وثيقة السلام التي تم توقيعها في قمة شرم الشيخ، عبارة عن ورقة واحدة جمعت أربعة زعماء، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليست مجرد وثيقة بل الغوص في التفاصيل يلخص إلى حدٍ كبير شكل المنطقة: من يقود؟ من يناور؟ ومن يراقب بصمت. ربما لا تكشف الوثائق ما يدور في الغرف المغلقة، لكن التوقيعات تكشف أكثر مما نظن، ففي كل خط ظل من صاحبه، وفي كل توقيع، ملامح من خريطة القوة التي ترسم كل يوم، هذا ما يكشفه تحليل تحليل «الذكاء الاصطناعي» لتوقيعات الزعماء الأربعة. ◄ الرئيس السيسي.. شخصية عملية تركز على التفاصيل جاء حجم توقيع الرئيس السيسي متوسط نسبيًا، حيث يشير إلى تركيز على الجوهر بدلا من المظهر، وربما حذر في إظهار الذات بالكامل، والملاحظ وفق الذكاء الاصطناعي أن التوقيع بميل قليل ناحية اليمين وهو يدل على التفاؤل، والانفتاح الاجتماعي، والتوجه للمستقبل. ويمكن إيجاز عدد من الصفات التي كشف عنها التوقيع في: - لا استعراض ولا مغالاة، فقط حضور هادئ يوحي بمسؤولية ووعي بالثقل الذي تمثله مصر. - يتميز بالمؤسسية أكثر من كونه شخصي، كأن الخط يقول: أنا أمثل الدولة، لا أبحث عن مجد «شخصي». - شخصية عملية، حذرة، تميل إلى التركيز على هدف واحد، مرنة نسبيًا مع توازن في العواطف. ◄ دونالد ترامب.. توقيع القوة الصاخبة بدا توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشبه بالبرج من الحروف المتشابكة، حاد الزوايا، يعلو على الصفحة كأنه يريد فرض هيمنته حتى على الورق. في السياسة كما في الحبر. ترامب لا يترك مساحة لغيره، لا في التفاوض ولا في الظهور. هو رجل الصفقات الذي يرى العالم على طاولة مساومة دائمة، لا كساحة تعاون. شخصية ترامب قوية، مهيمنة، ذات ثقة مفرطة، عنيدة وحاسمة، تبحث عن التميز والظهور بشكل قوي ولا تخشى المواجهة. ◄ أردوغان.. توقيع الزعيم المسرحي جاء توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقرب إلى رسم حر متعرج من حروفه الأصلية، فيه حركة واستعراض، تمامًا كأدائه السياسي. هذا بجانب أن توقيعه يبدو كأنه يقول: «أنا في قلب المشهد». كما يحمل التوقيع طاقة الزعيم الذي يرى نفسه محركاً للأحداث، حتى لو لم يكن كاتب النص الأصلي. وترمز فلسفة التوقيع خاصة في الامتداد العمودي والعرض، على ثقة عالية بالنفس، طموح، تطلع إلى المناصب والسيادة، رغبة في الظهور والتميز. أما ميلان بشدة إلى اليمين والأعلى، يدل على تفاؤل كبير، طاقة عالية، اندفاع للأمام، وعزيمة قوية لتجاوز العقبات، وتحتوي الحروف على عدة انحناءات وزوايا، مما يدل على شخصية تكتيكية، وتحفظ عن عمد، أو قد يدل على سرعة في العمل. ◄ تميم.. حسابات دقيقة ومشاركة في النتائج أقصر التوقيعات وأقلها صخبًا جاءت من نصيب الأمير تميم بن حمد، حيث سطور قليلة لكنها دقيقة، لا تبالغ في الحضور. فيها ما يشبه السياسة القطرية نفسها، حسابات دقيقة، تأثير غير مباشر، وموقع مرن بين الجميع. اقرأ أيضا| قادة مصر وأمريكا وقطر وتركيا يوقعون على وثيقة إنهاء الحرب في غزة يبدو وكأنه توقيع من يراقب المشهد من بعيد، لكنه يشارك في رسم نتائجه. كما يكشف التوقيع عن شخصية دبلوماسية ومرنة، ذات تفكير استراتيجي بعيد المدى، متوازنة في ثقتها بنفسها، وتسعى للاستقرار والامتداد المؤثر. ◄ بصمة رقمية تكشف خريطة النفوذ الجديدة في سياق مواز، سلطت دراسات علمية حديثة الضوء على وفي دراسة علمية حديثة، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم قراءة أكثر حيادًا وموضوعية من التقييمات البشرية التقليدية، مما يفتح الباب أمام استخدامه في مجالات التحليل النفسي والسلوكي بطريقة علمية معاصرة. واستنادًا إلى هذا الاتجاه العلمي الجديد، يمكن قراءة توقيعات الزعماء المشاركين في اتفاقية السلام من منظور الذكاء الاصطناعي التحليلي؛ فكل خط أو زاوية أو ميل في التوقيع لا ينظر إليه كفعل عفوي، بل كإشارة لاواعية تكشف طريقة تفكير صاحبها، ونظرته إلى السلطة، والمخاطر، والتحالفات. وهكذا يتحول التوقيع، من مجرد أثر حبر على ورق، إلى بصمة رقمية يمكن للخوارزميات قراءتها بدقة تكشف ملامح النفوذ الجديدة في المنطقة.