشىء الوحيد الذى لم يعتمد على «الفهلوة» هو الفساد، حتى إننا ابتكرنا نظام «الفساد المقنن»، وهو ما سمح لرموز نظام مبارك بتحقيق الخروج الآمن، وهو ما يحدث رياضياً منذ أيام النظام الماضى أيضاً. فالجميع يعلم أن هناك فساداً وسمسرة فى عدد من الصفقات التى يبرمها نادى الزمالك عن طريق وكيل لاعبين واحد فقط، فى حالة عدم دخول اللاعب عن طريقه لا يتم التعاقد معه، ولكن لم يستطع أحد فتح فمه وكشف هذا الفساد «لعدم وجود الأدلة»، وهى نفس العبارة التى خرج بها عدد كبير من رموز نظام مبارك من السجون. الأهلى أيضاً ليس بعيداً عن «الفساد المقنن»، فهناك وكيل لاعبين يجب أن يوقع على كل صفقات القلعة الحمراء، ومنها صفقة فابيو جونيور الشهيرة، وهو الذى أحضره سمير السيد مقابل 600 ألف يورو، ليتعاقد معه الأهلى مقابل 1.2 مليون يورو، لكن لا يوجد أيضاً دليل. وكذلك فى دعم وكالة الأهرام للأهلى الذى لم يتحدث عنه أحد، ولم يظهر تأثيره إلا بعد رحيل حسن حمدى عن رئاسة الوكالة الإعلانية الأقوى فى مصر، لتظهر الأزمة المالية فى الأهلى ويتأخر صرف مستحقات لاعبيه منذ ذلك الوقت. ونفس الأمر فى اتحاد الكرة وعلى مدار عدة مجالس إدارات، لم يستطع شخص إثبات وجود فساد للتفنن فى العمل بنظرية «الفساد المقنن». ألم يحن الوقت للقضاء على تلك الظاهرة التى باتت كالسرطان تنهش فى جسد مصر، فلا ثورة نفعت، ولا إعلام بات قادراً على كشف الحقائق. إلى متى سنظل نقنن الفساد، ونتعامل فى حياتنا اليومية بالفهلوة؟ إلى متى ستبقى مصر فى هذا المستنقع؟ إلى متى سنظل نرى الفساد بأعيننا ونسكت؟ لم يعد الوقت متاحاً لطرح الأسئلة، علينا اتخاذ قرارات حاسمة وفورية، إذا كان هناك من يراعى الله فى هذا البلد، علينا أن نغير ثقافة الفهلوة ونعتمد على العمل بخسارة قريبة ومكسب بعيد، لأن ذلك هو الأمل الوحيد للنهوض سواء فى الرياضة أم فى مصر بصفة عامة. فى الرياضة نحتاج إلى قانون يراعى الفكر الاحترافى بدلاً من القوانين العتيقة، وترك الأندية تتحول إلى شركات احترافية بعيدة عن خزينة الدولة، حتى نلحق بركب العالم المحترف أو أن نظل فى الهوة ونبقى هواة.