محافظ بورسعيد يتابع انتظام العمل بمحطات الوقود ويحذر السائقين من استغلال المواطنين    مواعيد مباريات اليوم 17 أكتوبر.. عودة الدوري والمصري في الكونفدرالية    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يخوض المران الختامي اليوم استعدادًا لمباراة «إيجل نوار»    أسعار الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025    حقيقة ارتفاع أسعار مواد البناء خلال الفترة المقبلة بسبب إعمار غزة    أحدث تصوير لمشروع مترو الإسكندرية.. صور    فتح معبر رفح بين تأجيل إسرائيلى وتحذيرات من المماطلة.. ماذا حدث بالفعل؟    رئيس فنزويلا يحذر ترامب من تدخل أمريكى بعد سماح ل CIA بتنفيذ عمليات سرية بالبلاد    رئيس وزراء المجر: الاستعدادات جارية لاستضافة قمة بين ترامب وبوتين    إطلاق قافلة زاد العزة ال52 إلى غزة بحمولة 4 آلاف طن مساعدات غذائية    الأمن القومي الأمريكي في خطر.. تطور مفاجئ يهدد الأسلحة النووية    انطلاق قافلة دعوية إلى مساجد الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء    سعر اليورو اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    تجديد حبس قاتل زميله وتقطيعه بمنشار كهرباء على ذمة التحقيقات    طقس مشمس معتدل بكفر الشيخ الجمعة 17 أكتوبر 2025    النشرة المرورية.. سيولة بحركة السيارات بمحاور القاهرة والجيزة    قبلة بسنت شوقى لمحمد فراج فى افتتاح مهرجان الجونة تلفت الأنظار.. فيديو وصور    السياحة: إطلاق الموقع الإلكترونى للمتحف المصرى يهدف لتقديم تجربة فريدة للزوار    5 أبراج تحب قضاء الوقت مع الأطفال    الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين لانتخابات النواب بالأقصر    ياسر ريان: الأهلي سيلعب على الفوز أمام نوار ذهابًا وإيابًا    ننشر تعريفة الركوب الجديدة لسيارات الأجرة والتاكسي بالخطوط الداخلية والخارجية بالمنوفية    محافظ بورسعيد يعتمد تعريفة الركوب الجديدة بعد زيادة البنزين والسولار الجديدة    سعر اليورو اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 في البنوك .. بكام الآن؟    حمزة نمرة: وفاة والدتي في التاسعة من عمري أورثتني القلق.. وقضيت عاما كاملا أنتظر معجزة لشفائها    حمزة نمرة: عثرت على «فاضي شوية» بالصدفة.. وطرح ألبوم كامل الآن يظلم الأغاني    فى مقابلة قديمة .. لماذا هاجم صهر ترامب "الصهيونى " محمود عباس بعبارات "مهينة" !    مرتديًا النقاب.. طلب تحريات المباحث في واقعة تحرش شاب بسيدات في مستشفى أبو النمرس    فلسطين.. الاحتلال يدمر سيارة مواطن خلال اقتحام حي المخفية في نابلس    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الشرقية لانتخابات مجلس النواب 2025    عماد النحاس وجهازه المعاون يصل إلى بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين على النظام الفردي بانتخابات مجلس النواب    روسيا تحذر أوروبا من مصادرة أصولها    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    موعد عرض مسلسل حلم أشرف الحلقة 19 والقنوات الناقلة    ترامب يتحدى بوتين: "آلاف توماهوك بانتظار خصومك".. فما سر هذا الصاروخ الأمريكي الفتاك؟    وفاة الفنان أشرف بوزيشن بعد مسيرة فنية مع كبار السينما المصرية    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    مجلس النواب يسدل الستار على قانون الإجراءات الجنائية ويوافق نهائيا على المشروع بصيغ توافقية    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    «أفضل لاعب في مصر بمركزه».. فاروق جعفر يتغزل ب نجم الأهلي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    خلافات مالية تنتهي بجريمة قتل في الخصوص.. والأمن يضبط 3 متهمين    «الزمالك لن ينافس».. مجدي عبدالغني يكشف توقعاته ل بطل الدوري    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سامح فوزى كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية: توثيق 3 آلاف شخصية جديدة فى «ذاكرة مصر»

