حالة الجدل التى أثُيرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» بشأن ظاهرة التجنيس الرياضية التى تُعد خطراً يهدد الأبطال فى غالبية الدول التى تمتلك ذخيرة حية من المواهب ؛ والتجنيس هنا غير «ازدواجية الجنسية» ؛ فالتجنيس الرياضي يكون عن طريق تنازل اللاعب أو البطل عن جنسيته الأصلية ويلعب باسم بلد آخر عكس اللاعبين الذين يحملون أكثر من جنسية لكنهم يلعبون لبلدهم الأصلي . على مدار الأيام الماضية عجت منصات السوشيال ميديا بحالة من الصراخ والعويل وبكاء الأطلال لدرجة أنني من كثرة القصف المُمنهج اعتقدت أن هناك حالات تجنيس أصابت بعض لاعبينا الأبطال ؛ والحقيقة بعد عملية بحث واستفسار تأكدت أنه لا يوجد أى حالات تجنيس حدثت منذ عشرة أعوام .. وأن مصر الرياضية آمنة.. وأبطالنا يؤكدون اعتزازهم وفخرهم ببلدهم الغالى؛ وهنا تذكرت المشهد الكوميدى الشهير للفنان عادل إمام فى دور سرحان عبد البصير بمسرحية» شاهد ما شفش حاجة» والذى انطلق فى العياط والبكاء خلال مشاهدته لفيلم فى السينما تفاجأ المتابعون لروايته بأنه كان يبكى ليس تأثراً بالفيلم كما توقعوا ولكن بسبب ضيق حذائه !! لم أتوقف كثيراً أمام حالة التهييج الوهمية للرأى العام خاصة وأن كل المراقبين للأحداث يعلمون جيداً أن السوشيال ميديا فى مجتمعنا الرياضي يتعامل على طريقة « شاهد ما شفش حاجة « أو بنظرية الزعيم عادل إمام فى مشهده الكوميدي الخالد؛ ولذلك فإنني أناشد كل رواد السوشيال من هواة صناعة أزمة بلا لزمة التريث والدقة خاصة عندما يكون الموضوع خاصاً بشخصيات عامة مثل أبطالنا الذين نتباهى بهم. وعلى ذكر «افتكاسات السوشيال ميديا» لم تعجبنى مقارنة البعض بين الكبيرين المهندس هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة المصرى وأقدم عضو مكتب تنفيذى في أروقة الاتحاد الدولى الكروى وأحد أعضاء لجنة العظماء الستة العالمية مع شقيقه وصديقه المغربى فوزى لقجع رئيس الاتحاد المغربى وعضو الفيفا فى أعقاب تتويج شباب أسود الأطلسى بمونديال تشيلى وهو إنجاز يُحسب للمغرب ويدعونا جميعاً كعرب وأفارقه للإشادة به؛ لأن المقارنة من منظور كرة القدم المتغير تكون ظالمة للكبار؛ ومثلما ابتسم فوزى لقجع فى أعقاب إنجاز شباب بلاده منذ أيام؛ فهناك ابتسامات عديدة كان بطلها أبو ريدة وكانت فيها المواقف متغيرة. وللمثال لا الحصر فإن هانى أبو ريدة كان ولا يزال مؤثراً فى صناعة المشهد الكروي محلياً وعربياً وقارياً ودولياً ؛ ولمن لا يعرفه فإن أبو ريدة كان شريكاً فى تتويج منتخب بلاده بطلاً لإفريقيا ثلاث دورات متتالية وقياسية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة عندما كان نائبًا مع الراحل سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق؛ كما كان أبو ريدة متصدراً للمشهد عندما صعد منتخب مصر لمونديال روسيا 2018 بعد غياب مصرى استمر 28 سنة وهو أيضًا رئيس اتحاد الكرة المصرى الوحيد الذى صعد فى ولايته الفراعنة للمونديال للمرة الثانية فى أعقاب حسم جيل العميد لتذكرة المونديال رسمياً ؛ والأفارقة والعرب يدركون تماماً قيمة ودور وأهمية أبو ريدة فى نجاح الأشقاء: قطر والسعودية والمغرب فى الفوز بتنظيم المونديال لما يمتلكه من علاقات نافذة ومتينة فى أروقة الفيفا والكاف .. ولا أحد ينكر دوره فى جلب بطولاتٍ قارية وعالمية تم تنظيمها على أرض الحضارات منذ اعتناقه العمل الإدارى الكروى فى الكاف والفيفا؛ نتائج كرة القدم لا تسير على وتيرة واحدة .. ومن الظلم أن نضعها مقياساً ثابتاً للمقارنة بين الكبار؛ وكلنا ثقة فى قدرة أبو ريدة على قيادة كرة القدم المصرية نحو المكانة التى تستحقها؛ ومثلما أنفقت الشقيقة المغرب نحو 150 مليون دولار من ميزانيتها فى 2007 على تأسيس أكاديمية محمد السادس وهو الأمر الذى ساهم فى حدوث الطفرة النوعية للكرة المغربية ؛ فإن التاريخ يذكر لأبو ريدة أنه نجح بمجهودات ذاتية ودعم من الفيفا فى تدشين مشروع المنتخبات الوطنية الذى خرج للنور مع بدء ولايته الحالية لاتحاد الكرة رغم أنه وضع حجر الأساس قبل نحو 25 سنة ؛ وسيكون هذا المشروع عاملاً محورياً فى قفزات نوعية تنتظر الكرة المصرية ؛ وهنا يتضح الفارق بين لقجع الذى يصرف من ميزانية المغرب وأبو ريدة الذى يبني بجهود ذاتية ودعم من الفيفا .. بانتظار مصر قريباً فوق منصة التتويج الإفريقية والعالمية .. مصر تستطيع.