تعلمنا أن ثوابت العمل الصحفى المصداقية والقرب من نبض الشارع وعدم إمساك العصا من المنتصف، وعدم المهاونة فى حق الوطن والشعب وعدم الانحياز إلى منزلق الهبوط فى لغة الخطاب، وعدم المساومة مع إرهاب الفكر أو فكر الإرهاب، وأن تكون الصحافة منبراً لكل الآراء وراية للحرية ومشعلاً للتنوير والدفاع عن قضايا الوطن والأمة، مدافعة عن قيم العدل والمساواة والديمقراطية متصدية لكل محاولات طمس هوية الأمة أو لى ذراع إرادتها أو الوصاية السياسية فى قوالب فكرية مستوردة سابقة التجهيز. وكان مذيعو ومذيعات التليفزيون ذى القناتين آية فى الثقافة والأناقة والشياكة وحسن النطق وجودة اللغة، ثم افتقدنا حسن النطق وكثيراً من الأناقة والذكاء فى المحاورة واختفاء المهنية، وتحول المذيع إلى صاحب «مطرح» يتحدث بالساعة والساعتين، وذلك كان موضعاً لنقد السيد رئيس الجمهورية! وإذا استضاف ضيفاً أو صاحب خبرة أو رأى فإنه يظل يتكلم ويتكلم فلا يفسح للضيف مجالاً، وبعد أن كانت الدراما المصرية تتسبب فى خلو الشوارع والمدن من المارة الذين يجلسون أمام الشاشات الصغيرة إذ بهذه الظاهرة تختفى وتتراجع على كثرة ما تمتلك مصر من مواهب ومبدعين وكتاب أجلاء. فإذا ما اعترفنا بهذا الوضع المؤلم كان ذلك بداية إصلاح منظمومتنا الإعلامية لكى نسترد ما نستحقه من ريادة ولن نمل من التأكيد على أن الشفافية والابتكار والالتصاق بقضايا الناس اليومية هو الأساس فى جذب القراء والمشاهدين، وذلك أمر تعلمه لجنة تطوير الإعلام حق العلم. مصر تعج بالمفكرين والمبدعين، يجب إذن أن تتوسع النظرة، ويجب إذن أن تتوفر الجسارة، ثم يجب إعادة النظر فى المط والثرثرة التى يمارسها بعض مقدمى البرامج، علينا إذن أن نضع بروتوكول عملي. جديد يتيح لمصر أن تطل بوجهها العبقرى ومواهبها الرائعة فى السياسة والاقتصاد والفن والأدب، وذلك ما يجعل مؤشرات المواطن العربى تستدير لكى تلتقط الأمواج المصرية التى لا بد أن ترتدى ثيابها الجديدة كاملة الوجاهة رفيعة الفكر. إننا نملك المواهب ونملك إمكانيات تشغيلها. تمنياتنا للجنة الموقرة وهى تضم كفاءات رائعة أن تنجح فى بعث النشاط والحيوية فى الإعلام المصري.