فى كل مرة تنظم فيها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ندوة تثقيفية، تُثبت أنها لا تقدم مجرد فعالية، بل تصنع حدثًا وطنيًا متكاملًا، ينبض بالوعى والإنتماء. الندوة التثقيفية ال42 كانت مثالًا لاحترافية التفكير ودقة الاختيار، فكل فقرة فيها كانت مدروسة بعناية، تلامس الوجدان وتُخاطب العقول، لتجعل الحضور يعيشون لحظات من الفخر والوعى فى آنٍ واحد. إدارة الشئون المعنوية لا يتركون شيئًا للصدفة. من إختيار الموضوعات، إلى تنسيق الرسائل، إلى الإخراج البصرى والصوتى الذى يجسد روح مصر الحديثة، يظهر جهد كبير وإخلاص لا يُقدَّر بثمن. فهم يجيدون فن التأثير دون مبالغة، ويُتقنون مخاطبة المشاعر دون انفعال، ليخرج كل مشهد رسالة صادقة تليق باسم الوطن. بطولات السويس تظل مدينة السويس رمزًا خالدًا للصمود والبطولة فى ذاكرة الوطن، فقد كتبت بدماء أبنائها أروع صفحات النضال خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973. عندما حاول العدو الإسرائيلى إقتحام المدينة فى الأيام الأخيرة من الحرب، ظن أنه سيجدها مدينة منهكة، لكنه فوجئ برجالها ونسائها وأطفالها يتحولون جميعًا إلى مقاتلين يدافعون عن كل شبر من أرضهم. أبطال المقاومة الشعبية فى السويس، من جنود الجيش الثالث والمواطنين الشرفاء، واجهوا الدبابات بصمود وإيمان لا يتزعزع، فحولوا شوارع المدينة إلى ميادين شرف وكرامة. سطّر أبناء السويس بدمائهم ملحمة خالدة أبهرت العالم، وأثبتت أن الإرادة الوطنية قادرة على صنع المعجزات. ومن بين الركام، نهضت السويس أكثر قوة، شامخة بعزيمة أبنائها، لتبقى رمزًا للكرامة المصرية التى لا تُقهر. ستظل السويس فى وجدان الأمة نموذجًا للوطنية الخالصة، ودليلًا على أن مصر لا تُهزم ما دام فى قلوب أبنائها حبها وإيمانهم بقداستها.