المجتمع القوى هزم الإرهاب.. والدولة القوية نفَّذت مشروعات تنموية ضخمة
مصر تدعم القضية الفلسطينية.. والشعب يُساندها
3 آلاف شخصية مصرية جديدة يتم توثيقهم فى «ذاكرة مصر»، الكثير منهم علماء وأساتذة جامعات وبعض الباحثين والمثقفين وأعضاء الحركة العمالية النقابية، بمشروع يحدثنا عنه د.سامح فوزى، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، الذى يُفَنِّد فى حوار خاص مع «الأخبار»، حركة المجتمع المصرى بمسارات زمنية مختلفة فى الماضى والحاضر والمستقبل، وذلك بعد فوزه مؤخرًا بجائزة الدولة للتفوق، فى فرع العلوم الاجتماعية، ليقدم قراءة نقدية للعديد من القضايا، وإلى تفاصيل الحوار:
اقرأ أيضًا| رئيس الضرائب:زيارة مكتبة الإسكندرية تعكس أهمية الثقافة والمعرفة في بناء وعي وطني
بداية، نهنئكم بالجائزة التى جاءت كتتويج لمسيرتك البحثية؟
هى مسألة مُبهجة لأى باحث أن يحصل على جائزة خاصة عن مجمل الأعمال التى قام بها، حيث تُمنح جائزة التفوق على مجمل الأعمال لمدى زمنى يتعدى 15 عامًا، فكانت فرصة بالنسبة لى أن أستعيد أشياء قدمتها سابقًا مثل دراسات وكُتب.. وهى تفرض تحديًا على الحاصل على الجائزة، بمعنى أنه لابد أن يستمر على نفس المسار وأن يُطَوِّر من أدواته وكتاباته، ويقدم أفكارًا وموضوعات جديدة، فهذا جزء من التحدى.
ذاكرة مصر
كيف تنظر لمشروع ذاكرة مصر المعاصرة والذى تتولى إدارته؟
ذاكرة مصر المعاصرة، أرشيف رقمى للتاريخ متسع جدًا، يضم عشرات الآلاف من الوثائق والصور والعملات والطوابع والشخصيات.. ويمتاز بأنه يُقدم نمطًا من أنماط الكتابة التاريخية للجمهور العام.. فالتاريخ ليس فقط للمتخصص ولا المؤرخ، ولكن أيضًا للجمهور العام، حيث يتصل بالذاكرة الوطنية وبناء الوعى.. وهذا كان من ضمن المشروعات الرئيسية فى مكتبة الإسكندرية، ولدينا فيه جوانب كثيرة فى المادة التاريخية ولا تقتصر على الجانب السياسى.
كيف تتحصل المكتبة على هذا الكم الضخم من الوثائق؟
المصدر الرئيسى هو الإهداءات، فنحصل على أرشيفات من شخصيات عامة وعائلات، وعادة نحتفظ بصور رقمية ونرد الأصول لأصحابها.. ومن أبرز ما قدمناه مؤخرًا، أوراق قضايا الأستاذ صلاح عيسى والتى تصل إلى 100 ألف ورقة.. وشملت الكثير من القضايا التى حَلَّلها وكتب عنها، مثل قضايا الإسلام السياسى والحركة الشيوعية، وقضايا اجتماعية مثل ريا وسكينة ويعض الكُتب والوثائق النادرة.. كما تلقينا إهداءً آخر من عائلة خانكى الأرمينية.
ما جديد ذاكرة مصر المعاصرة؟
قريبًا سنعرض توثيق 3 آلاف شخصية مصرية فى القرنين التاسع عشر والعشرين.. والجديد أن الكثير منهم شخصيات غير معروفة إلى حد كبير وخارج السياسة كعلماء وأساتذة جامعات وبعض الباحثين والمثقفين وأعضاء الحركة العمالية النقابية وبعضهم يُكتب عنه لأول مرة.. وسيتم إطلاق المشروع على مرحلتين، تبدأ المرحلة الأولى ب1500 شخصية وتليها الثانية، والحقيقة أن هذا المشروع الكبير كان قد بدأ فى مرحلة سابقة قبل عام 2011 بمشاركة عدد من الخبراء، مثل: د. جابر عصفور ود. صلاح فضل ود. محمد الشرنوبى ود. لطيفة سالم ود. قدرى حفنى، وغيرهم.
تحليل
انطلاقًا من رصدك للتاريخ عبر ذاكرة مصر المعاصرة، ما تحليلك للمجتمع المصرى فى الماضى.. وما أبرز ملامحه؟
فكرة أن نعود للماضى بنظرة نقدية أو تحليل يفيد فى الحاضر وتصور المستقبل.. ولذا فى مجلة ذاكرة مصر نستعد لإطلاق عدد مهم عن برلمانات مصر ونوابها بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية حاليًا، ونجد فيه بعض الملامح المصرية فى السياسة مازالت ثابتة وبعضها مُتغير.
