كنت هناك... مع أول قافلة يطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى بعد وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي... القافلة رقم12 المكونة من أكثر من200 شاحنة تحمل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية والبطاطين والخيام، لإغاثة أهلنا فى غزة العائدين إلى منازل مهدمة ومدن محيت من الوجود. عائدين إلى تراب وطن يعشقونه... وصمدوا من أجل هذه اللحظة: لحظة العودة. على الطريق المؤدى إلى الإسماعيلية، اصطفّت الشاحنات فى خط طويل يشبه طابور انتظار يتقدّم فى صبر.. الأعلام ترتفع فوق الكبائن، وأصوات «تحيا مصر» تخرج من نوافذ السيارات المارة تلقائيًا، بلا دعوة. لم تكن السيارات تكتفى بالمرور... كانت تُحيّي... بالكلاكس، باليد المرفوعة من زجاج مفتوح، بابتسامة تقول ببساطة: «تحيا مصر». كانت هذه ليست قافلة عادية. إنها أول قافلة بعد الهدنة.. بعد أن نجحت مصر فى فتح الطريق.. حتى الهواء كان مختلفًا.. وإحساس بالارتياح، يسيطر على الجميع.. المتطوعون يعملون بسرعة وحماس. ضحكات وهتافات وعبارات تتردّد.. «دى أول قافلة فى السلام» «النهارده شكلها غير» «الطريق مفتوح لغزة» «مصر الكبيرة... والرئيس السيسى قال لا للتهجير... والكلمة كانت مصرية» الشباب يلوّحون بالأعلام من فوق الشاحنات بكل فخر وثقة.. وجوه حماسها واضح، وقلوب تشعر أن كل صندوق يحملونه ليس مجرد «معونة»، بل موقف. وعلى الطريق، أدركت أن هذه القافلة لا تحمل طعامًا فقط... بل تحمل أنفاس وطن يقول لنفسه: «لم نخذل غزة... ولم نخذل أنفسنا».. اليوم، كانت وجوه الناس وهى تلوّح بثقة، كأنها تقول: «هذه هى مصر... حين تختار أن تقف فى الجانب الصحيح من التاريخ».