سفالتهم مروعة، وبلادتهم مذهلة، وانحطاطهم مثير للغثيان، هؤلاء خوارج العصر، أحفاد غلاة الأمس، وكما أساء الأسلاف الجهلاء إلى البلاد والعباد، والى الرسالة الإلهية الخاتمة السمحاء، فى صورتها النقية الحقيقية، أسرف الخلف من خوارج اليوم الممثلين فى الإخوان المتأسلمين المجرمين، والخارجين من عباءتهم أجمعين من سائر القتلة والسفاحين، وقد تحولوا برمتهم إلى حجر عثرة فى طريق تقدم أممهم، وقد أضحوا ضمانة لعدم ارتقاء بلادهم، وعقبة فى سبيل رفعة أوطانهم، خدمة للمستعمرين، وما فعلوه مع أديب مصر العالمى «نجيب محفوظ»، قصة عار لن تمحوها الدهور، وهناك تاريخان فى أكتوبر .. شهر الانتصارات المصرية شاهدان على سمو الأسوياء، وانحطاط الأدنياء من الخوارج، فبعد رحلة كفاح شاقة عاشها المبدع الكبير صفق العالم لعبقريته، وتفرد منجزه، وسخاء عطائه، ومنحته الأوساط الأدبية المتخصصة أرفع جائزة تمنح لإبداع الكلمة، تلك التى تحمل اسم «نوبل»، فى 13 من أكتوبر عام 1988، وينخرط المتذوقون المرهفون فى شتى أنحاء المعمورة من بعدها فى رحلة استكشاف لدنيا «محفوظ» المذهلة، وتتعدد الترجمات التى تنقل نبض أعماله الأصيلة الباهرة، إلى جنبات العالم الشاسع، ولكن خوارج العصر المنحطين يأبون إلا أن يصدموا الآفاق بإجرامهم المروع، ففى 14 من أكتوبر - نفس الشهر الذى كرمه فيه العالم - من عام 1994، يحاولون اغتيال المبدع الاستثنائى ضمير مصر الحي، فيندفع شاب غرير ليطعنه فى رقبته، وللأسف على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على تلك المأساة المروعة، والفضيحة المدوية، لايزال فى عالمنا خوارج يعتنقون فكر الشاب الذى حاول اغتيال «محفوظ»، ولا تزال الجماعة الإرهابية المنحطة وسائر خوارج العصر، يبثون سمومهم، ويشنعون على خصومهم، بالشائعات الدنيئة، ويزعمون أن ذلك جهاد فى سبيل الإله، وتعالى الإله العظيم عما يدعون، ويزعمون، وسلم الأوطان الحبيبة مما يحيكون، ويدبرون.