أما لو نظرنا لماضى المجتمع المصرى، فقد كان هناك عدد من القضايا الأساسية تميزه، أبرزها فكرة الاعتدال والنظرة الوسطية الدينية.. والتى كانت جزءًا من مدرسة الأزهر، فإذا نظرنا إلى علماء الأزهر فى النصف الأول من القرن العشرين مثل الشيخ شلتوت ود. على عبد الرازق والشيخ مصطفى عبد الرازق وغيرهم، نجدهم أعلامًا كبيرة قدموا اجتهادات مهمة جدًا، وهذا أحد ملامح الإبداع المصرى.. وهو الفقه الوسطى المتسامح، وهناك علامة أخرى وهى الإنتاج الثقافى لعصر النهضة فى النصف الأول من القرن العشرين، فنجد إنتاجًا وكتابات بالغة الأهمية حتى الآن نعود إليها، كمستقبل الثقافة فى مصر لطه حسين، ومعارك ثقافية وفكرية، فقد كان هناك حراك ثقافى فى النصف الأول من القرن العشرين لم يبرح الساحة المصرية ويعودون إليه فى المساجلات، وإذا نظرنا لكثير من إصدارات دور النشر، نجدها إعادة نشر أعمال كاملة لمثقفين قُدامى وكثير من السجالات الثقافية والروايات.. فأهم ما يُقرأ فى المجتمع المصرى، الرواية والسيرة الذاتية.
فى رأيك لماذا حتى الآن هناك سِجالات حول الماضى.. ومقارنات بين حُقب سيادية ماضية وفترات تاريخية؟
ألاحظ موجة عامة فى المجتمع المصرى، أرصدها على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى الزيارة السلبية للماضى.. وأرجع ذلك لعدة أسباب، فقد تكون من أنواع التعبير عن الإحباط الشخصى أو تصفية الحسابات مع مراحل سابقة أو محاولة لإيجاد مساحة للكلام والتفاعل طالما الشخص يرى أنه لا يستطيع الاشتباك مع الحاضر وتقديم شىء للمستقبل.. فأتساءل لماذا هناك مَن يصرون مثلًا على محاكاة رموز دينية فى التاريخ مثل محاكاة الشيخ الشعراوى، محاكاة البابا شنودة، هذا النمط من الكتابة التاريخية والاسترجاع الغرض منه، إعادة محاكمة لأوضاع قديمة أو مراحل سابقة.. لكن هى تعبّر فى وجه كبير عن مساحات كثيرة من الرغبة فى السجال وإيجاد مادة للظهور على الساحة.. وهى معارك بلا خصوم.. وأرى أن هذا يستغرق جانبًا كبيرًا من النقاش العام، ولا يُغَيِّر من الأمر شىء، ولا يفتح مجالًا للمستقبل فى التفكير وتُحولنا لحراس معابد.
نقاشٌ عام
إذا كيف فى رأيك نُشَجِّع ونُثرى النقاش العام ليعتنى أكثر بالحاضر والمستقبل؟
أولًا: من خلال الحرية الإعلامية، بأن يكون للإعلام مساحة من الحرية لمناقشة قضايا مختلفة، وربما كان فى تحديات خلال الفترة الماضية استطعنا تجاوزها.. فالمجتمع استطاع أن يهزم الإرهاب.. والمجتمع قوى.. والدولة قوية استطاعت أن تقوم بمشروعات تنموية ضخمة جدًا.. وأعتقد أن الحفاظ على التنمية والحفاظ على جاهزية الدولة فى مواجهة الإرهاب يستدعى فتح الباب لدعم الدولة وتأييدها، وأيضًا كشف الكثير من أوجه القصور، وهذا فى صالح الدولة للتطوير للأفضل.
اقرأ أيضًا| «علاء عبد الهادي»: مكتبة الإسكندرية نافذة مصر على العالم
ثانيًا: تداول المعلومات، فالمجتمع مُحاط بالشائعات وأفكار مغلوطة، وتعج وسائل التواصل الاجتماعى بروايات مغلوطة، فالرد الحقيقى من خلال إتاحة المعلومات..
