■ كتبت: سمر صلاح الدين مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وتكثيف مباحثات اليوم التالي دفعت القاهرة علنًا باتجاه نشر قوة دولية لضمان تثبيته ومنح المسار شرعية أممية، وهو ما أكده بيان رئاسى مصرى خلال قمة شرم الشيخ للسلام. الدبلوماسية المصرية النشطة تقاطعت مع جهود فرنسية بريطانية بتنسيق وثيق مع الولاياتالمتحدة لهندسة مشروع قرار فى مجلس الأمن يجيز نشر «قوة استقرار دولية» مؤقتة فى القطاع. ورغم أن الصياغات والتفاصيل مازالت قيد التفاوض تفرض أسئلة هامة نفسها على المشهد، حول التفويض والتشكيل والجدول الزمنى ودور العواصم الإقليمية وعلى رأسها القاهرة. الفكرة كما تتبلور دبلوماسيًا بحسب ما كشفت عنه الصحافة الفرنسية حتى الآن لا تتجه إلى «قبعات زرقاء»، أى بعثة حفظ سلام أممية كلاسيكية، بتفويض صريح يسهل مساهمات الدول ويمنح غطاءً قانونيًا متينًا، بل إلى صيغة تفويض شبيهة بقرار مجلس الأمن الخاص ب«هايتى» لقوة متعددة الجنسيات يُخول لها «اتخاذ كل التدابير اللازمة» لتنفيذ المهام. عدة دول طُرحت كمساهمين محتملين، بينها مصر بالطبع وقطر والإمارات وأذربيجان وإندونيسيا، التى أعلن رئيسها عن استعداد بلاده لإرسال ما يصل إلى 20 ألف جندى فى حال صدور القرار. من رام الله يرى مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية هانى المصرى أن التحدي الحقيقي لا يكمن فى «من يحكم غزة»، بل فى كيفية إدارة اليوم التالي، وضمان ألا يتحول الفراغ السياسى إلى شكل جديد من أشكال الاقتتال الداخلى أو الاقتتال مع قوة «الاستقرار الدولية». ويرى هاني أن الدعوة المصرية للحوار الوطنى تمثل فرصة تاريخية ينبغي اقتناصها، حيث أبدت مختلف الفصائل تجاوبًا معها، ويدعو القيادة الفلسطينية إلى أن ترتقى بمختلف الفصائل والأطر إلى مستوى اللحظة، وأن تتحمل مسئوليتها الوطنية في تحقيق الوحدة على أساس برنامج سياسى مشترك، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية، ولا سيما مؤسسات منظمة التحرير باعتبارها الإطار الجامع والممثل الشرعى للشعب الفلسطيني، حتى يكون «اليوم التالى» فلسطينيًا، لا وصاية أجنبية على قطاع غزة. ◄ اقرأ أيضًا | رئيس مجموعة ميرسك يوجه الشكر ل «السيسي» على جهوده لوقف إطلاق النار بغزة ◄ رعاية القاهرة أما عن الدور المصرى، وكيف ستتداخل رعاية القاهرة للملف ومسئولياتها الحدودية مع مهام القوة فيقول السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الأسبق: «أعتقد أن هناك اتصالات جارية مع مصر فى هذا الشأن، باعتبار أن القوة ستكون فى منطقة مجاورة لمصر، ومنطقة الحدود بين الجانبين دائمًا محل تعقيدات، خاصة معبر رفح وإدارته وإغلاقه وسيطرة إسرائيل عليه، فكلها نقاط ذات أهمية بالغة فى تحديد طبيعة هذه القوة وتكوينها ومكانها ومجال انتشارها والمهام الموكلة إليها». وأضاف أن هذه القوة الدولية سيكون مرتبطا دخولها بمراحل الانسحاب الإسرائيلى، وبالتالى سيكون دورها التواجد محل القوات الإسرائيلية، بحيث يكون لها مهام دولية خاصة بالمنطقة فى إطار الحدود بين الأطراف المختلفة. ◄ لجنة إدارية وفيما يرتبط باللجنة الإدارية الفلسطينية المشكلة خلال الفترة الانتقالية، التى سوف تخضع لإشراف الهيئة الدولية برئاسة ترامب ومعه بلير وأعضاء الدول الذين سوف يشاركون فيها، يرى السفير حليمة أن الوضع الفلسطينى يحتاج إلى توحيد المواقف ودمج كافة الفصائل والقوى الفلسطينية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها حركة «حماس» كمكون سياسى فى إطار المنظمة، وهو أحد التعقيدات ذات الأهمية التى يُركز عليها فى الوقت الراهن. وأكد أن الاجتماع الجارى بالقاهرة يهدف إلى خلق موقف فلسطينى موحد، وليس مواقف متعددة بينها صراعات وتنافسات.