ثالثًا: تقوية المجتمع المدنى وفتح مجالات للنقاش العام من خلال هيئات وجمعيات وندوات.. فتجربة الحوار الوطنى فى مصر أيًا كان مَن تحدث عنها بالنقد.. أرى أنها تجربة إيجابية لأنها فتحت باب النقاش العام واستوعبت عددًا كبيرًا من النقاش وبسقف مناقشة مرتفع لقضايا مختلفة، فما أريد قوله إننا نحتاج لسياقات ومجالات مؤسسية للنقاش فى وسائل غير حكومية مثل نقابات، أحزاب، منتديات ثقافية، فمطلوب توسيع دائرة النقاش العام..
رابعًا: مواجهة الموجة المحافظة، التى تضع محرمات كثيرة جدًا فى المناقشة.. فالقضية ليست فقط الحكومة، ولكن المجتمع يضع محرمات.. فلست قادرًا على استيعاب الموجة المحافظة الشديدة جدًا فى المجتمع المصرى.
ما مظاهر هذا التوجه؟
مثل وجود لافتات فى الشارع تدعو للحشمة وتشير إلى ملابس المرأة.. أو واحد على باب الجامع يمنع طالبة من الدخول بسبب ملابسها.. أو فرقة مسرحية تفصل الأولاد عن البنات.. وهذا المناخ يفرض قيودًا على مناقشة القضايا.
مثل ماذا؟
كثير من الأفكار السلبية لا تُنتقد داخل المجتمع، فهناك محاذير كثيرة بما يفرض الوصاية.. على سبيل المثال القضايا المتعلقة ببعض جوانب الفكر الدينى لا تناقش فى المجتمع المصرى رغم أنها بحاجة للنقد والنقاش.
لكن هناك بعض المناقشات والانفتاح مؤخرًا فى هذا الشأن؟
ليس بالدرجة المأمولة، وهناك اتجاهات وأفكار كثيرة سلبية داخل المجتمع لا تُناقش باشتباك حقيقى ونقاش حقيقى.. فكرة نقد الفكر الموضوى أو السلفى داخل المجتمع المصرى وإشاعة العقلانية فى التفكير.. تحتاج نقاشًا حقيقيًا.. هناك أيضًا بعض القضايا مُتعلقة بالتعليم أصبحت تحتاج إلى نقاش حقيقى، فمثلًا أرى أن المجتمع يتجه بقوة ناحية الكتاتيب والمؤسسات الدينية ووجود حضانات داخل المؤسسات الدينية.. وبالمناسبة فأنا لا أعترض على شيء.. ولكنى أريد نقاشًا حقيقيًا لكى نرى إلى أين تذهب آفاقنا؟..هل هذه الأمور ستصب فى الصالح العام، فهناك آراء مختلفة هناك مع وهناك ضد.. فنحتاج نقاشًا عامًا.. فالقرار الوزارى أيضًا هو قرار حكومى يحتاج إلى استماع وحوار.. ماذا ستقدم هذه الكتاتيب هل ستصب فى إطار الحداثة والعقلانية داخل المجتمع المصرى، هل ستفيد فى بناء الشخصية المصرية، وأنا ليس لدىَّ حكم مسبق.. أريد فقط أن يكون هناك نقاش نخرج منه بتوصيات.
ينقلنا هذا الحديث إلى تقييم وضع المواطنة فى المجتمع المصرى؟
أريد أن أعود للوراء قليلًا، فعندما طُرحت المواطنة فى التسعينيات، كان الناس يستغربون، وكان هناك اعتقاد بأنها تقتصر على المسيحيين والمسلمين، لكن على مدار سنين، بدأت الناس تدرك أن المواطنة مفهوم يتعلق بإسهام الفرد فى المجتمع ومشاركته فى الشأن العام وأيضًا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى يحصل عليها، وليست فقط المساواة على الجانب الدينى أو حتى النوع بين الرجل والمرأة، لكن المواطنة قطعت أشواطًا داخل المجتمع المصرى ومَن يُشكِّك فى هذا فهذا غير حقيقى، فعلى مستوى العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، فقد قطعت المواطنة شوطًا، ولا أحد ينكر ذلك، وأى حديث غير هذا غير موضوعى.. والدليل على ذلك المقارنة التى تكشف سواء من خلال شكل الخطاب السياسى أو تولى المسيحيين لمواقع مختلفة داخل المجتمع، فقد أصبحت المشاركة مفتوحة دون قيود.
هل يمكن أن نُعالج ذلك؟
أرى أنه يمكن أن يُعالج بأكثر من طريقة والحلول متعددة.. وأهمها مزيد من المحليات والتمكين على المستوى المحلى.. بحيث نعطى المزيد من الثقل لصناعة القرار المحلى فى مصر.. فعندما نتجه إلى اللامركزية بأقاليم لديها إمكانيات اقتصاديات حقيقية، ونشجعها أن يكون لها دورها الاقتصادى والاجتماعى.. أعتقد سيكون ذلك بداية لمزيد من الانتعاش والتمكين على المستويين الاقتصادى والاجتماعى.. هذه واحدة من المداخل مع استمرار المركزية.. ولكن اللامركزية فى هذا السياق ستفيد على مستوى مشروعات التنمية والاستفادة من المقدرات الموجودة داخل الأماكن المختلفة ودعم الصناعات الثقافية والابداعية المختلفة.
كيف يمكن دعم الطبقة الوسطى؟
الطبقة الوسطى لديها أكثر من إشكالية، فهى دائمًا تُراهن على التعليم، فتتقدم بالتعليم والعمل، وهما المجالان الأساسيان لها، فجزء أساسى من الإشكالية التى تواجهها هى فكرة تراجع التعليم وارتفاع تكلفته.. فقد كثرت الجامعات وانخفضت معايير القبول مقابل الربح.. ونحن كمجتمع مع زيادة السكان نحتاج إلى التوسع فى مؤسسات التعليم، مع مُراعاة الجودة حتى لا يأتى فى النهاية خريج غير مؤهل.. فقد فوجئت بأنه فى إحدى الكليات رسبت دفعة كاملة.. فهذا معناه أن المُدخل نفسه كان فيه خطأ والطلاب غير مؤهلين للالتحاق بهذه الكلية، وهذا أدى إلى أنه فى بعض الأماكن بسوق العمل يسألون عن اسم الجامعة، وليس الكلية فقط، فاسم الجامعة له دلالات، فخريج قصر العينى له ثقله ولكن فى المقابل ليست كل الجامعات الخاصة سيئة.
وكيف يحدث من وجهة نظرك التوازن؟
لابد من التأكيد على كفاءة المؤسسات التعليمية، فالتوسع الكمى لابد أن يرتبط بتوسع كيفى من خلال الكفاءات والقدرات الجيدة لمؤسسات التعليم حتى تعمل بكفاءة.. فالقضية ليست قضية شهادات، بل القضية الأكبر، وجود خريج ينافس على المستوى العربى على الأقل.
كيف تُقيِّم العمل الأهلى والمجتمع المدنى؟
أرى أن القانون الحالى الذى يحكم العمل الأهلى أفضل قانون جاء لتنظيم العمل الأهلى بشهادة الكثيرين.. وأؤكد أن الجمعيات الأهلية ظهرت أهميتها جدًا فى المشاركة والعمل المجتمعى ونفذت شراكة مع الدولة فى مشروعات ناجحة مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة و100 مليون صحة، وتُوِّج ذلك بإعلان الرئيس عام 2022 عام المجتمع المدنى فى مصر.. فهناك اعتراف شديد من الدولة بأهمية المجتمع المدنى، ولكن توجد عدة إشكاليات تتعلق بوضع المجتمع المدنى، الإشكالية الأولى تتعلق بتوفير الموارد للإنفاق، فلدينا هيئات ذات ميزانيات ضخمة جدًا، ولدينا جمعيات محدودة وصغيرة للغاية، فعدم التناسب يخلق إشكالية..
وثانيًا إشكالية فى الكادر المؤسسى الداخلى حتى تصبح مؤسسات حقيقية قوية.. وثالثًا إشكالية التطوع بأن تجد عددًا كبيرًا من الشباب يشاركون فى المبادرات والجمعيات.. والإشكالية الرابعة أن الكثير من الجمعيات لا تعمل بكفاءة أو تؤدى دورها جيدًا، فالجمعيات التى قامت بتوفيق أوضاعها بالتأكيد عددها أقل بكثير من عدد الجمعيات المُتوقع وما يوازى عدد السكان.
كيف تفاعل المجتمع المصرى مع الأحداث المُحيطة وأبرزها القضية الفلسطينية؟
أرى أن المجتمع المصرى تعاطف بشدة مع القضية الفلسطينية، ولو نظرنا إلى وسائل التواصل الاجتماعى وتحركات المصريين فى مناسبات وجمع وتوجيه المساعدات للشعب الفلسطينية، كما أنه مُدرك جيدًا أن موقف الدولة المصرية تجاه فلسطين موقف صلب ومبنى على قناعات حقيقية.. فهناك التقاء، بالتأكيد الوقف الشعبى عندما دعت الدولة الشعب ليُعبِّر عن موقفه رأينا كيف نزل الشعب للشارع الداعم للقضية الفلسطينية فهذه مسألة ثابتة.
تُثار أحيانًا على مواقع التواصل الاجتماعى بعض الأحاديث عن الهوية كمصر إسلامية أو عربية أو فرعونية.. ما رأيك فى هذا؟
مصر ذات دوائر متعددة، فهناك الدائرة العربية والإفريقية ودائرة حوض البحر المتوسط والدائرة الإسلامية والعالمية، وفى قلبها الدائرة المصرية الخاصة.. ومن آنٍ لآخر تصعد آراء تحاول تغلب دائرة على أخرى.. والمجتمع المصرى متعدد ومتنوع، وهذه الطريقة ليست فى مصلحته بأن نحاول إلغاء جوانب أخرى.. وهذا أمر صعب.. وأنا ضد استغلال الحديث عن الهوية لاعتبارات سياسية.. ففكرة التوظيف السياسى للهوية كلام خطير جدًا.. ففى فترة انتقدنا التيار الإسلامى بشدة لأنه حاول التلاعب بهذه المسألة.. فهذه قضية أمة وقضية ثابتة ولها تراكم تاريخى طويل جدًا فلا يصلح أن نُوظِّفه أو نتلاعب به سياسيًا.. فحروب الهويات خطر على المجتمع وتجعل هناك عدم اتساق فى تكوين الناس.. فهذا يؤثر على الانسجام والاندماج الوطنى.
اقرأ أيضًا| في اليوم العالمي للعصا البيضاء..المبصرون يحاكون عالم المكفوفين بمكتبة الإسكندرية
ما رؤيتك خلال الفترة المقبلة؟
أولًا أنا معنى حاليًا بأهمية الكتابة للجمهور العام، فالمتخصصون فى مجالات كثيرة لا يكتبون للجمهور، ولذا من المهم تبسيط المعرفة وإنضاج وعى المجتمع.. لأن المعرفة إذا ظلت عند المتخصصين فهى لا تبنى المجتمع.. فجيد جدًا وجود أطباء ولكن لابد أن يوجد وعى صحى لدى المواطنين.
لكن.. ألا تلعب وسائل التواصل الاجتماعى دورًا قويًا مؤخرًا فى هذا الجانب ؟
وسائل التواصل الاجتماعى بها إشكاليتان، فهى تساعد على نشر المعرفة، أما الإشكالية الثانية فهى تُروِّج كثيرًا من الصور المغلوطة والمعلومات الزائفة.
كيف ترى الحل إذن؟
لابد أن تتدخل الدولة، فالصحة الرقمية للناس من مسئولية الدولة وليس مجالًا متروكًا.. والكثير من الدول تتدخل فى هذا الأمر وليس فقط مصر.. ولابد من تحجيم هذه المحتويات البذيئة لأنها تسىء للتكوين الإنسانى للشخص وتؤدى إلى جرائم.. فنتيجة الأفكار السلبية وتخزينها وتراكمها يدفع لجريمة وممارسات خاطئة، فلابد من تدخل الدولة.. فبعض التيكتوكرز يقومون بإنتاج البذاءة وتدويرها فى المجتمع وبعض الأعمال الدرامية والسينمائية كذلك.. ولذا لابد من نقاش مجتمعى حقيقى ونقدى للمنتجات الإعلامية..
ولابد من تفعيل دور الهيئات المدنية والنقابية التى يمكن أن تسهم فى ضبط هذه الأمور.. وإطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل إنترنت نظيف، كما أطالب بتدريس مادة للتربية الإعلامية وبإطلاق مقرر ونشاط داخل المدرسة لتوجيه الطفل لكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعى وكيفية التفرقة بين الجيد والردىء، وهذا ما بدأت فى تنفيذه بعض الدول، مثل الأردن، وهناك توجه فى تونس، لذلك أرى أنه مثلما نُحذِّر المواطن حاليًا من إساءة استخدام التواصل الاجتماعى والحذر من الشائعات ومحاولات هدم الدولة وغيرها، فيجب أن نتوجه للطفل ولا ننتظر حتى يكبر ونبدأ فى مخاطبته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.